صحة جيدة لحياة أفضل

الحمل والتبغ: مزيج سام للأم والطفل

حرر : د. خليدة قواسمي | طبيبة نساء وتوليد
11 نوفمبر 2025

تواصل امرأة حامل من كل أربع نساء في التدخين، رغم المخاطر المثبتة على صحتها وصحة طفلها المستقبلي. فإذا كان الإقلاع عن التدخين أمراً ضرورياً منذ إعلان الحمل، فمن المثالي أن يحدث قبل حدوث الحمل نفسه، لتقليل المضاعفات إلى أقصى حد. فالتبغ يعد عاملاً رئيسياً في العقم، والحمل المرضي، ومضاعفات الولدان.


تأثير مباشر على الخصوبة

التدخين يضر بالخصوبة لدى المرأة كما لدى الرجل، مع تأثير أكبر بعد سن 30. عند الرجال، غالباً ما تكون الحيوانات المنوية أقل حركة وأكثر شذوذاً، ويتعرض الحمض النووي للتلف. أما عند النساء يغير التبغ الهرمونات، ويؤثر على مخاط عنق الرحم، ويعطل وظيفة قناتي فالوب، ويقلل فرص الحمل. وحتى التدخين السلبي له تأثير ملحوظ.

الخبر الجيد: هذه التأثيرات قابلة للانعكاس بعد الإقلاع عن التدخين، عادة خلال عدة أسابيع.


التدخين يزيد بشكل كبير من خطر الحمل خارج الرحم، وهي حالة طارئة قد تهدد الحياة. فالمواد السامة في التبغ تعطل انتقال الجنين في قناتي فالوب، مما يمنع انغراسه بشكل صحيح في الرحم، حيث يُقدَّر أن ثلث حالات الحمل خارج الرحم مرتبطة بالتبغ. ويقل هذا الخطر بعد شهر واحد فقط من الإقلاع الكامل عن التدخين.


مخاطر على الأم

يرتبط التدخين أثناء الحمل بـ:

  • زيادة خطر الإجهاض بمعدل 1.5 إلى 3 أضعاف، حسب كمية التدخين.
  • حدوث نزيف خلف المشيمة، وهو مضاعفات خطيرة تهدد حياة الجنين والأم.
  • خطر مضاعف للولادة المبكرة قبل الأسبوع 34.

مخاطر على الجنين

التدخين يقلل من وصول الأكسجين إلى الجنين عبر آليتين:

  1. أول أكسيد الكربون يمنع النقل الطبيعي للأكسجين بواسطة الهيموغلوبين.
  2. النيكوتين يضيّق شرايين المشيمة والحبل السري.

النتائج:

  • تأخر نمو الجنين داخل الرحم: الأطفال المولودين لأمهات مدخنات يزنون في المتوسط 200 غرام أقل.
  • زيادة خطر وفاة الجنين داخل الرحم: حوالي واحدة من كل عشر حالات مرتبطة بالتبغ.
  • تشوهات خلقية، خصوصاً الشقوق الشفوية والحنكية، لدى النساء اللاتي يدخن أكثر من 20 سيجارة يومياً.
  • خطر الموت المفاجئ للرضيع: الأطفال المعرضون للتبغ داخل الرحم أو بعد الولادة لديهم خطر مضاعف للموت المفاجئ، حيث يؤثر التبغ على الجهاز التنفسي ويزيد من انقطاع التنفس أثناء النوم لدى الرضع.


التدخين “لسيجارة واحدة فقط” ليس آمناً، وغالباً ما تُدخن هذه السيجارة بشدة أكبر، مما يعرض الجنين لذروة المواد السامة. فحتى الجرعات الصغيرة من التبغ تؤثر على نمو الجنين لذلك لا توجد كمية من التبغ تعتبر آمنة أثناء الحمل.


نصف النساء يستأنفن التدخين بعد الولادة ومع ذلك تنتقل المواد السامة في التبغ إلى حليب الأم ويمكن أن تعطل نمو الرضيع. كما يقلل التدخين من إفراز البرولاكتين مما يقلل إنتاج الحليب.

وإذا كانت الأم مدخنة يُنصح بعدم التدخين في الساعة التي تسبق الرضاعة. ومع ذلك تظل الرضاعة الطبيعية أفضل من الزجاجة، حتى لو كانت الأم تدخن، لأنها تحمي الطفل من بعض آثار التبغ.

الإقلاع عن التدخين قبل وأثناء الحمل يعد خطوة حيوية لصحة الأم وطفلها. فالتبغ يضعف الخصوبة، يزيد المضاعفات أثناء الحمل، يضر بتطور الجنين، ويعرض المولود لمخاطر خطيرة، بما فيها الموت المفاجئ. وحتى التدخين المعتدل أو السلبي يمكن أن يكون ضاراً.

الكلمات المفتاحية: التبغ؛ التدخين؛ الإقلاع عن التدخين؛ السيجارة؛ الصحة؛ المرض؛ الشباب؛ السرطانات؛ المخاطر؛ الحمل؛ المرأة؛ الطفل.

مقالات في نفس الموضوع