صحة جيدة لحياة أفضل

نجاح الأيام الطبية الجراحية لزراعة القوقعة بسكيكدة: تقدم كبير للأطفال المصابين بالصمم الخلقي

حرر : د. محمد الطاهر عيساني | دكتور في الطب
28 فبراير 2025

شهد مستشفى عبد الرزاق بوحارة بسكيكدة يوم الأحد 23 فيفري 2025 حدثًا طبيًا بارزًا تمثل في تنظيم الأيام الجراحية لزراعة القوقعة، أين مكنت هذه المبادرة التي جاءت برعاية السلطات المحلية، 13 طفلًا يعانون من الصمم الخلقي من الخضوع لعملية جراحية ستغير مجرى حياتهم اليومية. 

يُعد الصمم الخلقي اضطرابًا سمعيًا يظهر منذ الولادة، ويؤثر بشكل عميق على التطور الشامل للطفل. أين تلعب حاسة السمع دورًا حيويًا في اكتساب اللغة، والتواصل، والنمو المعرفي، ويمكن أن يؤدي فقدان السمع غير المعالج إلى تأخيرات كبيرة في هذه المجالات، مما يؤثر أيضًا على التفاعل الاجتماعي والاندماج المدرسي. 

ويعاني الأطفال الصم أو ضعاف السمع من صعوبات في تطوير تواصل لفظي فعال، مما قد يحدّ من فرصهم التعليمية والاجتماعية. ولهذا السبب يُعد التدخل المبكر أمرًا بالغ الأهمية لتقليل هذه التأخيرات وضمان نمو متوازن للأطفال. 

وتعتبر زراعة القوقعة بمثابة جهاز طبي يوفر بديلاً فعالًا للمعينات السمعية التقليدية، حيث يعمل على تحفيز العصب السمعي مباشرة، مما يساعد المرضى على إدراك الأصوات، وتعتبر هذه العملية ذات فائدة كبيرة للأطفال، إذ تساهم في اكتسابهم للغة وتحسين مهاراتهم التواصلية، مما يسهم في اندماجهم بشكل أفضل في المجتمع والمدرسة. 

وتعكس هذه الأيام الجراحية التزامًا قويًا من السلطات المحلية بصحة الأطفال، فقد حضر والي الولاية السيد السعيد أخروف، إلى جانب رئيس المجلس الشعبي الولائي، جانبًا من التدخلات الجراحية، مما يؤكد أهمية هذه المبادرة. 

وتم تمويل المعدات اللازمة لإجراء العمليات من قبل الولاية عبر منحة مالية مُنحت لجمعية “أصدقاء المريض” بسكيكدة، بالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي. ومنذ عام 2023 مكّن هذا البرنامج من إجراء 30 عملية زراعة قوقعة، جميعها ممولة من ميزانية الولاية، في خطوة تعكس سياسة صحية استباقية تهدف إلى توفير فرص متكافئة للأطفال للنمو والاندماج في المجتمع. 

يعتمد نجاح هذه العمليات على خبرة وتفاني الطاقم الطبي، بقيادة البروفيسور كريم مسعودي من المركز الاستشفائي الجامعي محمد بوضياف وجامعة قاصدي مرباح بورقلة، وقد تم تنظيم حفل تكريمي على شرفهم بحضور عدد من الشخصيات المحلية، تقديرًا لجهودهم في خدمة الأطفال ضعاف السمع. 

وأثارت هذه المبادرة موجة من الامتنان في أوساط السكان، حيث عبّر العديد من الأهالي وأفراد العائلات عن أملهم المتجدد بفضل هذه التدخلات الطبية. وتعكس تعبئة السلطات المحلية والكوادر الطبية في سكيكدة نموذجًا يُحتذى به في مجال العمل الصحي والاجتماعي، ما يمنح الأطفال الذين يعانون من الصمم الخلقي فرصة جديدة لحياة أفضل ومستقبل أكثر إشراقًا. 

الكلمات المفتاحية: الصمم ؛ خلقي ؛ زراعة القوقعة ؛ التدخل المبكر ؛ سكيكدة ؛ الصحة ؛ النمو المعرفي