صحة جيدة لحياة أفضل

فيتامين د: الجرعة الزائدة قد تعرض القلب للخطر وتضعف العظام

حرر : د. سعاد ابراهيمي | طبيبة
12 مايو 2025

يعاني الكثيرون من تعب دائم، وانخفاض النشاط في فصل الشتاء، وظهور التهابات متكررة، ويبحثون عن حلول لتخفيف هذه الأعراض. وبالنسبة للكثيرين يكمن الحل في فيتامين “د”، الذي يتوفر دون وصفة طبية ويُوصى به بشكل كبير في موسم الشتاء. أين يتم الإشادة بهذا الفيتامين لدوره الفعال في تعزيز جهاز المناعة ومعالجة النقص الذي يحدث نتيجة قلة التعرض لأشعة الشمس.

فيتامين مطلوب “للبقاء في صحة جيدة”

لكن وراء سمعته كـ”فيتامين مفيد للصحة”، قد يختبئ خطر غير مرئي وهو الإفراط في تناول فيتامين “د” الذي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على القلب والعظام والكلى، كما يُحذر الأخصائيون.

فيتامين “د” ليس مجرد فيتامين عادي، بل يعمل كهرمون ضروري لامتصاص الكالسيوم والفوسفور في الأمعاء، وبدونه لا يمكن للجسم امتصاص هذين المعدنين بشكل فعال.

وهو يلعب دورًا محوريًا في:

  • تقوية العظام والأسنان
  • النمو عند الأطفال
  • الوقاية من الكساح
  • حسن أداء الجهاز المناعي
  • تنظيم الحالة المزاجية

لكن احذر ، فالإفراط في تناوله قد يُخلّ بهذا التوازن، أين يصبح فيتامين ” د ” ساما عند تراكم الكالسيوم في الدم بشكل مفرط (ما يعرف بفرط كالسيوم الدم) .

فرط كالسيوم الدم هو حالة يكون فيها مستوى الكالسيوم في الدم أعلى من الطبيعي. ويتراكم الكالسيوم الزائد في الأنسجة الرخوة، بما في ذلك:

  • الكلى (خطر تشكل الحصى أو الإصابة بالفشل الكلوي)
  • القلب (اضطرابات في النظم القلبي، قد تصل إلى توقف القلب
  • الأوعية الدموية، ما يزيد من خطر تصلب الشرايين

ومن علامات التحذير التي يشير إليها الأطباء:

  • الغثيان والتقيؤ
  • تعب شديد
  • تشوش ذهني
  • عطش مفرط وكثرة التبول
  • آلام في العضلات والمفاصل
  • وفي الحالات الخطيرة: اضطرابات قلبية قد تؤدي إلى الموت المفاجئ

ومن المفارقات أن الإفراط في فيتامين “د” قد يؤدي إلى ضعف العظام، لأن الجسم يحاول التصدي لفرط الكالسيوم من خلال تقليل كثافة العظام، ما يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام، خاصة لدى كبار السن أو الأشخاص الضعفاء صحيًا.

لتجنب الجرعة الزائدة، ينصح الأطباء بالتركيز على المصادر الطبيعية لفيتامين “د” قبل اللجوء إلى المكملات:

التعرض لأشعة الشمس

  • ينتج الجسم فيتامين “د” طبيعيًا تحت تأثير الأشعة فوق البنفسجية .
  • يكفي تعريض الوجه أو الذراعين أو الساقين لأشعة الشمس لمدة 15 إلى 30 دقيقة يوميًا لتلبية الاحتياجات غالبًا.

الغذاء

بعض الأطعمة غنية بفيتامين “د” مثل:

  • الأسماك الدهنية: السلمون، الماكريل، السردين، الرنجة
  • صفار البيض، كبد سمك القد
  • الزبدة، منتجات الألبان المدعّمة
  • الفطر (مثل الشانتريل والشيتاكي)
  • الكاكاو (بكميات أقل)

ولكن حتى مع نظام غذائي جيد، لا يُغطى الاحتياج دائمًا، خصوصًا في فصل الشتاء أو عند أصحاب البشرة الداكنة الذين لا يتعرضون كثيرًا للشمس.

الكمية المرجعية اليومية للبالغين هي 15 ميكروغرامًا (ما يعادل 600 وحدة دولية). لكن في المكملات الغذائية، تختلف الجرعات بشكل كبير.ويؤكد الأخصائيون ضرورة احترام هذه الحدود القصوى:

  • الأطفال الرضع < سنة: أقصى حد 1000 وحدة دولية/يوم (25 ميكروغرام)
  • الأطفال من 1 إلى 10 سنوات: 2000 وحدة دولية/يوم (50 ميكروغرام)
  • المراهقون والبالغون (بما فيهم الحوامل والمرضعات): 4000 وحدة دولية/يوم (100 ميكروغرام)

وهذه الحدود لا يجب تجاوزها لفترات طويلة إلا تحت إشراف طبي صارم، فالجرعة الزائدة المزمنة، حتى وإن كانت معتدلة قد تكون أخطر من النقص البسيط.

ورغم أن فيتامين “د” ضروري لصحة العظام، والمناعة، والصحة العامة، إلا أن التداوي الذاتي العشوائي والجرعات الزائدة قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة وأحيانًا لا رجعة فيها على غرار مشاكل قلبية، ترسبات كلسية، هشاشة العظام، وأضرار في الكلى.

قبل تناول أي مكمل غذائي، من الضروري إجراء تحليل دم لتقييم الحاجة إليه، واتباع نصائح الطبيب أو الصيدلي.

الكلمات المفتاحية: فيتامين د، صحة، قلب، عظام، مكمل غذائي، تداوي ذاتي، جرعة