صحة جيدة لحياة أفضل

هل الحجر الصحي نعمة أم نقمة على أطفال طيف التوحد وأسرهم؟

حرر : يعقوبي جنات | طبيبة نفسية
20 أكتوبر 2021
Confinement et enfant autiste

قد يعتقد البعض أن الوضع الحالي بما يفرضه من حجر، وتباعد اجتماعي يعد ظرفا ملائما لأطفال طيف التوحد، كونهم لا يطيقون التقارب الجسدي ويفضلون البقاء والاستمتاع بمفردهم، غير أن هذا المعتقد خاطئ، فطفل طيف التوحد على غرار باقي الأطفال لديه مشاعر وأحاسيس وطاقات لا يمكنه كبتها.

إن الوضع الصحي الجديد الذي غيّر من الروتين اليومي لطفل طيف التوحد؛ ( الاستيقاظ باكرا. تناول فطور الصباح، الذهاب إلى المؤسسة التأهيلية التي في الشارع، التنزه… الخ)، ناهيك عن عدم قدرته على استيعاب هذا الوضع مما أدى إلى الشعور بالملل، وبسبب ضعفه اللغوي يكون تعبيره عن استيائه عن طريق نوبات الغضب كالصراخ والعنف، وهذا ما جعل الأولياء عاجزين وغير قادرين على احتواء أبنائهم، وقد تكون أحيانا ردة فعلهم اتجاه هذه التصرفات غير مناسبة، مما يخلق اضطرابات سلوكية عند هذا الأخير.

وللتخفيف من حدة هذه المعاناة، لجأ بعض الأخصائيين النفسيين والأرطوفونيين إلى توجيه الأولياء عن طريق تقديم مجموعة من النصائح والإرشادات، من خلال مختلف مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الالكترونية، ومن بين هذه النصائح ما يلي:

1 تخصيص برنامج يومي متنوع للطفل يحتوي على أنشطة يدوية بسيطة، يشارك فيها كل من الأولياء وباقي الأشقاء، إضافة إلى ابتكار ألعاب جديدة  ومفيدة تجذب الطفل للمشاركة فيها.

2 إشراك طفل طيف التوحد في مختلف الأعمال المنزلية اليومية البسيطة، كمساعدته مثلا في تحضير المائدة أو ري النباتات أو إطعام الحيوانات كالعصافير، وشكره على عمله الجيد في كل مرة بكلمات تحفيزية وتشجيعية.

3 التركيز على النشاطات الفنية كالرسم والموسيقى، ناهيك التمارين عن الرياضية للتقليل من التوتر والقلق.

4 بقاء طفل طيف التوحد على تواصل دائم مع الأقارب والأشخاص الذين اعتاد على وجودهم حوله قبل فرض الحجر الصحي، وذلك من خلال الاتصال بهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

5 عمل الأهل من أشقاء وأولياء على تعويض النقص في المهارات الذي آل إليه الطفل، بسبب عدم تمكنه من الذهاب إلى المؤسسة التأهيلية، وذلك بواسطة التدريب المنزلي المكثف على المهارات اللغوية والاجتماعية والحركية.

في المجمل؛ لا يحبذ طفل طيف التوحد تغيير الروتين الذي اعتاد عليه، حيث تنتابه حالات من التوتر والانزعاج عند تغيير هذا الأخير، ويمكن للأهل أن يخففوا من حدة هذا التوتر باتباعهم برنامج منظم والالتزام به، فأطفال طيف التوحد يستلزم احتوائهم لا الضغط عليهم.

ي.ج.

مقالات في نفس الموضوع