سجّلَت غانا أول وفاة ناجمة عن فيروس “إمبوكس” في تطوّر مقلق لمسار هذا المرض المعدي الذي يُشبه الجدري. وأفادت السلطات الصحية الغانية بحدوث ارتفاع ملحوظ في عدد الإصابات خلال الأسبوع الأخير، مع تسجيل 23 حالة جديدة مؤكدة، وهو أعلى معدل منذ ظهور الفيروس لأول مرة في البلاد في جوان 2022، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 257 حالة.
إمبوكس: فيروس من عائلة “الأورثوبوكس”
يُعرف فيروس إمبوكس الذي كان يُسمّى سابقًا “جدري القرود”، بانتمائه إلى نفس عائلة الفيروس المسبّب للجدري البشري “الأورثوبوكس”. ويُعتبر مرضًا حيواني المنشأ، أي أنه ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، وقد تم اكتشافه لأول مرة سنة 1970 في جمهورية الكونغو الديمقراطية، كما تنتقل العدوى عبر ملامسة الآفات الجلدية أو سوائل الجسم لشخص مصاب، أو عبر الرذاذ التنفسي في حالات الاحتكاك المطوّل.
الأعراض: مرض بآثار جلدية وجهازية
يبدأ المرض عادة بارتفاع شديد في درجة الحرارة، صداع قوي، تعب شديد وآلام عضلية، لتظهر بعد أيام طفوح جلدية مميزة على شكل بثور أو فقاعات صديدية تنتشر في مختلف أنحاء الجسم، خصوصًا الوجه، راحتي اليدين وباطن القدمين، وتتحوّل هذه الآفات لاحقًا إلى قشور تسقط بعد فترة، وقد تكون الأعراض أشد خطورة لدى الأطفال، الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة والنساء الحوامل.
فيروس تحت المراقبة ولا علاج محدّد له بعد
لا يوجد حتى الآن علاج مضاد فيروسي معتمد خصيصًا لمرض إمبوكس، غير أن بعض الأدوية المستخدمة ضد الجدري مثل “تيكوفيريمات” قد تُستعمل في الحالات الحرجة. ويرتكز التدخل الطبي على معالجة الأعراض، مراقبة المضاعفات، وعزل المرضى للحدّ من انتشار الفيروس. وتتراوح نسبة الوفيات بين 1% و10% حسب السلالة والمناطق المتأثرة.
حملة تلقيح وقائية قيد الإعداد
من جهتها تستعد غانا لاستلام أول شحنة لقاحات مقدمة من منظمة الصحة العالمية ، مع تحديد الفئات ذات الأولوية مثل العاملين في القطاع الصحي، السكان في مناطق الانتشار النشط والمخالطين المباشرين للمرضى. وأعلن الدكتور ”فرانكلين أسيدو-بيكوي” مسؤول الصحة العامة بغانا، أن حملة التلقيح ستنطلق فور وصول الجرعات.
وباء إفريقي يقلق المجتمع الدولي
على الصعيد العالمي سُجّلت أكثر من 37 ألف إصابة مؤكدة في 25 دولة خلال سنة 2024، بينها 125 حالة وفاة. وتُعتبر جمهورية الكونغو الديمقراطية البؤرة الرئيسية، حيث تتركز 60% من الإصابات و40% من الوفيات، وتشهد بلدان أخرى مثل أوغندا، بوروندي وسيراليون زيادات مقلقة في أعداد المصابين. وتواصل منظمة الصحة العالمية الدعوة إلى تعزيز الجهود الدولية، وتوفير الدعم اللوجستي والتقني والمالي للدول الأكثر تضررًا.
رسالة حذر بلا ذعر
أكد وزير الصحة الغاني ”كوابينا مينتاه أكاندو” أن الوضع “تحت السيطرة” داعيًا في الوقت نفسه إلى أهمية الكشف المبكر عن الأعراض، والتحلي بالمسؤولية المجتمعية للحد من تفشي العدوى. وتشمل الوقاية التبليغ السريع عن أي حالات مشتبه بها والالتزام بإجراءات النظافة المشددة.
لا إصابات بإمبوكس في الجزائر
وفي ذات السياق أكدت وزارة الصحة الجزائرية أنه لم يتم تسجيل أي حالة إصابة بفيروس إمبوكس – المعروف أيضًا باسم “جدري القرود” – على المستوى الوطني منذ صدور التحذير العالمي سنة 2024، سواء محلية أو مستوردة.
ولتفادي أي دخول محتمل للفيروس وضعت السلطات جهازًا وطنيًا للرقابة والإنذار المبكر يعتمد على شبكة متابعة وبائية نشطة على الحدود وفي مختلف المؤسسات الصحية، لرصد أي أعراض مميزة مثل الحمى المرتفعة، الطفح الجلدي الفقاعي وآلام العضلات.
وتتوفر الجزائر على الإمكانيات اللازمة للتعامل مع أي حالة طارئة في إطار التعبئة الوطنية التي أعقبت إعلان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يوم 14 أوت 2024 وتصنيف فيروس إمبوكس كـ”طارئ صحي عالمي”.
الكلمات المفتاحية: إمبوكس، منظمة الصحة العالمية، غانا، لقاح، فيروس، إنذار، عالمي.
إقرأ أيضاً: