مع اقتراب عيد الأضحى وهو المناسبة التي تُذبح فيها ملايين الأضاحي من الخرفان، أطلقت وزارة الصحة الجزائرية ناقوس الخطر في بيان رسمي لها حذّرت من خطر غير معروف بما فيه الكفاية لكنه بالغ الخطورة وهو الكيس المائي، هذا المرض الطفيلي لا يزال شائعًا في الجزائر، ويمكن أن يُنقل من خلال التعامل أو استهلاك أعضاء ملوثة إذا لم تُتّبع تدابير صارمة.
مرض صامت لكنه خطير
الكيس المائي، أو ” داء المشوكات “، تسببه اليرقة الخاصة بدودة طفيلية تُعرف باسم Echinococcus granulosus. تنتقل هذه الدودة عبر دورة حياة معقدة بين الحيوانات، خاصة الأغنام، والكلاب التي تُعدّ المضيف النهائي لها. وعندما يستهلك الكلب الأحشاء المصابة والتي لم يتم التخلص منها بشكل صحيح، يصبح حاملاً للطفيلي الذي يفرز بيضه عبر فضلاته. ويمكن أن تلوث هذه البيوض البيئة المحيطة والخضر والأيدي أو حتى المياه، مما يعرض الإنسان للإصابة.
وعند الإنسان تدخل اليرقات عن طريق الجهاز الهضمي وتنتقل عبر الدم لتستقر في الكبد أو الرئتين بشكل رئيسي، حيث تتكون الأكياس التي قد تبقى دون أعراض لسنوات. وعند كبر حجمها أو انفجارها، قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الألم، العدوى، التحسس الشديد، أو حتى الصدمة التحسسية. وعادة ما يكون علاجها جراحيًا، ويتطلب وقتًا طويلاً ومعقدًا.
المراقبة البيطرية: إجراء أساسي
ولمنع أي عدوى توصي الوزارة المواطنين بعرض أضحيتهم على طبيب بيطري معتمد قبل وبعد الذبح. إذ يُمكّن هذا الفحص من الكشف المبكر عن علامات الإصابة ومنع استهلاك أو انتشار الأعضاء الملوثة.
وفي حال تعذر الفحص البيطري يصبح من الضروري تفقد الأعضاء الداخلية بأنفسنا، خصوصًا الكبد والرئتين والقلب. فظهور أكياس شفافة أو فقاعات ماء صغيرة على سطح الأعضاء يُعدّ مؤشرًا قويًا على الإصابة بالكيس المائي.
ماذا تفعل عند رؤية الأكياس؟
وإذا تم العثور على كيس أو كيسين منفصلين يمكن نزعها يدويًا بشرط عدم ثقبها، لأن ذلك قد يؤدي إلى إطلاق يرقات معدية. أما إذا كانت الأعضاء ممتلئة بالأكياس أو منتشرة بشكل كبير، فيجب التخلص منها بحذر شديد.
وتوصي الوزارة بطريقتين وهما الحرق الكامل للأعضاء، أو دفنها على عمق لا يقل عن 50 سم في التربة ولمنع وصول الكلاب الضالة إليها، حيث تساهم هذه الأخيرة في نشر العدوى إذا ما استهلكت الأعضاء المصابة، ويُمنع منعًا باتًا رمي الأحشاء المصابة في القمامة العادية أو تركها في الطبيعة.
تطهير إجباري وتسيير جيد للنفايات
يجب تنظيف مكان الذبح جيدًا، أين توصي الوزارة باستخدام محلول مكون من ماء الجافيل بنسبة 12%، مخفف بتسع مرات من الماء. كما يجب وضع جميع النفايات حتى الأحشاء السليمة، في أكياس مغلقة بإحكام ووضعها في أماكن القمامة المخصصة وفي الأوقات المحددة لجمعها، لتفادي انتشار الطفيلي في البيئة الحضرية أو الريفية.
اتباع السلوكيات الوقائية لتفادي العدوى
إضافة إلى التدابير المتعلقة بالذبح، تذكّر الوزارة ببعض قواعد النظافة الأساسية، حيث يجب غسل اليدين جيدًا قبل وبعد التعامل مع اللحوم أو الأحشاء أو الحيوانات. كما يجب غسل الخضروات بعناية خاصة تلك التي تؤكل نيئة، لتفادي ابتلاع بيض الطفيلي عن غير قصد. وينصح كذلك بغسل اليدين بعد لمس الكلاب، خاصة إذا كانت ضالة أو تعيش في مناطق ريفية.
مشكلة صحية عامة يمكن تجنبها
لا يزال الكيس المائي شائعًا جدًا في الجزائر، خاصة في المناطق الريفية. ورغم ذلك فهو مرض يمكن الوقاية منه تمامًا في حال الالتزام بإجراءات الحماية. وتأمل وزارة الصحة من خلال حملات التوعية المتكررة خلال فترة العيد، أن تُقلّص من عدد الإصابات الجديدة، وتحمي العائلات، وتقطع سلسلة انتقال هذا الطفيلي الصامت والخطير.
الكلمات المفتاحية: عيد؛ خروف؛ ذبح؛ صحة؛ الكيس المائي.