بعدما أن أعلن خبراء وأطباء في دورة تكوينية لفائدة الصحفيين، تبين أن التكنولوجيا الدقيقة وتقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال التصوير الطبي تلعب دوراً هاماًفي اكتشاف مبكر لأورام الثدي، خاصة تلك التي ترتبط بالعوامل الوراثية.

استعمال الذكاء الاصطناعي في التصوير الطبي 

عرف مجال التصوير الطبي تطورًا كبيرًا خاصة مع ظهور” الذكاءالاصطناعي” ، الذي استطاع ان يساعد المختصين في اكتشاف معظم الالتهابات الصغيرة الغير مرئية في التقنيات السابقة.

وهذا ما تحدث عنه البروفيسور فرعون، خلال مداخلته حول دور الذكاء الاصطناعيAI في الماموغرافيا ومساهمته في اكتشاف سرطان الثدي، حيث أكد أن الذكاء الاصطناعي أحدث ثورة في معظم مجالات الحياة من خلال تطبيقاته الذكية، التي يمكن من خلاله تحرير تقرير مفصل حول حالة المريض، وتقديم نتائج بسهولة وبدقة.

رغم أن تصوير الثدي يتمتع بالعديد من الخصائص الفريدة التي تتطلب دقة في الفحص ومع استعمال أحدث التطبيقات للذكاء الاصطناعي، يصبح ضروري تكوين الفريق الطبي المختص في مجال التصوير الطبي، وفي هذا الصدد دعا البروفيسور السلطات الصحية الى تكثيف التكوينات في جميع المؤسسات الاستشفائية، وكذا تحضير النصوص التنظيمية في هذا الجانب ” لتأطير العملية”.

ورغم هذه التطورات، يرى المتحدث الى ان” الذكاء الاصطناعي لا يمكنه ان يعوض الخبرة البشرية الطبية، والتي اعتبرها أساسية في الفحص الإكلينيكي، وانما هو عبارة عن وسيلة تسهل عمل الأطباء وتدعمهم وليس بديلا عنهم”.

هناك العديد من التقنيات الحديثة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي من شأنها أن تسرع وتيرة التشخيص المبكر ” لسرطان الثدي” بالنسبة 20 %، وهذا ما جاء في تقرير نشر في مجلة ” لانسيت” المتخصصة في مجال الأورم السرطانية.

دراسة حديثة تثبت قدرة الذكاء الاصطناعي على اكتشاف سرطان الثدي 

خلصت دراسة حديثة الى ان تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن ان تسهم في خفض أعباء عمل الأطباء المتخصصين في قراءة معظم النتائج للتصوير الاشعاعي بالنسبة 50%. وأجريت الدراسة باختيار 80 ألف امرأة بين شهر أفريل 2021 الى غاية ماي 2022.

وتوصل الباحثون الى ان نتائج المجموعة التي تم قراءة فحوصاتها عن طريق استعمال الذكاء الاصطناعي، عن وجود سرطانات أكثر نحو 20% مقارنة بالمجموعة التي تمت قراءة تصوير الثدي بالأشعة السينية من قبل اخصائيين دون مساعدة الذكاء الاصطناعي.

ويقول فريق الدراسة الى ان الوقت المستغرق في قراءة الفحوصات بمساعدة ” AI” يعتبر أقل 4000 فحص، وهذا في فترة 4 الى ستة أشهر اذا لم يتم قراءة اخصائيين الاشعة نحو 50 صورة شعاعية في الساعة.

خبيرة أمراض الثدي تكشف أن 90% من حالات السرطان غير وراثية

أوضحت الدكتورة عبد الوهاب أمينة، مختصة في أمراض الثدي أن حوالي نسبة 5-10% من الأورام تعود الى أسباب وراثية وجينية،في حين 90% الأخرى تتعلق بعوامل أخرى مختلفة مثل التغذية والهرمونات والبيئة.

لهذا أكدت الدكتورة عبد الوهاب الى أن رغم نسبة الوراثة صغيرة الا انه يجب عدم الإهمال، والقيام بالكشف المبكر، خاصة إذا عرفنا ان نسبة خطر الإصابة بالورم من قبل الأم يمكن ان ترتفع نحو 50%، مقارنة بالأب الذي ينقل الإصابة بنسبة قليلة جدا.

وأشارت عبد الوهاب الى ان التوصيات العلمية تأكد الى ضرورة القيام بالتحاليل الجينية التي تلعب دورا هاما في تحديد خطر الإصابة بالسرطان الثدي، وقالت ” يجب البدء في الكشف المبكر من سن الأربعين خاصة، إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة لاكتشاف الورم وهو في حجمه الصغير”.

ضرورة العناية بصحة الثدي

وعن نسبة الإصابة بسرطان الثدي في الجزائر فصرحت الدكتورة “يتراوح معدل الإصابة ما بين 46-47 عاما”. ونصحت لقيام بالفحص الذاتي للثدي، يمكن تطبيقه عن طرق اللمس او الملاحظة، وفي هذا السياق أجابت الدكتورة على سؤال ” مجلة صحتي حياتي” حول متى يجب القيام بالفحص الذاتي للثدي؟ وماهي أهم الخطوات التي يجب على المرأة القيام بها، فسرت الى ان:

• يجب على المرأة ان تراقب الثديين والبحث عن أي تغير غير طبيعي سواء في الحجم او الشكل أو حتى اللون، ويجب ان تتأكد من أنهما متساويتان دون وجود أي انتفاخ والام وتورم.

• يجب مراقبة أي بروز في جلد الثدي مع البحث عن دمامل أو خروج افرازات من الحلمة او تغيير في موضعها.

• الحرص على الفحص الذاتي باللمس، ويتم عن طريق رفع الايدي للمس منطقة الابطين لمعرفة إذا كان هناك أي تكتل.

• يمكن القيام بهذا الفحص عند الاستحمام لان الصابون يساعد على تقليل الاحتكاك وتسهيل عملية الكشف

وإذا شعرت بأي شيء غير طبيعي يجب زيارة طبيب مختص في امراض الثدي للتشخيص عن قرب.

ينصح بإجراء بفحص ذاتي مرة واحدة كل شهر ويفضل في نفس الوقت، واثناء الدورة الشهرية يتم اجراء هذا الفحص بعد عدة أيام من انتهائها، في حين ينبغي على للنساء بعد انقطاع الدورة الشهرية او اللواتي يعانون من مشكلة عدم انتظامها، أداء الفحص في توقيت محدد من كلش شهر.

يكفي وقت قليل للقيام بالفحص الذاتي ولا يستغرق كثيرا، يمكن اجراؤه صباحا أو عند الاستحمام، ومع الحرص على تكرار ومراقبة ثديك في الوقت المناسب، سيزيد وعيك بصحة ثديك وستحمين نفسك من أي ألم او انتفاخ او شيء كان.

” يمكن أن يكون الفحص الذاتي لثدي، وسيلة مهمة لاكتشاف سرطان الثدي في وقت مبكر”

عائشة و.ح