صحة جيدة لحياة أفضل

مستشفى مصطفى باشا ينظم يوماً علمياً تكوينياً في أمراض الكلى

حرر : رانية رفاد | صحفية
5 يونيو 2025

نظمت مصلحة أمراض الكلى وزراعة الكلى بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا، يوماً تكوينياً علمياً رفيع المستوى تحت عنوان “ماستر كلاس في أمراض الكلى، البيوكيمياء والبيولوجيا الدموية”، وذلك بإشراف وتنظيم من البروفيسور هند أرزور، وبمشاركة واسعة من المختصين والأساتذة القادمين من مختلف أنحاء الوطن.

وشكل هذا اللقاء العلمي منصة لتبادل الخبرات ومناقشة أحدث المستجدات في مجال تشخيص وعلاج أمراض الكلى، خاصة ما يتعلق بالجوانب البيوكيميائية والبيولوجية الدقيقة المرتبطة بهذه الأمراض، أين شهدت مصلحة أمراض وزرع الكلى وجودا لعدد من المختصين في مجالات متعددة على غرار أمراض الكلى ، البيوكيمياء، الهيموبيولوجيا، بالإضافة إلى أطباء من مصالح الإنعاش، الطب الداخلي، أمراض القلب وطب الأطفال.

وقد تميزت أشغال هذا اليوم التكويني بمشاركة البروفيسورة ”ماري كوبريس” الخبيرة في الفيزيولوجيا الاستكشافية والأمراض الاستقلابية والكلوية بمستشفى جورج بومبيدو في باريس، حيث قدمت مداخلة محورية تمحورت حول اضطرابات الفوسفور والبوتاسيوم في الدم، بالإضافة إلى الدور الأساسي للتحاليل الاستقلابية في متابعة تطور القصور الكلوي.

ولقيت هذه المداخلة اهتماماً بالغاً من طرف المشاركين، لما تحمله من قيمة علمية عالية وتجارب سريرية دقيقة، تسهم في تحسين الممارسات الطبية وتحقيق التكفل الأمثل بالمرضى المصابين بأمراض الكلى.

وأكدت البروفيسور ”هند أرزور” المختصة في أمراض الكلى بمصلحة أمراض و زرع الكلى بمستشفى مصطفى باشا الجامعي في تصريح لها على هامش اللقاء أن الهدف من تنظيم هذه الفعالية يتمثل في الرفع من كفاءة الأطباء المختصين، مشيرة إلى أهمية تعزيز مثل هذه المبادرات العلمية لتطوير المنظومة الصحية في الجزائر.

وفي تصريح للمختصة في أمراض الكلى، أكدت أن هذا اليوم العلمي جاء لتسليط الضوء على موضوع بالغ الأهمية، وهو “الوسط الداخلي للجسم وتحليل غازات الدم”، لما له من دور محوري في تقييم الحالة الصحية للمريض، خاصة في حالات زرع الكلى.

وأوضحت الدكتورة أن تحليل غازات الدم يُعد أداة تشخيصية بالغة الأهمية، تمكن الأطباء من فهم التغيرات الفسيولوجية التي تطرأ على الجسم، لا سيما بعد عمليات زرع الكلى. وقالت في هذا الصدد:

“خلال الأيام الخمسة الأولى بعد زرع الكلى، يمر جسم المريض بتغيرات بيولوجية كبيرة نتيجة استقبال كلية جديدة. ومن هنا تبرز أهمية المتابعة الدقيقة عبر التحاليل البيولوجية لتفادي أي مضاعفات.”

كما شددت المتدخلة على أن هذا النوع من التكوين الطبي مهم ليس فقط لمختصي الكلى، بل أيضًا للأطباء في مختلف المصالح على غرار الاستعجالات، إذ أن فهم هذه التحاليل قد يُغير بشكل جذري طريقة تكفل الطبيب بالمريض.

وأبرزت الدكتورة ”هند” أن من بين أبرز الأسباب المؤدية للفشل الكلوي نجد داء السكري وارتفاع ضغط الدم، حيث يُسجل أن حوالي 50% من حالات مرض الكلى المزمن تعود إلى مرض السكري. كما أشارت إلى عوامل أخرى مثل الأمراض الوراثية، بعض الأدوية السامة للكلى، وأمراض الجهاز البولي عند الأطفال.

وقالت في هذا السياق: “هناك أطفال يُولدون بكلية واحدة أو بكلية صغيرة الحجم، وهناك من يعاني من انسدادات في المسالك البولية. هؤلاء يحتاجون إلى متابعة طبية دقيقة منذ الولادة، لتفادي تطور المرض والوصول إلى مرحلة غسل الكلى.”

واختتمت الدكتورة حديثها بالتأكيد على ضرورة التشخيص المبكر والتتبع المستمر لحالات الكلى، مع فحص البول بشكل دوري، لتفادي تطور المرض نحو مراحل متقدمة تتطلب الغسل أو الزرع.

ويُعد هذا النوع من الأيام التكوينية خطوة أساسية في تحديث المعارف وتبادل الخبرات بين الأطباء من مختلف التخصصات، بما يضمن تكفلاً أفضل بالمرضى وجودة علاج أعلى.

الكلمات المفتاحية : يوم تكويني، أمراض ، الكلى، تشخيص، تحاليل، تبادل الخبرات، علاج