صحة جيدة لحياة أفضل

معسكر: استفادة أكثر من 1200 طفل مصاب بالشلل الدماغي من رعاية طبية مجانية

حرر : صفاء كوثر بوعريسة | صحفية
13 مايو 2025

تعبئة طبية وطنية لصالح الأطفال ذوي الإعاقة الحركية

، استفاد 1235 طفلًا مصابًا بالشلل الدماغي من رعاية طبية وجراحية مجانية منذ بداية السنة الجارية ، وذلك بفضل مبادرة أطلقتها ”الجمعية الوطنية أمل الحياة” لحماية الأطفال المصابين بهذا المرض. وتهدف هذه الحملة الواسعة الطبية والاجتماعية في آن واحد، إلى تقديم رعاية متخصصة للأطفال الذين يعانون من الشلل الدماغي، وغالبًا ما يعيشون في مناطق نائية تفتقر إلى خدمات طبية متخصصة.

الشلل الدماغي هو اضطراب عصبي دائم، ينتج غالبًا عن تطور غير طبيعي أو تلف في الدماغ خلال فترة النمو وغالبًا حول وقت الولادة. يؤثر هذا المرض على تنسيق الحركات ووضعية الجسم، وقد يصاحبه اضطرابات أخرى مثل الصرع، ومشاكل معرفية، وصعوبات في النطق. وتعتمد الرعاية على مقاربة متعددة التخصصات، تشمل العلاج الفيزيائي، جراحة العظام، علم الأعصاب، العلاج الوظيفي، والمتابعة النفسية والتربوية.

وتم تقديم الرعاية ضمن قوافل طبية جراحية جابت خمس ولايات: الطارف، الوادي، خنشلة، سوق أهراس، ومسعد (الأغواط). وقد سمحت هذه القوافل بتقريب الخدمات الطبية المتخصصة من العائلات البعيدة عن المراكز الاستشفائية الكبرى. وتتكون القوافل من فرق طبية مختلطة من مستشفيات عمومية وعيادات خاصة، جُندت لإجراء الفحوصات، التقييمات العصبية، التقييمات الوظيفية، والتدخلات الجراحية التصحيحية.

وأوضح رئيس الجمعية ”سيد أحمد مقدم” على هامش آخر مخيم جراحي نُظم في معسكر:”هذه الحملات مهمة للعائلات التي لا تملك إمكانيات لعلاج أطفالها بعيدًا عن منازلهم، ونحن نوصل الرعاية إلى حيث الحاجة القصوى.”

هذا وقد أعلنت جمعية “أمل الحياة” عن تنظيم سلسلة جديدة من المخيمات الطبية الجراحية الوطنية بين 20 ماي و18 جوان 2025، في كل من ولايات المغير، المنيعة، بني عباس، المسيلة، وأولاد جلال. وستشمل هذه التدخلات الأطفال المصابين بالشلل الدماغي، وكذلك جميع الأشخاص الذين يعانون من إعاقات حركية أو حسية. وتُنفذ هذه الحملات بالتعاون الوثيق مع وزارة الصحة، ومديريات الصحة الولائية، والمستشفيات الشريكة، والعديد من الجمعيات المحلية.

أقيم آخر مخيم طبي جراحي بمستشفى مسلم الطيب العمومي في معسكر، واستمر لمدة أربعة أيام، حيث استفاد أكثر من 500 طفل مصاب بالشلل الدماغي أو باضطرابات حركية حادة من الرعاية. وجاء هؤلاء الأطفال من معسكر والولايات المجاورة مثل سيدي بلعباس، غليزان وتيارت. وتم تنفيذ هذه العملية بفضل تجنيد أطباء مختصين في طب أعصاب الأطفال، وجراحة العظام، والتأهيل الحركي، بالإضافة إلى أخصائيي العلاج الفيزيائي وممرضين متخصصين.

واستفاد الأطفال من فحوصات عصبية، وفحوصات تصوير طبي، وتقييمات وظيفية، وأجريت للبعض منهم عمليات جراحية عظمية لتصحيح التشوهات المفصلية الشائعة في حالات الشلل الدماغي مثل ”القدم الحنفاء، خلع الورك، والتصلب العضلي”.

وتمثل هذه المبادرة المجانية بالكامل للعائلات، دعمًا كبيرًا لنظام صحي يعاني غالبًا من الاكتظاظ، وتُبرز الدور الهام الذي تلعبه الجمعيات الإنسانية في تقليص الفوارق في الحصول على الرعاية المتخصصة. أما بالنسبة للعائلات المعنية والتي تواجه في الغالب صعوبات مالية وتعقيدات الرعاية، فتعتبر هذه العمليات مصدر أمل وارتياح وكرامة.

تُثبت هذه المبادرات أنه بالإرادة والتنسيق، يمكن إيصال الرعاية الصحية النوعية إلى أكثر الأطفال هشاشة في جميع أنحاء الجزائر.

الكلمات المفتاحية: صحة، معسكر، جراحة، قافلة، إعاقة، أطفال، شلل.