صحة جيدة لحياة أفضل

نهاية العطلة، كيف نحافظ على المعنويات ونستأنف الحياة اليومية؟

حرر : شعبان بوعريسة | صحفي
26 أغسطس 2023

إنها نهاية العطلة الصيفية، نهاية أمسيات الصيف الجميلة، الاستيقاظ متأخرا، أحذية الصيف، تأجيل الأعمال… العودة إلى الحياة اليومية بعد بضعة أيام أو أسابيع من الراحة والاسترخاء غالبًا ما تكون مرادفة للتوتر أو الكآبة. هذه العودة إلى الحياة النشطة يمكن أن تؤدي إلى ما يسمى بمتلازمة ما بعد العطلة. وهي حالة مؤقتة غالبًا ما تكون مصحوبة بأعراض مثل التعب والعصبية. كيف تعيش بشكل جيد في نهاية العطلة؟

بمساعدة علماء النفس المتخصصين، تقدم لك مجلة “صحتي حياتي” بعض النصائح والحيل التي يمكنك تطبيقها الآن في حياتك اليومية لاستيعاب بداية العام الجديد بشكل أفضل والتغلب على كآبة العودة إلى الحياة اليومية دون بذل الكثير من الجهد.

متى نتحدث عن متلازمة “ما بعد العطلة”؟

وهي متلازمة تتضمن مجموعة من الأعراض المختلفة التي تظهر عادة مع العودة إلى العمل أو المدرسة. ولذلك فهي جزء من عملية طبيعية من أجل التكيف.

هي جزء مما يسميه علماء النفس “اضطراب التكيف”، الذي يتميز برد الفعل تجاه حالة توتر. عندما تعود من فترة راحة، قد لا تكون مهيأ بعد لتلبية متطلبات العودة إلى العمل أو المدرسة.

في هذا الوقت، يعاني العديد من الأشخاص مما يسمى باكتئاب ما بعد العطلة (على الرغم من أنه ليس اكتئابًا بالمعنى الطبي للمصطلح) أو متلازمة ما بعد العطلة. ويرتبط هذا بشكل أساسي بفترة انتقالية تظهر خلالها الأعراض الجسدية والنفسية عادة.

ما هي الاعراض ؟

الأعراض الجسدية هي التعب والنعاس وقلة التركيز وأحياناً الأرق. يضاف إلى ذلك أيضًا قلة الشهية وآلام العضلات والاختناق وتسارع دقات القلب.

تشمل الأعراض النفسية العصبية، القلق، الحزن، التهيج وقلة الاهتمام في كثير من الأحيان.

ماذا عن الأشخاص المتضررين؟

تؤثر متلازمة ما بعد العطلة بشكل رئيسي على الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 إلى 45 عامًا، والذين يعيشون تغييرًا مفاجئًا مع إيقاع العطلة. بشكل عام، هؤلاء الأشخاص ليسوا مرتاحين في العمل ويعتبرون فترة الإجازة بمثابة فترة للراحة الشخصية.

إذا لم تختف الأعراض بعد حوالي 15 يومًا واستمرت بمرور الوقت، فسيكون من الضروري استشارة الطبيب وسوف يحدد ما إذا كانت هناك حاجة إلى اهتمام خاص.

بعض النصائح لاستئناف الحياة اليومية بشكل أفضل

فيما يلي بعض النصائح المقترحة لحمايتنا من متلازمة ما بعد العطلة:

• خطط للعودة من الإجازة قبل يوم أو يومين من موعدها: من المستحسن عدم العودة من الإجازة في اليوم السابق للدخول إلى العمل، ولكن الرجوع قبل أيام قليلة، من أجل العودة تدريجياً إلى الحياة اليومية.

 فكر في نفسك: العودة إلى العمل يتطلب التزامات مهنية وعائلية جديدة. لذلك، و حتى لا تستنزف طاقتك المتجددة، من المهم أن تهتم أيضًا بنفسك ورغباتك وطريقة استغلال وقت فراغك و الابتعاد عن التفكير المستمر في العمل.

• تكييف ساعات النوم مع جدول العمل المعتاد: حتى لا تتعرض لتغيير مفاجئ في وتيرة العمل. تجنب أي نشاط محفز قبل ساعتين على الأقل من الذهاب إلى السرير (الشاشات، الرياضة، النزهات، الوجبات…إلخ). اذهب إلى الفراش مبكراً وخذ وقتًا لاستعادة الهدوء قبل النوم: قم بالتأمل، أو الصلاة، أو قراءة كتاب، أو القيام بتمارين الاسترخاء أو التنفس…

•العودة إلى العمل تدريجياً: تجنب الضغط على نفسك عند العودة إلى العمل منذ بداية وقم بوضع تحديات صغيرة كل يوم. سيساعدك تنظيم المهام وتحديد الأولويات على استئناف العمل دون إرهاق.

• اعتماد نمط حياة صحي: سيساعد النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام على العودة إلى العمل بسهولة أكبر والتغلب على التوتر بشكل أكثر ملاءمة.

• تحلى بشخصية إيجابية وبناءة: وهو ما أكد عليه علماء النفس بشكل خاص. إن التفكير في الانزعاج الناتج عن العودة إلى العمل يمكن أن يولد حالة من القلق غير الضروري.

• خطط لأنشطة ممتعة بعد العمل: إذا وجدت الوقت للقيام بها، ستكون العودة أكثر متعة.

• ممارسة الرياضة: لا ينبغي أن تكون العودة إلى الحياة العملية سببا في التوقف عن الرياضة لذا، اختر رياضة ووقتًا مناسبا خلال الأسبوع. وستكون الفوائد متعددة للجسم والعقل.

• ممارسة طريقة ZEN: التأمل اليقظ هو أفضل أسلوب للاسترخاء. لا يستغرق الأمر سوى القليل من الوقت كل يوم لتشعر بالفوائد. إن بعض تمارين التمدد اليومية مع التنفس العميق ستحقق لك فائدة كبيرة.

• الاستماع إلى الموسيقى: ينصح به المتخصصون لأن ذلك يعزز أيضاً إفراز هرمونات السعادة.

• سرد ذكريات الإجازة: في المكتب أو المدرسة أو المنزل، يعد سرد ما فعلته في الصيف طريقة جيدة للشعور بالتحسن وتمديد إجازتك عقليًا. يؤثر هذا على الدماغ مما يعزز إنتاج “هرمونات السعادة” الشهيرة وهي السيروتونين والإندورفين والدوبامين والأوسيتوسين. وقم أيضا بإنشاء دفتر صور تذكاري للرحلة من خلال مشاركة تجربتك!

• التغذية الصحية: تساهم في الإدارة الجيدة للتوتر والعواطف بحيث أن الجهاز الهضمي هو أيضًا “الدماغ الثاني” ويحتوي على أكثر من 3 مليار وصلة عصبية. يعتبر الأكل الصحي، خاصة في المساء، هو أفضل ضمان للكفاءة المهنية.

• ابق منفصلاً عن الانترنت خلال العطلة: هذا يمكنك من فصل نفسك عن الشاشات وشبكات التواصل الاجتماعي وحاول الابتعاد عن الدخول إلى الفيسبوك أو الانستغرام و غيرها… هذه الطريقة ستبقي التوتر بعيدا.

• أعد تنظيم حياتك اليومية: قد يكون الوقت قد حان للتفكير في إعادة تنظيم منزلك الداخلي أو مكتبك، لاسترجاع الصفاء الذهني والثقة بالنفس…

التخطيط للأنشطة في عطلة نهاية الأسبوع: فهذا من شأنه أن يعزز ويحفز الشخص على تجربة نشاطات جديدة وامضاء أوقات جيدة.

عدم التخطيط للإجازة القادمة: التفكير في الإجازة القادمة لا يسمح لك باستئناف الحياة اليومية بشكل أفضل فمن المهم أن تعيش اللحظة الحالية التي تعطيك احساسا محايدا. لذلك، ليس من المفيد التخطيط للإجازة القادمة، لأنك ستكون في حالة ترقب دائم.

ش.ب.

مقالات في نفس الموضوع