تبلغ الأزمة الإنسانية في غزة مستوى ينذر بالخطر، أين ندد خبراء الأمم المتحدة بالتدمير المنهجي للنظام الصحي في القطاع الفلسطيني، واصفين الوضع بأنه “إبادة طبية”. وبحسبهم فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي تشن هجمات ممنهجة على المستشفيات وسيارات الإسعاف والطواقم الطبية، بينما تتعمد تجويع العاملين في القطاع الصحي بهدف القضاء على قدرة القطاع على علاج سكانه.
خبراء الأمم المتحدة يتحدثون اليوم عن ”إبادة طبية”
وبحسب تصريح المقرر الخاص المعني بالحق في الصحة ” تالينغ موفوكينغ” والمقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ” فرانشيسكا ألبانيزي” نقلاً عن وكالة وفا: «باعتبارنا بشرًا أولًا وبصفتنا خبراء في الأمم المتحدة، لا يمكننا أن نصمت أمام جرائم الحرب التي تُرتكب أمام أعيننا»، كما تحدثا عن مأساة مزدوجة: إبادة بشرية وإبادة طبية. الأولى تستهدف السكان مباشرة بالقصف والتجويع، أما الثانية فتمس البنى التحتية الحيوية، وتحرم السكان من الرعاية الأساسية، مما يؤدي إلى وفيات يمكن تفاديها ويزيد من معدلات الموت.
نظام صحي على حافة الانهيار
ولم تعد مستشفيات غزة سوى ظلّ لما كانت عليه، فالهجمات المتكررة دمّرت أو ألحقت أضرارًا جسيمة بالعديد منها كما أن مخزونات الأدوية والمستلزمات الطبية تكاد تنفد. والخدمات الحيوية – مثل الجراحة، التوليد، والطوارئ – تعمل أحيانًا من دون كهرباء مستقرة بسبب نقص الوقود للمولدات.
وأصبح الأطباء والممرضون المنهكون أصلًا هم أنفسهم ضحايا الجوع. وتفيد الأمم المتحدة بأن بعضهم يغمى عليهم أثناء التدخلات الجراحية لغياب الغذاء الكافي. هذا الوضع ينتهك حقهم الأساسي في الصحة ويعرّض حياة المرضى لخطر بالغ. «نُعالج الجرحى ونحن جياع، وأحيانًا نتساءل إن كان أطفالنا ما زالوا أحياء في الخارج»، تقول زينب ممرضة منذ 14 عامًا.
استراتيجية تتجاوز الميدان العسكري
ولا يقتل تدمير نظام صحي في اللحظة فقط بل يخلق مجزرة مؤجلة: مرضى مزمنون بلا علاج، نساء حوامل بلا متابعة، جرحى غير مُعالجين، أطفال بلا لقاحات. وهذا هو التعريف الدقيق لعمل يستهدف تدمير جماعة من خلال خلق ظروف معيشية لا تُطاق، وفقًا لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.
واجب دولي مُهمل
ويرى الخبراء أن تقاعس المجتمع الدولي يبعث برسالة مرعبة: «الحياة في غزة لا قيمة لها فالفلسطينيون محرومون من حقهم في الكرامة، في الوجود، وحتى في الغذاء.» ويؤكدون أن الدول تتحمل التزامًا أخلاقيًا وقانونيًا لحماية هذا الشعب، ووضع حد للاحتلال والفصل العنصري.
ويدعون إلى وقف فوري لإطلاق النار كخطوة أولى، لإنقاذ ما تبقى من النظام الصحي ومنع إبادة السكان ، أين ذ يخلص الخبراء إلى القول : «الفلسطينيون العالقون في جحيم غزة يدفعون ثمن فشل دولي ولا مبالاة إجرامية»،
الكلمات المفتاحية: غزة؛ إبادة؛ عدوان؛ رعاية؛ مرضى؛ الأمم المتحدة.
إقرأ أيضاً: