ليبيا تدخل سباق علاج ضمور العضلات: نجاحات أولية تبعت بالأمل
شهدت ليبيا خلال السنوات الأخيرة نقلة نوعية في مجال تشخيص وعلاج أمراض ضمور العضلات، بفضل جهود علمية منسقة تقودها لجنة وطنية متخصصة تضم نخبة من الاستشاريين من مختلف المدن الليبية، أبرزها طرابلس وبنغازي ومصراتة.
وفي تصريح خاصت به موقع ” صحتي، حياتي، ، أكدت الدكتورة سميرة الترهوني، استشارية أعصاب الأطفال في مستشفى طرابلس الجامعي، أن مرضى ضمور العضلات في ليبيا لم يكونوا يحظون سابقًا بالاهتمام الكافي، حيث كانوا يُتابَعون ضمن عيادات الأعصاب العامة دون تخصيص عيادة أو برنامج علاجي خاص. إلا أن اكتشاف العلاجات الجينية الحديثة أسهم في إحداث تحول كبير في المشهد الصحي الوطني.

وأضافت الدكتورة الترهوني أن تأسيس اللجنة العلمية الوطنية لمرضى ضمور العضلات شكّل نقطة انطلاق حقيقية نحو تنظيم وتطوير الرعاية، حيث تعمل اللجنة على حصر الحالات المرضية، ومتابعة أحدث الأبحاث العالمية، والتواصل مع مراكز متقدمة في هذا المجال لتقييم فعالية العلاجات على المرضى الليبيين.
تحليل جيني دقيق.. وتشخيص غير مسبوق
ومن أبرز الإنجازات التي حققتها اللجنة، إدخال التحليل الجيني كأداة أساسية لتشخيص ضمور العضلات منذ عامي 2020 و2021. وقد أدى ذلك إلى تصنيف دقيق للحالات وتحديد الأنواع المختلفة للمرض، ما ساهم في وضع خطط علاجية مخصصة لكل مريض. وشملت هذه التحاليل نحو 149 مريضًا، تم إرسال عيناتهم إلى ألمانيا عبر شركة “بايو شنسيا” المتخصصة في هذا المجال.
وقد جاءت نتائج التشخيص على النحو التالي:
- ضمور العضلات الشوكي: 27 حالة، بينها 6 حالات تم تشخيصها في عام 2024.
- ضمور عضلات دوشيني: : 59 حالة.
- ضمور العضلات الخزامي : 30 حالة.
- أنواع أخرى نادرة: حوالي 6 حالات.
وأكدت الدكتورة أن إنشاء عيادة متخصصة بمرضى ضمور العضلات، وفتح ملفات طبية وبطاقات متابعة لكل حالة، ساهم في رفع جودة الرعاية الطبية بشكل لافت.
العلاج الجيني يغير الواقع
وفي تطور بارز، أكدت ذات المتحدثة أن الدولة الليبية وافقت على استجلاب العلاج الجيني لمرضى ضمور العضلات الشوكي، وهو إنجاز لاقى ترحيبًا واسعًا في الأوساط الطبية. وقد أظهرت التجارب السريرية نتائج إيجابية، دون تسجيل أعراض جانبية خطيرة. ومن أبرز قصص النجاح، حالة طفلة تم تشخيصها مبكرًا بعد الولادة نظرًا لوجود سوابق وراثية في العائلة. بدأت الطفلة العلاج بعد شهر ونصف فقط من ولادتها في مصر، وهي اليوم تبلغ عامين وتعيش حياة طبيعية كأقرانها.
تصنيف وتطورات في علاج ضمور العضلات الشوكي
ينقسم مرض ضمور العضلات الشوكي إلى أربعة أنواع، ويُعد النوع الأول الأكثر خطورة، إذ يؤدي غالبًا إلى الوفاة خلال أول عامين من العمر. في المقابل، أبدى المرضى المصابون بالنوعين الثاني والثالث تحسنًا ملحوظًا في حركة الأطراف العلوية بعد تلقي العلاج الجيني.
نقل المرضى للعلاج بالخارج
كشفت ، استشارية أعصاب الأطفال، أنه ضمن جهود اللجنة لتوسيع فرص العلاج، تم إرسال 20 طفلًا إلى مصر، و6 آخرين إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لتلقي العلاج الجيني، في إطار شراكات دولية تهدف إلى تحسين فرص النجاة ونوعية الحياة.
الكلمات المفتاحية : مرض الضمور العضلي ، أطفال، معاناة ، ندرة الأدوية