صحة جيدة لحياة أفضل

ما عليك معرفته حول التغذية المتوازنة للأطفال؟

حرر : ياسمين عيوازي | محررة
7 مارس 2022
Alimentation équilibrée des enfants

يرتكز النمو السليم للأطفال على تغذية سليمة متنوعة و متوازنة، فهي تساهم في حسن تطور الجسم و نموه النفسي و الحركي أيضا، لذا فمن الضروري تلقين أطفالنا العادات الغذائية الصحيحة منذ نعومة أظافرهم، و تقدر احتياجات الفرد البالغ بحوالي 2000 سعرة حرارية بينما تختلف احتياجات الطفل حسب العمر، لذا يجدر بنا أخذ الشهية بالموازاة مع النشاط البدني بعين الاعتبار، و ذلك بجعل الحصص الغذائية ملائمة مع التركيز على بعض الأطعمة التي تلعب دورا في النمو.

و تنشأ السلوكات الغذائية منذ الصغر على حسب حاجياتهم التي يحكمها الجوع و الشبع، التفاعل بين الآباء و الأبناء، مواقيت الوجبات، الأطعمة المقدمة و العادات العائلية.

ما هي التغذية المتوازنة الأفضل من أجل طفلكم ؟

الحبوب، النشويات و البقوليات:

Les céréales, les féculents et les légumineuses

كونها بمثابة الوقود للجسم لذا يفضل تقديمها في كل وجبة حسب شهية الطفل طبعا، فهي غنية بالغلوسيدات المعقدة الضرورية لضمان السير الحسن للخلايا العضلية و الخلايا العصبية، و نذكر منها الأرز، البطاطا، العجائن و العدس، والأجدر تفادي تقديم حبوب الإفطار كثيرة السكر بل الأنسب هو جعل وجبة الإفطار متنوعة و ذلك بإضافة الخبز والبسكويت مثلا، ثم النشويات خلال وجبتي الغذاء و العشاء، كما يمكن إضفاء بعض المتعة عن طريق خلق تنوع في الوجبات، كتحضير العجائن بالخضراوات أو باللحم المفروم، أرز بالمقبلات و غيرها …

الخضر و الفواكه:

Les légumes et les fruits

تعرف الخضراوات بكونها ممتازة للصحة لقلة احتوائها على السعرات الحرارية و غناها بالألياف و الفيتامينات و المعادن، لكن التحدي يكمن في جعل الأطفال يحبونها، لذا يمكنكم تقديمها على شكل وجبات خفيفة كفطيرة السبانخ أو فطائر الكوسى، سلطات طازجة و غيرها،  أما بالنسبة للفواكه، فلا ينصح بتقديمها على شكل عصائر محلاة بالسكر بل تقديمها خالية من هذا الأخير مع ضبط الاستهلاك بحوالي كأس واحدة في اليوم، لأن الفواكه تفقد أليافها بعد تعرضها للعصر، و بخصوص الفواكه الجافة فيمكن للأطفال أخذها بين الحين والآخر فهي غنية بالفيتامينات والمعادن و الألياف مع الإكتفاء بحصص متوسطة منها للمتعة فقط، و ذلك بسبب احتوائها على نسب عالية من السكر و السعرات الحرارية.

اللحوم و الأسماك :

Les viandes, le poisson

تمدنا اللحوم و الأسماك بالبروتينات و المغذيات الدقيقة مثل الحديد، و ينبغي أن يكون الإستهلاك اليومي لها متوسطا، فمثلا يأخذ 40غ منها بعمر الرابعة و 100غ بعمر العاشرة و يتم تقسيمها على وجبتين، فالإقبال المفرط على البروتينات لا يعد بالأمر الجيد، بالمقابل يمكنكم التعويض بالبيض مسلوقا، مقليا أو على شكل عجة، أما الأسماك فيستحسن تناولها مرتين بالأسبوع كونها أفضل مصدر لليود و السيلينيوم، الفيتامين d و الأحماض الدهنية مثل الأوميغا 3 و التي تعد ضرورية لعمل الدماغ و شبكة العين و خاصة الدهنية منها كالتونة الحمراء، الأنشوفة، السردين و السلمون، و إذا ما كان أطفالكم شرهين عندما يتعلق الأمر بالمقليات و اللحوم الباردة و النقانق المشبعة بالدهون فلا تعترضوا كثيرا، فقط ينبغي عليكم الحذر من رأيتهم يتناولونها بشكل دائم و مستمر، و يكمن الحل الأمثل في جعل الأطباق متنوعة بإضافة السمك المقلي، بيضة، لحم أبيض، لحم مفروم .. الخ.

المواد الدهنية:

Les matières grasses

تعتبر المواد الدهنية جزءا مهما من النظام الغذائي للطفل، فهي تلعب دورا كبيرا في النمو و سد احتياجاته من السعرات و أيضا المساعدة على امتصاص الفيتامينات القابلة للتحلل مثل الفيتامين A و الفيتامين D، و هناك 3 أنواع مختلفة من الأحماض الدهنية و هي الأحماض الدهنية غير المشبعة، الأحماض الدهنية المشبعة و الأحماض الدهنية المتحولة(ترانز) فالأحماض الدهنية غير المشبعة هي أنفعها للصحة و نجدها أساسا في الأسماك، الجوز، الحبوب، البذور، زيت الزيتون، الأفوكادو و الزبدة غير المهدرجة، أما الأحماض الدهنية المشبعة و المتحولة فمن شأنها رفع نسبة الكولسترول الضار بالدم، و نجدها في الشحوم الحيوانية و الزبدة و المارغرين المهدرجتين، لذا ينبغي تفضيل أغذية خالية من هذه الدهون قدر الإمكان، و هنا نجد أن الوجبات المنزلية الصنع تعد حلا بديلا للتحكم بكميات الدهون في وجبات الأطفال، و ينصح بالتقليل من المضافات الدهنية التي تأتي على شكل صلصات، زبدة، دهون الطهي و المقليات، و كذا تفقد ملصقات الأطباق الجاهزة التي غالبا ما تأتي مشبعة بالدهون.

 

الحليب ومشتقاته:

Les produits laitiers

ينصح باستهلاك الحليب و مشتقاته بصفة يومية، لإحتوائه على البروتين و الكالسيوم الضروريين لنمو الهيكل العظمي للطفل و نجد هاذين الأخيرين في الحليب، الزبادي و الأجبان، و الجدير بالذكر أن بعض أنواع الأجبان غنية أكثر من غيرها بالكالسيوم كجبنة البارميزان مثلا، الجبنة السويسرية و جبن المقاطعة (الكونتي).

كيف نتصرف بحكمة مع المنتجات السكرية ؟

les produits sucrés, quels sont les bons réflexes

غالبا ما يصاب الأطفال بالجنون حينما يتعلق الأمر بالمنتجات الحلوة كالسكر، المشروبات المحلاة، السكاكر، الحلويات، كريمات التحلية، المثلجات والصودا، و يقول اختصاصيو التغذية أنه بإمكان الطفل في سن الرابعة تناول ما بين 5 و 6 قطع سكر في اليوم، فعلبة الزبادي تعادل قطعتي سكر، كأس شوكولاطة يعادل إثنتين أيضا و3 قطع شوكولاطة تعادل 3قطع من السكر ، فالسكريات جد غنية بالسعرات و قد تكون سببا في البدانة و تسوس الأسنان إذا ما تم استهلاكها بكميات كبيرة، لذا تنبغي مراقبة الاستهلاك و البقاء متيقظين تجنبا لحدوث الإدمان الذي يأتي سريعا في مثل هذه الحالة دون المبالغة فيه لدرجة الهوس.

و فيما يخص الإستهلاك فسيكون جيدا إذا ما قللنا من المعجنات، الحلويات، التحليات بالحليب والمثلجات، واستبدالها بسلطات الفواكه أو الفواكه الطازجة للتحلية، كما من الجيد إعطاء أطفالكم الخبز أو البسكويت و حبوب الإفطار قليلة السكر و الإحتفاظ بالسكاكر و ألواح الشوكولاطة بكميات قليلة في نهاية اللمجة مرتين في الأسبوع.

المشروبات و الماء عند الرغبة

les boissons de l’eau à volonté

يعد الماء المشروب الوحيد الذي ينصح به أثناء و خارج الوجبات أو بعد النشاط البدني؛ ففي حال ما إذا كنتم تبتاعون المياه المعبئة و لم يكن طفلكم يستهلك مشتقات الحليب بما فيه الكفاية، فالحل الأحسن هو إختيار مياه بها نسبة مرتفعة من الكالسيوم نجدها مذكورة فوق الملصقة، أما المشروبات السكرية مثل الشراب، الصودا، المشروبات الثمرية و النكتارات فتأخذ فقط من حين لآخر لإحتوائها على الكثير من السكر و عدم قدرتها على تحقيق الإرتواء لذا ينصح بالتالي

  • عدم تقديمها مع الوجبات.
  • عدم جعل الطفل بعتاد المشروب الممزوج بالماء.
  • عدم الخلط بين المشروبات السكرية و عصائر الفاكهة دون سكر مضاف أو حتى ذلك المصنوع من مركز الفاكهة.

الشاي، القهوة و الزهورات:

Le thé,café et Tisanes

يمتلك كل من الشاي و القهوة مفعولا منشطا لدى ينبغي عدم تقديمها لصغار السن، أما لدى الأطفال الأكبر قليلا فتقدم فقط بين الحين والآخر، أما الزهورات فبإمكانها أن تكون بديلا عن الصودا و المشروبات السكرية إذ تساعد على النوم و تعتبر أيضا بمثابة علاج طبيعي للآلام البسيطة، و مع ذلك فالحذر مطلوب لدى تقديمها للأطفال، كما ينبغي الحذر أيضا فيما يتعلق بنقيع الأعشاب و ذلك بإختيار الأعشاب النقية و الفواكه المجففة و من الأحسن تحضير مزيج الأعشاب بأنفسكم لضمان جعلها ملائمة لطفلكم ، فالبابونج و الزيزفون و اللويزة و زهر البرتقال كلها تمتلك مفعولا مهدئا يساعد على النوم، و بذور الشمر ونجمة الأرض و النعناع تساهم بدورها في تسهيل عملية الهضم.

رجوع
التالي

مقالات في نفس الموضوع