صحة جيدة لحياة أفضل

اختبار دم للكشف المبكر عن سرطان البنكرياس 

حرر : شعبان بوعريسة | صحفي
26 مارس 2025

يُبشّر اكتشاف جديد بأمل في مكافحة سرطان البنكرياس، حيث أفادت دراسة نُشرت في مجلة JAMA بأن اختبار دم مبتكر لا يزال قيد التطوير، قد يُحدث تحولًا في التشخيص المبكر لهذا المرض، في حين يُعرف هذا الاختبار باسم PAC-MANN-1، ويعتمد على الخزعة السائلة لقياس مستويات المصفوفة المعدنية ، وهو بروتين تُفرزه الخلايا السرطانية في البنكرياس.

وتم اختبار PAC-MANN-1 على 356 مريضًا، وأظهر دقة بلغت 98%، مما يسمح بالتمييز بين مرضى سرطان البنكرياس والأشخاص الأصحاء أو المصابين بأمراض بنكرياسية حميدة أخرى. 

وتزداد فعالية الاختبار عند دمجه مع المؤشر الحيوي السريري الشهير (CA 19-9)، مما يجعله أداة قيمة بشكل خاص في تشخيص المرض في مراحله المبكرة (المرحلتان الأولى والثانية)، وهو تقدم حاسم في مكافحة هذا السرطان. 

يُعتبر سرطان البنكرياس من أخطر الأمراض، حيث يتم تشخيصه غالبًا في مرحلة متأخرة. ويؤثر على غدة أساسية تلعب دورًا مهمًا في عملية الهضم وتنظيم مستويات السكر في الدم. 

 دور البنكرياس 

يقع البنكرياس في التجويف البطني، ويتكون من نوعين من الخلايا: 

  • الخلايا الإفرازية (الخارجية): تفرز إنزيمات هضمية ضرورية لتحليل الطعام. 
  • الخلايا الصماء (الداخلية): تنتج هرمونات مثل الأنسولين، الذي ينظم مستوى السكر في الدم. 

عندما يحدث تكاثر غير طبيعي لهذه الخلايا، يؤدي ذلك إلى الإصابة بسرطان البنكرياس. 

 أنواع سرطان البنكرياس 

هناك نوعان رئيسيان من سرطان البنكرياس: 

  • سرطان الغدد القنوية في البنكرياس (90% من الحالات): يؤثر على الخلايا الإفرازية في قنوات البنكرياس. 
  • الأورام العصبية الصماوية: تؤثر على الخلايا الصماء وهي أقل شيوعًا. 

يحدث سرطان البنكرياس في الغالب بعد سن 50 ويتطور عبر أربع مراحل. 

 المراحل الأربع لتطور سرطان البنكرياس 

يتم تقييم مدى خطورة المرض وفقًا لتصنيف TNM (الورم، العقد اللمفاوية، النقائل): 

– المرحلة الأولى: الورم محصور في البنكرياس. 

– المرحلة الثانية: الورم يزيد حجمه عن 4 سم أو يصيب عقدة ليمفاوية واحدة إلى ثلاث عقد. 

– المرحلة الثالثة: يمتد إلى الأوعية الدموية أو أربع عقد ليمفاوية فأكثر. 

– المرحلة الرابعة: انتشار النقائل إلى أعضاء أخرى مثل الكبد أو الرئتين. 

 أسباب وعوامل خطر سرطان البنكرياس 

لا تزال الأسباب الدقيقة لسرطان البنكرياس غير معروفة، لكن هناك عوامل خطر محددة: 

  • التدخين: مسؤول عن حالة واحدة من كل ثلاث حالات. 
  • التقدم في العمر: نادر قبل سن 40 وأكثر شيوعًا بعد سن 50. 
  • الجنس: الرجال أكثر عرضة من النساء. 
  • أمراض معينة: مثل داء السكري من النوع الثاني والتليف الكيسي. 
  • الإدمان على الكحول: يؤدي إلى التهاب البنكرياس المزمن، مما يزيد من خطر الإصابة. 
  • السمنة: تزيد من احتمال الإصابة. 
  • العوامل الوراثية: 5% من الحالات ناتجة عن طفرات جينية أو تاريخ عائلي. 
  • التعرض للمواد السامة: مثل المبيدات والمعادن الثقيلة (الكادميوم). 

رغم صعوبة الوقاية منه بالكامل، إلا أن بعض التدابير قد تقلل من خطر الإصابة: 

  • الإقلاع عن التدخين وتجنب التدخين السلبي. 
  •  اتباع نظام غذائي صحي غني بالألياف والفواكه والخضروات، وقليل الدهون والبروتينات الحيوانية. 
  •  ممارسة النشاط البدني بانتظام. 
  •  الامتناع عن شرب الكحول. 
  •  السيطرة على مرض السكري لتجنب المضاعفات البنكرياسية. 

من خلال الجمع بين الوقاية والكشف المبكر، يمكن تحسين فرص التشخيص في مرحلة قابلة للعلاج. 

 الأعراض 

يُعد سرطان البنكرياس من أكثر السرطانات فتكًا، حيث يُكتشف عادة في مراحل متأخرة، مما يقلل بشكل كبير من فرص البقاء على قيد الحياة. قد يستغرق المرض 15 عامًا قبل ظهور أي أعراض واضحة، مما يجعل الكشف المبكر أمرًا حاسمًا. 

ووفقًا لمعهد Gustave Roussy، تشمل الأعراض المحتملة: 

  • إرهاق شديد 
  •  فقدان سريع وغير مبرر للوزن 
  •  آلام في البطن أو الظهر 
  •  مشاكل هضمية 
  •  اليرقان (اصفرار الجلد والعينين)
  •  غثيان مستمر 
  •  اكتئاب مفاجئ 

وبفضل اختبار PAC-MANN-1، قد يصبح تشخيص المرض أسهل في مرحلة تتيح العلاج الفعال، مما يزيد من فرص البقاء على قيد الحياة. 

اختبار واعد قد يُحدث نقلة نوعية في الكشف المبكر عن سرطان البنكرياس. 

الكلمات المفتاحية: السرطان، الصحة، البنكرياس، الرعاية، اختبار، الدم، الكشف المبكر.