مع ارتفاع درجات الحرارة كل صيف تتزايد مخاطر تلف المواد الغذائية، ما يساهم في تكاثر البكتيريا الممرِضة مثل السالمونيلا، الليسترية، والإشريكية القولونية. وفي مواجهة هذا التهديد الصحي، أطلقَت وزارة التجارة بالتنسيق مع مصالح الصحة والمراقبة، برنامجًا واسعًا للمراقبة النشطة عبر جميع ولايات الوطن.
يقظة وطنية معززة
الخطر الميكروبيولوجي: قضية صحة عامة
وقد تصبح الأطعمة المعرضة للحرارة دون تبريد مناسب سامة في وقت قصير، فالبكتيريا تنمو بين 5 درجات و60 درجة مئوية، وهي ما تُعرف بـ “منطقة الخطر الحراري”. وفي غضون ساعات قد يتحول طبق مُعدّ أو لحم محفوظ بطريقة غير صحيحة أو منتج ألبان مكشوف إلى مادة خطيرة وربما مميتة.
ويُعد الأطفال والحوامل والمسنون والأشخاص ضعيفو المناعة الأكثر عرضةً لخطر التسمم الغذائي، والذي قد يسبب إسهالًا حادًا، تقيؤًا، جفافًا شديدًا، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى مضاعفات عصبية أو كلوية.
تعبئة متعددة القطاعات
وفي ذات السياق لا تقتصر مكافحة التسممات الغذائية على التفتيش فقط، بل تُجنّد كل الفاعلين في منظومتي الصحة والزراعة، وتشمل هذه التعبئة:
- الأطباء للكشف المبكر والتكفل السريع بالحالات.
- مخابر التحاليل لتحديد العوامل المسببة.
- البياطرة وأعوان النظافة لمراقبة المنتجات ذات الأصل الحيواني.
- المصنعين والموزعين لضمان التتبع واحترام نظام تحليل المخاطر و نقاط التحكم الحرجة ” هاسب ” (HACCP) ، وضمان سلسلة تبريد كاملة ومستمرة.
النظافة، الرقابة، والتحسيس: ثلاثية أساسية
إلى جانب حملات التفتيش تُنفَّذ جهود تثقيف صحي مكثفة، أين يتم خلالها توعية التجار بقواعد الحفظ وظروف التخزين المثالية، والمخاطر الناتجة عن الإهمال. كما يتم توعية المواطنين من خلال حملات محلية تحث على غسل الفواكه والخضر جيدًا، عدم استهلاك منتجات بلا تغليف أو ملصق، وتجنب الأغذية المعروضة في الهواء الطلق، والتأكد من طهي اللحوم جيدًا.
وتُعد مشتقات الحليب الطازجة، والصلصات المنزلية، والبوظة التقليدية، والمأكولات البحرية المعروضة على الشواطئ دون تبريد من أكثر الأغذية المتسببة في التسممات.
التسممات الغذائية: تكلفة يمكن تجنبها

إلى جانب الأضرار الصحية، للتسممات الغذائية كلفة اجتماعية واقتصادية من أيام استشفاء وتوقف عن العمل، إلى التحقيقات الصحية، إتلاف المخزون، وفقدان ثقة المستهلكين، لذلك فإن الوقاية من هذه المخاطر يساهم أيضًا في حماية الاقتصاد المحلي، والتجار النزهاء، وتعزيز الأمن الغذائي في البلاد.
ثقافة السلامة الغذائية: حاجة مستدامة
وتهدف هذه الحملة الصيفية إلى ترسيخ ثقافة اليقظة والصرامة الصحية ليس فقط في الصيف، بل على المدى الطويل. ففي ظل التغيرات المناخية التي تزيد من موجات الحر وتعقُّد شبكات التوزيع، يجب أن تصبح إدارة المخاطر الغذائية أولوية دائمة لجميع المعنيين.
دعوة إلى المسؤولية الجماعية
وتدعو وزارة التجارة إلى وعي جماعي ، إذ يجب على المستهلكين الإبلاغ عن الممارسات المشبوهة، وتفادي الشراء من خارج المسارات الرسمية، والالتزام بقواعد النظافة الغذائية في المنازل. وعلى المهنيين الاستثمار في التكوين، والتجهيز بالتبريد، واحترام المعايير الصارمة، والتحلي بالشفافية تجاه الزبائن.
الكلمات المفتاحية: التجارة، التسمم، الصحة، الغذاء، النظافة، التبريد، الأغذية.
إقرأ أيضاً: