صحة جيدة لحياة أفضل

باتنة: قافلة طبية لفادة المجاهدين وأرامل الشهداء المرضى

حرر : شعبان بوعريسة | صحفي
2 يونيو 2025

في إطار تضامن وطني واعتراف بالتضحيات التي قدمها من ضحوا بحياتهم من أجل حرية الجزائر، انطلقت يوم الأحد في باتنة قافلة طبية مخصصة للمجاهدين المرضى وأرامل الشهداء غير القادرات على الحركة. وتأتي هذه المبادرة من وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، بالتنسيق مع السلطات المحلية، وبحضور والي باتنة ” محمد بن مالك ” وعدد من كبار المسؤولين الوزاريين.

وتهدف هذه العملية إلى تقديم رعاية طبية قريبة للمقاتلين القدامى والأرامل الذين لا يستطيعون التنقل. أين تتكون القافلة من أطباء عامين وأخصائيين (أمراض القلب، أمراض الرئة، الطب الباطني…)، مصحوبين بطاقم تمريضي ولوجستي، وتمتلك سيارات إسعاف مجهزة تسمح بإجراء الفحوصات السريرية في المنازل، وتقديم العلاجات الأولية، وتحويل المرضى عند الحاجة إلى المستشفيات.

كما أن الهدف مزدوج وهو ضمان مراقبة صحية نشطة والحفاظ على التواصل مع فئة من السكان قد تكون مهمشة أو معزولة، مع تكييف خدمات الرعاية الصحية حسب ظروف حياتهم.

تأتي هذه المبادرة الطبية ضمن الاستراتيجية الاجتماعية للرئيس عبد المجيد تبون، التي تضع رعاية ذوي الحقوق والمجاهدين القدامى في قلب الأولويات الوطنية. وتعتمد الاستراتيجية على إجراءات ملموسة، خصوصًا في مجال الصحة العامة والطب الاجتماعي، بهدف ضمان وصول عادل إلى الخدمات الصحية لكل فرد، بما في ذلك في المناطق النائية والفئات الهشة.

أكدت مديرة القطاع في باتنة ”نوال بوخابية” أن هذه المبادرة تجسد أيضًا توجهات وزير المجاهدين، ”العيد ربيقة ” الذي يؤكد على ضرورة متابعة طبية فردية ومنتظمة لجميع ذوي الحقوق، بغض النظر عن مكان إقامتهم أو حالتهم الصحية.

تنظم القافلة على شكل أربع فرق طبية متنقلة، ومن المقرر أن تغطي 21 دائرة في ولاية باتنة خلال ثلاثة أيام. سيمكن هذا التنظيم اللوجستي من زيارة كل مريض في منزله، تقييم حالته الصحية، تقديم نصائح طبية شخصية، وتوفير متابعة منتظمة للحالات التي تحتاج إلى مراقبة أو علاج طويل الأمد.

وسيتم تقديم استشارات تخصصية حسب الحاجة، مع إمكانية طلب فحوصات إضافية، وتقديم خدمات التمريض، وحتى التخطيط لنقل المرضى الحرجين إلى المستشفيات.

ولم يكن اختيار باتنة لإطلاق هذه القافلة على المستوى الوطني عشوائيًا، فالولاية التي تمثل أحد أبرز مراكز الذاكرة الوطنية، كانت من أكثر بؤر النضال فعالية من أجل الاستقلال، ولا تزال تحمل رمزية قوية. انطلاق هذه المبادرة الإنسانية من هذه المنطقة هو تكريم لتضحيات المجاهدين القدامى ويعزز فكرة أن اعتراف الأمة لا يقتصر على الكلمات، بل يتجسد بأفعال ملموسة تعبر عن التضامن والكرامة.

وتتجاوز هذه القافلة كونها مجرد عملية طبية فهي تندرج ضمن سياسة صحة مجتمعية تركز على الوقاية، الكرامة، والتعويض التاريخي، كما تذكرنا بأن صحة المجاهدين القدامى وعائلاتهم ليست مجرد حق مكتسب، بل هي واجب وطني يعكس العدالة الاجتماعية وتماسك الذاكرة.

الكلمات المفتاحية: باتنة؛ صحة؛ قافلة؛ رعاية؛ مجاهدون؛ شهداء؛ أطباء قلب؛ أطباء رئة؛ أطباء باطنية؛ أطباء.