صحة جيدة لحياة أفضل

وهران: إزالة أزيد من 14 طنا من الطحالب والنفايات من الشواطئ

حرر : صفاء كوثر بوعريسة | صحفية
22 أغسطس 2025

تنفّست شواطئ وهران الصعداء بعد أن سمح البرنامج الخاص بتنظيف السواحل المنجز في إطار الحملة الوطنية لمكافحة التلوث البحري، بجمع عدة أطنان من الطحالب والنفايات. العملية التي أشرفت عليها مديرية البيئة المحلية جندت عشرات الجمعيات ووزعت مئات الحاويات على البلديات الساحلية.

وجاء هذا المخطط استجابة لتعليمات وزارة البيئة وجودة الحياة، الحريصة على حماية الساحل الجزائري المهدّد بانتشار النفايات البلاستيكية وتكدّس الطحالب. ورغم أن الطحالب عنصر أساسي في النظام البيئي البحري، إلا أنها تتحول إلى إشكال عندما تتكدّس بكثرة على الشواطئ، حيث تنبعث منها روائح كريهة عند تحللها، وتشجع على تكاثر البكتيريا، وتقلل من جاذبية الشواطئ السياحية.

وفي المجموع تم تنظيف أربع شواطئ حيث أُزيل نحو 11 طنا من الطحالب البحرية و3 أطنان من النفايات الصلبة، أغلبها زجاجات ومواد بلاستيكية، وهي آفة حقيقية تهدد التنوع البيولوجي. وشاركت أكثر من 30 جمعية بيئية محلية في هذه الحملة ما يبرز أهمية التعاون بين المؤسسات العمومية والمجتمع المدني.

ولمواكبة عملية التنظيف نُظمت حملات تحسيسية لفائدة المصطافين لتذكيرهم بأن كل سلوك بسيط يُحدث فرقاً في الحفاظ على نظافة الشواطئ، فالنفايات المتروكة غالباً ما تنتهي في البحر حيث تستغرق عقوداً كي تتحلل.

العملية لم تقتصر على جمع النفايات فقط، بل تضمنت أيضاً تعزيز وسائل التسيير على المدى الطويل، حيث تم توزيع حاويات كبيرة السعة – ما بين 240 و770 لتراً – على البلديات الساحلية. فقد استفادت وهران من 209 حاويات، السانية 222، مسرغين 177، عين الترك 338، بوسفر 166، أرزيو 95، إلى جانب 90 حاوية بالقرية المتوسطية و40 حاوية بالسوق الجهوي للكَرمة.

وتهدف هذه التجهيزات إلى تقليص ظاهرة الرمي العشوائي وتحفيز المواطنين على تبني سلوكات بسيطة في الفرز والحفاظ على النظافة.

كما خضعت نوعية المياه لمتابعة دقيقة حيث أنجزت محطة وهران التابعة للمرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة 434 تحليلاً فيزيائياً وكيميائياً على عينات من مناطق السباحة المسموح بها. وأظهرت النتائج أن المياه نظيفة ومطابقة للمعايير الصحية، مما يضمن للمصطافين سباحة آمنة.

هذه الحملة تجسّد الحاجة الملحّة إلى تسيير صارم للنفايات وتواصل دائم في التوعية، فحماية الساحل الجزائري ليست مجرد تنظيف مؤقت، بل رهان بيئي وصحي واقتصادي بالغ الأهمية.

هل تعلم ؟

  • طحالب متحللة: عند تراكمها بكثرة تتخمر تحت أشعة الشمس وتطلق غاز كبريتيد الهيدروجين، المسؤول عن رائحة البيض الفاسد. هذا الغاز قد يسبب صداعاً وتهيجات تنفسية وفي العين، خاصة لدى الأطفال وكبار السن ومرضى الربو.
  • النفايات البلاستيكية: عند تعرضها لمياه البحر وأشعة الشمس تتفتت إلى جزيئات دقيقة غير مرئية تُسمى الميكروبلاستيك. هذه الجزيئات تجذب ملوثات كيميائية تدخل لاحقاً السلسلة الغذائية البحرية، لتصل في النهاية إلى موائدنا عبر الأسماك والقشريات.
  • مياه ملوثة: النفايات تشجع على تكاثر البكتيريا والفطريات الممرضة. والسباحة في مياه ملوثة تعرض المصطافين لالتهابات الأذن والعين، والتهابات المعدة والأمعاء، ومشاكل جلدية.
  • خطر صحي جماعي: كلما زاد عدد المصطافين، ازدادت كمية النفايات المهملة، ما يرفع احتمال انتشار الجراثيم والأمراض.

الحفاظ على نظافة الشواطئ ليس مجرد حماية للبيئة، بل هو أيضاً حماية لصحة كل السابحين.

تجنب رائحة البيض الفاسد: هذه الرائحة ليست عادية بل تدل على وجود غاز كبريتيد الهيدروجين (H₂S) المنبعث من الطحالب المتحللة. وحتى بجرعات منخفضة قد يسبب صداعاً وغثياناً ودواراً، وبتركيز مرتفع يصبح خطيراً على الجهاز التنفسي.

نصيحة صحية: إذا شممت هذه الرائحة غادر المكان فوراً، ولا تطل البقاء خاصة مع الأطفال أو المسنين أو المصابين بالربو.

اختيار الشاطئ المناسب: عند ملاحظة تراكم كبير للطحالب يُفضل تغيير الشاطئ إلى أن تنجز المصالح البلدية عملية التنظيف. وفي حال الشك يُستحسن الاستفسار لدى السلطات المحلية أو الاطلاع على اللافتات عند مدخل الشواطئ. أما إذا صادفت “مدّاً أخضر” في شاطئ غير مراقب، لا تخاطر وابتعد وأبلغ البلدية أو مكتب السياحة.

العمال المكلّفون بجمع الطحالب هم الأكثر عرضة للخطر، لذا توصي الوكالة الوطنية للسلامة الصحية باستخدام أجهزة محمولة لكشف غاز H₂S، واعتماد جمع ميكانيكي بالجرارات المزودة بكابينات مغلقة لحماية السائق.

رسالة صحية عامة: حماية هؤلاء العمال تعني أيضاً حماية المجتمع بأكمله، فالقواعد الصارمة للأمان تمنع التسممات الخطيرة.

  • لا تتركوا الأطفال يلعبون وسط أكوام الطحالب، فهي قد تكون مرتعاً للبكتيريا والفطريات.
  • تجنبوا السباحة قرب مناطق تراكم الطحالب بكثرة، فالمياه قد تكون ملوثة.
  • اغسلوا البشرة دائماً بماء عذب بعد السباحة لتقليل خطر التهيجات الجلدية.
  • احرصوا على شرب الماء جيداً، فالتعرّض لرائحة قوية ومستمرّة قد يسبب إزعاجاً، ويُنصح بالابتعاد السريع مع الترطيب.

كل سلوك بسيط له أثر من خلال استخدام الحاويات المخصّصة، تقليل البلاستيك، التبليغ عن المناطق الملوثة، وبنظافة شواطئنا نحمي في الوقت ذاته النظام البيئي البحري وصحة كل المصطافين.

الكلمات المفتاحية: شاطئ؛ وهران؛ بيئة؛ صحة؛ بحر؛ طحالب؛ نفايات؛ سباحة؛ تلوث.

إقرأ أيضاً: