في ظل الارتفاع المقلق في عدد الإصابات بسرطان القولون والمستقيم بالجزائر، حذر مختصون في الجراحة والأورام من تحول هذا المرض إلى وباء وطني صامت، لا يرحم لا كبار السن ولا الشباب. وخلال يوم تكويني احتضنته المؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 1954 بوهران، دق البروفيسور ‘’شاذلي نور الدين ناقوس’’ الخطر، مشددًا على ضرورة تضافر الجهود الطبية، وتعزيز التكوين والتشخيص المبكر لمواجهة هذا التحدي الصحي المتزايد.
أكد البروفيسور ”شاذلي نور الدين’‘ المختص في الجراحة العامة بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 1954 بوهران، ونائب رئيس الجمعية الجزائرية للجراحة عن منطقة الغرب، أن سرطان القولون والمستقيم أصبح يُصنف ضمن قائمة السرطانات الأكثر شيوعًا في الجزائر ما يجعله يمثل تهديدًا صحيًا وطنيًا يتطلب تعبئة كافة الجهود الطبية والجراحية لمواجهته.
ارتفاع مقلق في عدد الحالات
وخلال مشاركته في اليوم التكويني المنعقد نهاية الأسبوع الماضي، أشار البروفيسور ”شاذلي” إلى أن معدل الإصابة بسرطان القولون والمستقيم شهد تزايدًا مستمرًا خلال العقدين الأخيرين. ففي السابق لم يتجاوز عدد العمليات الجراحية المرتبطة بهذا المرض عمليتين إلى ثلاث أسبوعيًا داخل مصلحة الجراحة العامة بالمؤسسة، أما اليوم فقد ارتفع العدد إلى خمس أو ست عمليات أسبوعيًا، ما يعكس استفحال المرض واتساع دائرته.
تغير في الفئة العمرية المصابة
وأشار البروفيسور إلى ملاحظة مثيرة للقلق تتمثل في تحول الفئة العمرية للمصابين، حيث لم يعد المرض يقتصر على كبار السن (60-70 سنة)، بل بدأ يصيب بشكل متزايد فئات عمرية أصغر تتراوح أعمارها بين 30 و40 سنة، ودعا في هذا السياق إلى إجراء دراسة وطنية وبائية شاملة تهدف إلى فهم أسباب هذا الارتفاع وتحديد معايير دقيقة للتشخيص المبكر والوقاية، وذلك من خلال معرفة العوامل المسببة وآليات تطور المرض.
منهجية مبتكرة في التكوين الطبي

وأوضح البروفيسور أن هذا اليوم التكويني يندرج ضمن سلسلة الأيام النظامية التي تنظمها الجمعية الجزائرية للجراحة بالتناوب بين مختلف مناطق الوطن، حيث تم اختيار مدينة وهران لاحتضان هذه الدورة التي عرفت طابعًا مميزًا من حيث المنهجية. فقد تم اعتماد أسلوب تفاعلي قائم على مناقشة حالات سريرية حقيقية، بمشاركة أساتذة مختصين وأطباء مقيمين، ما أتاح فرصة لتبادل الآراء والخبرات في أجواء علمية ثرية ومثمرة.
تعزيز الكفاءة وتحسين التكفل
وشدد البروفيسور ”شاذلي” على أن هذه المبادرة تندرج في إطار تعزيز التكوين الطبي المستمر، وتبادل الخبرات بين الأطباء من مختلف التخصصات، ما من شأنه رفع كفاءة الطواقم الطبية وتحسين جودة التكفل بالمرضى، خاصة في ما يتعلق بالحالات المعقدة المرتبطة بسرطان القولون والمستقيم. كما نوّه بالمشاركة الفعّالة لكبار الأساتذة الاستشفائيين الذين أثروا النقاشات بتجاربهم الغنية، ما ساهم في الارتقاء بمستوى الحوار العلمي والطبي.
الكلمات المفتاحية: سرطان ، القولون، تهديدًا صحيًا وطنيًا، وباء صامت، تشخيص مبكر ، وقاية