الحبرة هي بقع صغيرة حمراء أو أرجوانية تظهر على الجلد دون أن تسبب حكة. وعلى الرغم من أنها غالبًا ما تكون غير خطيرة، إلا أنها قد تكون مؤشرًا على وجود اضطرابات كامنة أعمق.
ما هي الحبرة؟
الحبرة هي نقاط دقيقة حمراء أو أرجوانية يتراوح قطرها بين 1 إلى 4 ملم، وتنتج عن نزيف دقيق ناجم عن تمزق الشعيرات الدموية تحت الجلد. بخلاف الطفح الجلدي العادي، لا تختفي هذه البقع عند الضغط عليها (اختبار الضغط الزجاجي)، مما يدل على أن الدم قد تسرب خارج الأوعية. غالبًا ما تظهر على الأطراف (الذراعين والساقين)، وأحيانًا على الوجه أو في الأغشية المخاطية للفم.
ما أسباب ظهورها؟
ترتبط الحبرة غالبًا بما يُعرف بـ”الفرفرية”، وهو مصطلح يشمل عدة أنواع من الآفات الجلدية النزفية. ومن أبرز أسبابها:
- الصدمات الطفيفة أو الجهد البدني: يمكن أن تؤدي حركات بسيطة مثل السعال الشديد، التقيؤ، البكاء المتواصل أو الدفع القوي إلى تمزق الشعيرات الدموية، خصوصًا حول العينين. وغالبًا ما تكون هذه الأشكال الحميدة مؤقتة وتزول تلقائيًا.
- التغيرات الهرمونية والدورة الشهرية:لدى بعض النساء، قد تظهر الحبرة قبيل موعد الحيض بسبب تقلبات الهرمونات.
- القصور الوريدي: ضعف الدورة الدموية، خاصة عند وجود قصور وريدي، يسهم في تمزق الشعيرات وظهور الحبرة، خصوصًا على الساقين.
- الحمل: يُعتبر الحمل فترة مؤهبة لظهور هذه البقع نتيجة التغيرات الهرمونية والضغط الميكانيكي المتزايد على الأوعية الدموية.
- نقص الصفائح الدموية واضطرابات التجلط: عندما يكون عدد الصفائح الدموية منخفضًا، قد تحدث نزوف تحت الجلد تظهر على شكل حبرة. هذا النقص المعروف باسم “قلة الصفيحات”، يستدعي فحصًا طبيًا معمقًا.
- شيخوخة الجلد: مع تقدم العمر تصبح البشرة أرق وتقل طبقة الدهون تحت الجلد، مما يجعل الشعيرات أكثر هشاشة. حتى الاحتكاك البسيط أو الضربات الخفيفة قد يسبب هذه البقع.
مع التقدم في السن تفقد البشرة قدرتها الطبيعية على امتصاص الصدمات، وتصبح الأوعية الدقيقة أكثر عرضة للتلف حتى من أقل المؤثرات.
كيف يمكن التعرّف على الحبرة؟

الحبرة غير مؤلمة ولا تسبب حكة، ويكمن ظهورها فقط في مظهرها الخارجي. تبدأ بلون أحمر فاقع ثم تتحول إلى أرجواني، وتصبح لاحقًا صفراء كما يحدث في الكدمات، قبل أن تختفي تلقائيًا خلال بضعة أيام. وقد تظهر على الساقين والذراعين والوجه، أو حتى على الأغشية المخاطية داخل الفم.
متى يجب القلق؟
في بعض الحالات، قد تكون الحبرة مؤشرًا على حالة طبية طارئة:
- عند الأطفال إذا ظهرت الحبرة مع الحمى وانتشرت بسرعة، يجب التوجه فورًا للطبيب. فقد تدل على “الفرفرية الخاطفة” وهي مضاعفة خطيرة ناتجة عن عدوى حادة، خصوصًا في حالات التهاب السحايا البكتيري.
- إذا استمرت الحبرة دون سبب واضح، أو ترافقها أعراض أخرى مثل نزيف غير طبيعي، تعب شديد، أو ظهور كدمات غير مبررة، فيجب استشارة الطبيب دون تأخير.
كيف يتم تشخيصها؟
يعتمد التشخيص أساسًا على الفحص السريري، حيث يُستخدم اختبار ” vitropression ” لتأكيد طبيعة البقع، إذ لا تختفي الحبرة عند الضغط، على عكس بعض الآفات الوعائية أو الالتهابية الأخرى.
هل يمكن التخلص منها؟
في معظم الحالات لا تحتاج الحبرة إلى علاج، إذ تختفي من تلقاء نفسها خلال أيام قليلة، لكن عند ارتباطها بعدوى أو مرض كامن، يتطلب الأمر علاجًا متخصصًا:
- في حال الفرفرية الخاطفة، يجب دخول المستشفى بشكل عاجل وتلقي مضادات حيوية فورية.
- إذا تم تشخيص نقص الصفائح الدموية أو مرض جهازي، يتم البدء بعلاج موجه حسب سبب الاضطراب.
معظم حالات الحبرة تكون حميدة ومؤقتة، لكن عند ظهور أعراض مرافقة أو تطور غير معتاد، فإن التقييم الطبي السريع ضروري لاستبعاد الأسباب الخطيرة.
الكلمات المفتاحية: الحبرة؛ جلد؛ صحة؛ رعاية؛ طبي؛ بقع.
إقرأ أيضاً: