صحة جيدة لحياة أفضل

تيارت: فحوصات مجانية لأكثر من 80 مريضًا تحت إشراف البروفيسور رضا تواتي

حرر : شعبان بوعريسة | صحفي
11 يوليو 2025

عاشت ولاية تيارت في أجواء يسودها التضامن والإنسانية يومين مميزين من التعبئة الطبية في خدمة المرضى. وبفضل مبادرة مشتركة بين مديرية الصحة وجمعية “سند المريض”، تم تنظيم أكثر من 80 فحصًا طبيًا مجانيًا داخل المؤسسة الاستشفائية المحلية، بمشاركة استثنائية من البروفيسور ”رضا تواتي” الجراح البارز في جراحة القلب.

في اليوم الأول من هذا اللقاء العلمي عالي القيمة، أظهر البروفيسور ”رضا تواتي” الجراح المعروف على المستوى الوطني التزاما إنسانيا عميقًا من خلال قبوله طوعا، إجراء استشارات طبية متخصصة لفائدة الأطفال المقيمين في المستشفى. وقد مكنت هذه المبادرة المفعمة بروح الإيثار، العديد من الأطفال المرضى وغالبيتهم من فئات محرومة يصعب عليها الوصول إلى خبرات طبية بهذا المستوى، من الاستفادة من فحص سريري دقيق ومفصل.

وأكد البروفيسور ”رضا تواتي” قائلاً: “هذا النوع من المبادرات يبين أنه حتى خارج المدن الكبرى، يمكن جعل الصحة في صدارة الأولويات، بفضل الإرادة المشتركة للمهنيين والسلطات والمجتمع المدني”.

وقد خصص البروفيسور وقتًا للاستماع بانتباه إلى أولياء المرضى، وتحليل التاريخ الطبي لكل طفل، وتقييم حالتهم الصحية بدقة. كما قدم تشخيصاته بأسلوب توعوي وبروح من اللطف، مما مكن العائلات من فهم أفضل لحالة أطفالهم، إلى جانب حصولهم على توجيهات علاجية مخصصة.

لكن عمله لم يتوقف عند هذا الحد، وإدراكًا منه لأهمية استمرارية الرعاية الصحية وتطوير كفاءات الفرق الطبية المحلية، اغتنم البروفيسور” تواتي ” فرصة هذه الفحوصات لإجراء نقاشات مطولة مع الأطباء والممرضين بالمؤسسة الصحية، حيث قدّم توصيات عملية مستندة إلى أحدث التطورات في مجال أمراض القلب عند الأطفال، شملت كيفية التكفل بتشوهات القلب الخلقية، ومتابعة الحالات بعد العمليات الجراحية، ومعايير توجيه المرضى نحو المراكز المتخصصة.

وقد لاقت هذه المبادرة التكوينية الميدانية إشادة كبيرة من قبل المهنيين الصحيين الحاضرين، الذين اعتبروها فرصة نادرة لتعزيز معارفهم دون الحاجة إلى مغادرة مؤسساتهم. وبهذا فإن تدخل البروفيسور ”تواتي” لم يكن فقط لتخفيف معاناة الأطفال وذويهم، بل ساهم أيضًا في تحسين جودة الرعاية الصحية في المنطقة بشكل مستدام، عبر بث روح التعاون متعدد التخصصات وتشجيع التكوين المستمر.

ونقل العديد من المهنيين الحاضرين شهاداتهم قائلين: “لقد تلقى الأطفال رعاية في ظروف استثنائية، وغادرت العائلات وهي مطمئنة، لكن ما تعلمناه اليوم سيفيدنا يوميًا في ممارساتنا الطبية، أين كانت تحديثًا حقيقيًا لمعارفنا في أمراض القلب عند الأطفال”.

وشهد اليوم الثاني من هذا الحدث الطبي-العلمي، المنظم من قبل جمعية “سند المريض” ومديرية الصحة لولاية تيارت، محطة مفصلية في مجال التوعية بصحة القلب لدى الأطفال. حيث خُصص هذا اليوم لمحاضرة طبية مجانية ومفتوحة للجميع، اختُتمت في أجواء من الامتنان والتأثر والرضا العام.

وقد نشّط اللقاء ببراعة البروفيسور “رضا تواتي” المختص البارز في جراحة القلب عند الأطفال، تحت عنوان: “الكشف ما قبل الولادة والوقاية من أمراض القلب الخلقية”، وهو موضوع بالغ الأهمية يجمع بين طب ما قبل الولادة والوقاية والتدخل المبكر.

وجمعت المحاضرة جمهورًا واسعًا من مهنيي الصحة (أطباء، قابلات، شبه طبيين)، بالإضافة إلى أولياء الأمور، وأزواج في بداية الحمل، وطلبة طب، ومواطنين عاديين مهتمين بفهم هذه التشوهات القلبية التي تصيب آلاف الأطفال حديثي الولادة سنويًا في الجزائر.

وتمكّن البروفيسور ”تواتي” من تبسيط محتوى طبي معقد أحيانًا ليجعله في متناول الجميع، مع التأكيد على أهمية الكشف المبكر عبر التصوير بالصدى (تصوير الجنين بالموجات فوق الصوتية) خلال الثلث الثاني من الحمل، وشرح كيف أن هذا الفحص يسمح بالكشف المبكر عن التشوهات الخطيرة في القلب، والتحضير للولادة في بيئة طبية مناسبة، وبالتالي إنقاذ الأرواح.

وتجاوزًا للتفسيرات السريرية وجّه البروفيسور ”تواتي” نداءً قويًا لتعزيز كفاءات الأطباء المحليين، مشددًا على ضرورة تدريبهم على التشخيص المبكر، وتجهيز المرافق الصحية العمومية لاسيما في المناطق الريفية، بأجهزة متخصصة للتصوير بالصدى ، حيث لا يزال الوصول إلى هذه الفحوصات محدودًا.

واستعرض البروفيسور حالات سريرية واقعية ورسومات توضيحية وإحصائيات وطنية لتسليط الضوء على التحديات الطبية والاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بهذه التشوهات. وقد تميّز النقاش مع الحضور بالحيوية، كاشفًا عن عطش حقيقي للمعرفة وحلول ملموسة.

اختُتمت الفعالية في أجواء دافئة، حيث عبّر المشاركون عن امتنانهم الكبير للبروفيسور تواتي، مثمنين سخاءه وانخراطه الإنساني، الذي جمع بين التميز العلمي والبُعد الإنساني القريب من المواطنين.

وقد أبرزت هذه المحاضرة أهمية التوعية الطبية المجتمعية، وفتحت الباب أمام تنظيم حملات إعلامية وكشف مبكر مستقبلية على مستوى الجهة.

وحضرت العديد من العائلات مع أطفالها حيث عبّر الكثيرون عن امتنانهم العميق لهذه المبادرة الاستثنائية التي مكّنتهم من فهم أمراض القلب عند الأطفال بشكل أوضح. وفي ظل الوضع الاقتصادي الصعب اعتُبرت الاستفادة المجانية من خبرة طبيب بهذا المستوى الوطني مصدر ارتياح كبير.

وقالت إحدى الأمهات بتأثر: “إنها فرصة لا تُعوّض، فرؤية أبنائنا يُفحصون على يد بروفيسور بهذا المستوى هنا في تيارت، أمر لم نكن نحلم به”. وبالنسبة للكثيرين مثل هذا اليوم أكثر من مجرد فحص طبي بل لحظة إصغاء وأمل وطمأنينة.

من جانبه شدّد البروفيسور ”رضا تواتي” على أهمية مثل هذه المبادرات بقوله: “من الضروري تقريب الطب المتخصص من المناطق التي هي في أمسّ الحاجة إليه، فالكشف المبكر يمكن أن ينقذ الأرواح، ويمنع المضاعفات الخطيرة لدى الأطفال”، مشيدًا بالاستقبال الحار وتعاون الفرق الطبية المحلية.

ومن خلال هذه المبادرة الإنسانية يأمل المنظمون في إيصال رسالة أمل وتشجيع المزيد من المبادرات المماثلة عبر الوطن، وذلك بهدف تقريب الطب المتخصص من المواطنين الأكثر هشاشة، وتعزيز المساواة في الحصول على الرعاية الصحية.

وختم البروفيسور تواتي بكلمات رمزية معبرة عن روح الأخوة والالتزام التي طبعت هذه المبادرة: “اللهم اجعلنا من أهل الخير”.

الكلمات المفتاحية: تواتي، أمراض القلب، الأطفال، تيارت، الصحة، العلم، الطب، القلب.

إقرأ أيضاً: