السهر ليس مجرد عادة سيئة، بل يشكل خطرًا حقيقيًا على الصحة، خاصة فيما يتعلق بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
السكتة الدماغية: خطر مفاجئ لكن بعوامل خطر معروفة
تحدث السكتة الدماغية غالبًا بشكل مفاجئ وبدون أي علامات تحذيرية، لكنها ليست أمرًا غير متوقع تمامًا، فهناك عدة عوامل تزيد من احتمال حدوثها بشكل كبير، من بينها:
- ارتفاع ضغط الدم: وهو السبب الرئيسي للسكتات الدماغية، حيث يضعف الأوعية الدموية ويزيد من احتمال تمزقها أو انسدادها.
- التدخين: يضر بجدران الشرايين ويسرّع تكوّن الجلطات الدموية.
- ارتفاع الكوليسترول: يساهم في تراكم اللويحات داخل الشرايين، مما يزيد من خطر انسدادها.
- التوتر المزمن: يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم واضطرابات التهابية تؤثر على الدورة الدموية.
- الخمول البدني: قلة النشاط البدني تبطئ الدورة الدموية وتساعد على تراكم الدهون في الأوعية الدموية.
- داء السكري: يتسبب في تلف تدريجي لجدران الشرايين، مما يزيد من خطر تكوّن الجلطات.
- الاستهلاك المفرط للكحول: يؤدي إلى اضطراب في نبضات القلب ويساهم في ارتفاع ضغط الدم.
التأثير غير المعروف للنوم على خطر الإصابة بالسكتة الدماغية
وهناك عامل خطر أقل شهرة لكنه بنفس الأهمية، وهو توقيت النوم، أين تلعب جودة ومدة النوم دورًا أساسيًا في صحة القلب والأوعية الدموية. فعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم أو اضطرابه يؤثر على الساعة البيولوجية، مما يؤدي إلى خلل في ضغط الدم ويؤثر على تجدد الأوعية الدموية.
وأظهرت دراسات أن النوم في وقت متأخر جدًا أو مبكر جدًا قد يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، خاصة بسبب تأثيراته السلبية على التمثيل الغذائي، والإجهاد التأكسدي، والالتهابات في الجسم.
الالتزام بمواعيد نوم منتظمة والنوم في وقت مثالي قد يكونان عاملًا أساسيًا في حماية القلب والدماغ.
دراسة شملت 88 ألف شخص
وحلل الباحثون عادات النوم لدى أكثر من 88 ألف شخص بمتوسط عمر 61 عامًا (58% منهم نساء) باستخدام أجهزة استشعار يتم ارتدائها على المعصم، ولم يكن أي من المشاركين يعاني من اضطرابات النوم أو أمراض القلب. وعلى مدار ست سنوات، تابع الباحثون العلاقة بين توقيت النوم وظهور أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل السكتات الدماغية، والأزمات القلبية، وقصور القلب.
ما هو التوقيت الأمثل للنوم لتقليل المخاطر؟
كشفت الدراسة أن النوم بين الساعة 22:00 و22:59 مرتبط بأقل خطر للإصابة بأمراض القلب، وفي المقابل، زاد هذا الخطر بشكل ملحوظ عند النوم خارج هذا النطاق الزمني:
– +12% عند النوم بين 23:00 و23:59
– +24% عند النوم قبل 22:00
– +25% عند النوم بعد منتصف الليل
وكان التأثير أكثر وضوحًا لدى النساء، ربما بسبب حساسية الجهاز الهرموني لديهن تجاه اضطرابات الإيقاع البيولوجي.
لماذا يعتبر السهر خطرًا على الصحة؟
يوضح الباحثون أن النوم بعد منتصف الليل يقلل من التعرض لضوء الصباح، الذي يلعب دورًا أساسيًا في تنظيم الساعة البيولوجية. هذا الاضطراب يؤثر على وظائف القلب والأوعية الدموية، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وغيرها من أمراض القلب.
نحو توصيات جديدة
على الرغم من أن الدراسة لا تثبت علاقة سببية مباشرة، إلا أن نتائجها تشير إلى أن توقيت النوم عامل رئيسي في صحة القلب والأوعية الدموية. ويؤكد الدكتور ”ديفيد بلانس”، مؤلف الدراسة، أن “أي انحراف عن هذا التوقيت الأمثل قد يكون ضارًا بالصحة”، فيما لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث، خاصة لفهم سبب تأثر النساء بشكل أكبر.
وفي انتظار ذلك قد يكون الالتزام بموعد نوم منتظم، ويفضل أن يكون قبل الساعة 23:00، خطوة بسيطة وفعالة لحماية القلب وتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
الكلمات المفتاحية: السكتة الدماغية، النوم، الساعة البيولوجية، وقت النوم، النساء
