صحة جيدة لحياة أفضل

العبء الذهني للأعمال المنزلية: ثقل يقع بشكل أساسي على كاهل النساء 

حرر : صفاء كوثر بوعريسة | صحفية
23 فبراير 2025

كشفت دراسة حديثة عن التوزيع غير العادل للعبء الذهني المرتبط بالأعمال المنزلية داخل الأسر التي لديها أطفال، ووفقًا لهذه الدراسة تتحمل النساء وخاصة الأمهات، الجزء الأكبر من هذا العبء، مما يظهر أن الطريق لا يزال طويلًا لتحقيق توزيع أكثر إنصافًا لهذه المسؤوليات. 

نُشرت الدراسة في مجلة Journal of Marriage & Family من قبل باحثتين من جامعتي باث (المملكة المتحدة) وملبورن (أستراليا)، واعتمدت على إجابات 3000 من الآباء الأمريكيين. وركزت الدراسة على مقدار العبء الذهني الذي يتحمله كل من النساء والرجال داخل الأسرة، وقد كانت النتائج صادمة، حيث تبين أن النساء ما زلن يتحملن معظم المسؤوليات، خاصة فيما يتعلق بالتخطيط والتنظيم للأعمال المنزلية. 

بحسب الدراسة تتولى الأمهات الأمريكيات حوالي 71% من الأعمال المنزلية، أي ما يعادل سبع مهام من أصل عشر، وتشمل هذه المهام التنظيف ورعاية الأطفال وإدارة الشؤون المالية وتنظيم الوجبات، ووضع جداول الأسرة. في المقابل يتولى الآباء غالبًا المهام المؤقتة مثل الإصلاحات وإدارة الشؤون المالية بنسبة 65%، لكنهم يظلون أقل مشاركة في المهام اليومية. 

كما تتحمل الأمهات 79% من المهام اليومية، مقارنة بالآباء الذين لا يتولون سوى 37% من المسؤوليات. وتوضح هذه الفجوة أن الأمهات لا يقتصر دورهن على الأنشطة الروتينية فحسب، بل يشمل أيضًا المهام الطارئة وغير المتوقعة. 

وأحد الجوانب اللافتة التي كشفتها الدراسة هو أن الآباء غالبًا ما يبالغون في تقدير مدى مساهمتهم في الأعمال المنزلية. إذ يعتقد الكثير منهم أن العبء الذهني مقسم بالتساوي، بينما تكشف البيانات خلاف ذلك. ويؤدي هذا التفاوت في التصور إلى شعور بالإحباط وخلق توترات بين الأزواج.

تكشف الدراسة أيضًا أن الآباء العازبين، سواء كانوا أمهات أو آباء، هم الأكثر تأثرًا بالعبء الذهني. إذ يتحملون وحدهم جميع المسؤوليات، مما يشكل ضغطًا هائلًا يفوق بكثير ما يعانيه الآباء في الأسر المزدوجة. وقد يكون لهذا العبء تداعيات خطيرة على الصحة العقلية والجسدية، فضلًا عن تأثيره على الحياة المهنية، حيث تجد العديد من الأمهات أنفسهن مرهقات ومُجهدات نفسيًا. 

تشدد الباحثات على أن التوزيع العادل للأعمال المنزلية ضروري للحفاظ على الصحة النفسية للأفراد والأزواج. فالتوزيع غير المتكافئ قد يؤدي إلى التوتر والإرهاق وخلق توترات داخل الأسرة، مما يؤثر مباشرة على الإنتاجية والمسار المهني للنساء. وتؤكد الباحثة ”آنا كاتالانو ويكس” (Ana Catalano Weeks )إحدى مؤلفات الدراسة، أن هذا العبء غير المرئي يمكن أن يؤثر أيضًا على التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية للنساء. 

ولمعالجة هذا الخلل تقترح الباحثات حلولًا عملية، مثل إقرار إجازة أبوية مدفوعة الأجر ومتساوية لكلا الوالدين ، إذ يمكن لمثل هذه السياسة أن تشجع الرجال على الانخراط في المهام المنزلية منذ ولادة الأطفال، وهو الوقت الذي تُرسخ فيه العادات الأسرية ويصبح من الصعب تغييرها لاحقًا. 

تكشف هذه الدراسة عن استمرارعدم المساواة في توزيع الأعمال المنزلية والعبء الذهني، فيما يأمل الباحثون أن تساهم نتائجهم في رفع الوعي وتعزيز النقاش حول إيجاد حلول أكثر عدلًا، تعود بالفائدة على جميع أفراد الأسرة. 

الكلمات المفتاحية: المرأة؛ الأسرة؛ المهام؛ الصحة؛ الإرهاق؛ الأعمال المنزلية.