يُعترف اليوم بالتدخين غير المباشر كعامل خطر حقيقي على الصحة، حتى بالنسبة لغير المدخنين. ويُقدّر أن آلاف الأشخاص حول العالم يموتون سنويًا بسبب أمراض ناتجة عن هذا التعرض غير الطوعي. وتُعدّ النساء الحوامل، والرضع، والأطفال الصغار من بين الفئات الأكثر هشاشة.
فهم التدخين غير المباشر
يشير التدخين غير المباشر إلى استنشاق الدخان بشكل غير طوعي، سواءً كان من الدخان الذي يُخرجه المدخن مع الزفير أو من الدخان المنبعث مباشرة من السيجارة أثناء احتراقها، فهذا الأخير الذي لا يمر عبر فلتر، يُعتبر أكثر سمّية لاحتوائه على تركيزات أعلى من المواد المسرطنة والمهيجة.
آثار صحية موثقة جيدًا لدى البالغين
حتى دون تدخين نشط فإن التعرض المنتظم للدخان المحيط يمكن أن يؤدي إلى آثار صحية ضارة. وتزداد المخاطر بشكل متناسب مع مدة وقوة التعرض، ومن بين الأمراض المرتبطة بالتدخين غير المباشر لدى البالغين:
- تضاعف خطر الإصابة بسرطان الجيوب الأنفية؛
- تضاعف خطر الإصابة بالسكتة الدماغية؛
- زيادة بنسبة 25٪ في خطر الإصابة بسرطان الرئة؛
- ارتفاع بنسبة 50٪ في خطر الإصابة باحتشاء عضلة القلب (النوبة القلبية) لدى الأشخاص المعرضين للخطر.
الحمل: تأثير مماثل للتدخين النشط
قد يؤدي التعرض لدخان السجائر أثناء الحمل إلى مضاعفات مشابهة لتلك التي تُلاحظ لدى المدخنات، رغم أن تواترها وشدتها تكون عادة أقل، ومن بين هذه المضاعفات:
- الإجهاض؛
- الحمل خارج الرحم؛
- الولادة المبكرة؛
- تأخر النمو داخل الرحم؛
- انخفاض وزن الولادة.
ولتقليل هذه المخاطر تنصح النساء الحوامل بتجنب أي بيئة تحتوي على دخان وضمان فضاء معيشة خالٍ من التبغ.
الرضّع، أولى الضحايا
يُعتبر المواليد الجدد من الفئات الأكثر تأثرًا بدخان السجائر بسبب عدم نضج جهازهم التنفسي، وضعف الأغشية المخاطية لديهم، وسرعة وتيرة تنفسهم مقارنة بالبالغين. وهذا يزيد بشكل كبير من تعرضهم للمواد السامة في الهواء، وقد يسبب دخان التبغ لهم:
- • تهيج في الأنف والعينين والمجاري التنفسية؛
- التهاب القصيبات، التهاب الأنف والبلعوم، والتهاب الأذن المتكرر؛
- قابلية متزايدة للإصابة بالربو؛
- خطرًا متزايدًا للإصابة ببعض أنواع السرطان في سن البلوغ، حسب بعض الدراسات.
تأثير سلوكي طويل الأمد

الأطفال المعرضون لدخان السجائر يكونون أكثر عرضة ليصبحوا مدخنين في المستقبل، وقد يُفسَّر هذا الميل من جهة بالتعرض المبكر للنيكوتين، ومن جهة أخرى بتقليد سلوكيات الوالدين. فالطفل الذي يدخن والداه يكون معرضًا لخطر مضاعف بأن يدخن هو أيضًا عندما يبلغ سن الرشد.
الوقاية وبيئة خالية من التدخين: أولوية في الصحة العامة
في مواجهة هذه المخاطر من الضروري تعزيز بيئة خالية من التبغ، خصوصًا لصالح النساء الحوامل والأطفال الصغار. يشمل ذلك تجنّب الأماكن التي ينتشر فيها الدخان، واتباع سياسة “منزل خالٍ من التدخين”، وتشجيع الآباء على الإقلاع عن التدخين كخطوة أساسية لحماية الفئات الأكثر ضعفًا.
للتذكير :التدخين غير المباشر ليس مجرد إزعاج بسيط، بل هو خطر صحي مؤكد في جميع الأعمار. ولا بد من اليقظة المستمرة، وتكثيف السياسات الوقائية، ومرافقة الأسر في جهود الحماية، للحد من آثاره الضارة.
الكلمات المفتاحية: التبغ؛ الدخان؛ الحمل؛ غير مباشر؛ الطفل؛ الرضيع؛ الصحة؛ الأم.