صحة جيدة لحياة أفضل

ابتلاع بطارية زر: غريزة أم تنقذ حياة طفلها

حرر : صفاء كوثر بوعريسة | صحفية
14 سبتمبر 2025

أنقذت في الولايات المتحدة أم شابة تدعى ”مادلين دان” 26 سنة، حياة أحد توأميها البالغين 18 شهراً من كارثة محققة. فقد بدأ طفلها “كاي” يصرخ فجأة من شدّة الألم ورغم أن التشخيص الأولي رجّح إصابته بالتهاب معدة وأمعاء، رفضت الأم الاكتفاء بهذا الاحتمال. وبفضل إصرارها اكتشف الأطباء أن الطفل ابتلع بطارية زر كانت تهدد حياته بشكل مباشر.

وكانت العلامات الأولى التي ظهرت على كاي غير محددة: بكاء شديد، قلق، وانزعاج في البطن. وهي أعراض قد توحي بالتهاب فيروسي شائع لدى الأطفال في هذا العمر لكن غياب القيء أو الإسهال دفع الأم إلى الشك، فهذا الحدس الأمومي مقروناً بمعرفتها الدقيقة بسلوك أطفالها هو ما جعلها تطلب تصويراً بالأشعة السينية والذي يعتبر قرارا حاسماً.

وأظهرت صورة الأشعة وجود جسم معدني دائري في المريء مؤكدة وجود البطارية. أين تم نقل الطفل فوراً إلى قسم جراحة الأطفال وكشف التصوير المقطعي عن نخر في جدار المريء مع وجود ثقب، وهو من المضاعفات الخطيرة.

عندما تعلق البطارية في المريء يتولد اتصال كهربائي بين أقطابها بسبب رطوبة الغشاء المخاطي، ما ينتج عنه هيدروكسيد الصوديوم (الصودا الكاوية) وهي مادة شديدة التآكل. في غضون ساعتين فقط يمكن أن تسبب:

  • حروقاً عميقة في جدار المريء.
  • نخر الأنسجة (موت الخلايا في المنطقة).
  • ثقباً في المريء مع احتمال تشكّل ناسور (اتصال غير طبيعي بين المريء والقصبة الهوائية أو الشريان الأبهر).
  • نزيفاً داخلياً حاداً قد يكون مميتاً.

وأعطى الأطباء الطفل عسلاً عن طريق الفم فوراً وهو بروتوكول موصى به خلال الساعات الأولى من الابتلاع. يساعد العسل بلزوجته على الحد من انتشار الحروق الكيميائية عبر تحييد جزء من القلوية التي تنتجها البطارية. ومع ذلك هذا الإجراء فعال فقط لفترة قصيرة ولا يغني عن التدخل الجراحي السريع.

وتمت جراحة عاجلة لإزالة البطارية وإصلاح الأضرار خلال ساعة واحدة، ما أنقذ حياة الطفل. لقد كان التشخيص المبكر عاملاً حاسماً في إنقاذه.

تقول مادلين: «لم أكن أعلم أنه ابتلع بطارية، لكن إحساسي قال لي إن الأمر ليس مجرد التهاب معدة. أصررت على عمل أشعة، وأخبرني الأطباء أنني أنقذت حياته». وتدعو اليوم جميع الأهالي إلى اليقظة، خصوصاً تجاه الألعاب، أجهزة التحكم عن بعد، الساعات، الموازين الإلكترونية أو الشموع المضيئة بالبطارية، التي تحتوي غالباً على بطاريات زر يمكن الوصول إليها بسهولة. وتنصح باختيار منتجات تحتوي على حواجز أمان (مغلقة بمسامير أو أغطية ضغط محكمة).

  • أكثر من 1200 طفل يبتلعون بطارية زر كل سنة في الولايات المتحدة.
  • نحو 10٪ من الحالات تؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
  • الفئة الأكثر عرضة هي بين 6 أشهر و4 سنوات.
  • بطاريات الليثيوم ذات قطر 20 مم هي الأخطر لأنها غالباً تطابق قطر مريء الطفل، مما يسهل انحشارها.

ينصح خبراء “صحتي ، حياتي” بما يلي:

  • عدم محاولة جعل الطفل يتقيأ.
  • عدم إعطائه أي سوائل حامضية أو وصفات منزلية.
  • الاتصال الفوري بالإسعاف (15 أو 112).
  • إذا لم تمر أكثر من 12 ساعة وكان الطفل واعياً: إعطاؤه العسل كل 10 دقائق حتى يصل إلى الطبيب (ما لم يكن هناك خطر تحسس).
  • إجراء صورة أشعة على الفور لتحديد مكان البطارية.

بفضل إصرار الأم أصبح ”كاي” اليوم في أمان. هذه الحادثة تذكرنا بأن كل دقيقة لها ثمن، وأن يقظة الأهل والانتباه حتى لأصغر الإشارات قد تنقذ الأرواح.

الكلمات المفتاحية: زر؛ يقظة؛ طفل؛ صحة؛ حياة؛ طوارئ؛ تشخيص؛ التهاب معدة؛ أشعة.

إقرأ أيضاً: