لا يزال أصل فيروس SARS-CoV-2 المسؤول عن جائحة كوفيد-19، غير مؤكد حتى الآن، فبعد أكثر من ثلاث سنوات من الأبحاث، تؤكد منظمة الصحة العالمية أنه لا يمكن استبعاد أي فرضية.
ثلاث سنوات ونصف من التحقيق… والقليل من الأجوبة
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية” تيدروس أدهانوم غيبريسوس” خلال عرض تقرير علمي جديد: “يجب أن تبقى جميع الاحتمالات مطروحة بما في ذلك انتقال العدوى من الحيوان إلى الإنسان، وإمكانية حدوث تسرب عرضي من مختبر”.
لكنه أشار إلى أن نقص التعاون من جانب الصين يعطل التحقيق قائلاً: “تمت مشاركة بعض البيانات، لكن الجزء الأهم لا يزال مفقودًا”.
جائحة ذات تبعات عالمية
ومنذ ظهوره في ووهان أواخر عام 2019، تسبب الفيروس وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية في وفاة ما لا يقل عن 20 مليون شخص، كما أربك الاقتصاد العالمي بشكل عميق.
ولا يزال الأصل الدقيق للفيروس محور جدل علمي وسياسي واسع حيث يشدد الخبراء على أن فهم كيفية نشوء الفيروس أمر حاسم لمنع حدوث أوبئة مستقبلية.
فرضيتان رئيسيتان: حيوانية المنشأ أم تسرب مخبري؟
لا يزال المجتمع العلمي منقسمًا بين سيناريوهين رئيسيين:
- انتقال طبيعي للفيروس من الخفافيش إلى الإنسان عبر حيوان وسيط؛
- أو تسرب عرضي من مختبر يتعامل مع فيروسات كورونا، خصوصًا معهد ووهان للفيروسات.
وبينما كانت فرضية التسرب المخبري تُعتبر هامشية في البداية، فقد استعادت زخمًا كبيرًا لا سيما في الولايات المتحدة، حيث دعمت وكالات مثل مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووزارة الطاقة هذه الفرضية بدرجات متفاوتة من اليقين.أما وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) فترى أن هذا السيناريو “محتمل” لكنها تبدي “ثقة ضعيفة” في هذا التقييم، وفي أفريل 2024 حدّث البيت الأبيض موقعه الرسمي ليصف هذه النظرية بأنها “الأصل المرجّح” للفيروس.
تحقيقات متعثرة بسبب غياب الشفافية
ولم تتمكن أول بعثة دولية أرسلتها منظمة الصحة العالمية إلى الصين عام 2021 من حسم المسألة، وقد زار الخبراء الميدان بعد أكثر من عام على بداية الوباء، في ظروف وصول محدودة، وببيانات خضعت لرقابة السلطات الصينية.
ورغم تحفّظهم قوبلت نتائجهم بانتقادات خصوصًا من الولايات المتحدة، حيث اعتُبرت متسرعة وغير مقنعة، وسرعان ما أعاد الدكتور “تيدروس” التأكيد على أن “جميع الفرضيات ما زالت قائمة”، رافضًا إصدار أي حكم دون بيانات كاملة.
بيانات أساسية لا تزال غائبة

ولا تزال المجموعة الاستشارية العلمية الدولية لأصول مسببات الأمراض المستحدثة (SAGO) المكلّفة من قبل منظمة الصحة العالمية، تنتظر بيانات محورية من بينها:
- تسلسل الجينوم الخاص بالمصابين في بداية الوباء؛
- معلومات دقيقة حول الحيوانات التي بيعت في أسواق ووهان؛
- تفاصيل حول بروتوكولات السلامة المطبقة في المختبرات المحلية.
وحتى الآن لم تُسلّم الصين أياً من هذه البيانات، لا إلى منظمة الصحة العالمية ولا إلى اللجنة، وهذا ما يجعل من المستحيل تقييم فرضية التسرب المخبري بشكل جاد، بحسب البروفيسورة “مارييتي فينتر” رئيسة اللجنة.
صمت دولي
من جهتها طلبت منظمة الصحة العالمية أيضًا معلومات من دول أخرى مثل الولايات المتحدة وألمانيا، بخصوص أي أبحاث محتملة تتعلق بأصل الفيروس، لكنها لم تحصل على أي ردود واضحة.
وتختم ”ماريا فان كيركوف” أخصائية الأوبئة في المنظمة: “ما دام تبادل البيانات الضرورية غائبًا، فلا يمكن تأكيد أو نفي أي فرضية”.
الكلمات المفتاحية: كوفيد–19؛ الصين؛ الولايات المتحدة؛ منظمة الصحة العالمية؛ SARS-CoV-2؛ فيروس؛ جائحة.
إقرأ أيضاً: