صحة جيدة لحياة أفضل

قسنطينة: «نوفمبر الأزرق 2025» تعبئة كبيرة لصحة الرجل والوقاية من سرطان البروستات

حرر : صفاء كوثر بوعريسة | صحفية
11 نوفمبر 2025

مبادرة لخدمة الصحة العامة

انطلقت في قسنطينة رسميا حملة «نوفمبر الأزرق 2025» بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في أمراض الكلى والمسالك البولية بمدينة دقسي عبد السلام. وقد نظّم هذه الحملة نادي جراحي الكلى والمسالك البولية «سيرتا»، بالتعاون مع مديرية الصحة والسكان لولاية قسنطينة، ضمن إطار ديناميكية وطنية واسعة تهدف إلى الوقاية والكشف المبكر عن سرطان البروستات، الذي يُعد السبب الرئيسي للسرطان لدى الرجال بعد سن الخمسين.

وفقًا للدكتور ” أيمن بن مسعود” أستاذ مساعد ومسؤول الاتصال بالنادي ستُجرى الحملة من 9 إلى 13 نوفمبر 2025. وهي موجهة بالدرجة الأولى للرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 سنة، لكنها تبقى مفتوحة لكل من يرغب في الاستعلام أو الاستشارة.

كما أن الفحوصات ستكون مجانية ودون موعد مسبق وسيحصل كل مشارك على تقييم شامل يتضمن:

  • فحص سريري للبروستات يُجرى بواسطة طبيب مسالك بولية مؤهل؛
  • تحليل دم لمستوى PSA (المستضد البروستاتي النوعي)، وهو مؤشر أساسي للكشف عن أي شذوذ محتمل؛
  • استشارة طبية شخصية، مع توجيه المريض إلى متابعة متخصصة في حال الاشتباه بوجود مشكلة.

ويؤكد الدكتور “بن مسعود”: «الهدف هو تسهيل الوصول إلى الفحص وتوعية الرجال بأهمية الاستشارة الدورية، حتى في غياب الأعراض».

سرطان البروستات هو ورم خبيث يتطور من خلايا غدة البروستات الواقعة تحت المثانة، وهو أكثر أنواع السرطان شيوعًا لدى الرجال، ويحتل المرتبة الثانية في أسباب الوفاة بالسرطان بين الذكور عالميًا بعد سرطان الرئة. وهذا السرطان غالبًا ما يتطور ببطء وبدون علامات واضحة في البداية، مما يبرز أهمية الكشف المبكر. وفي كثير من الحالات يُكتشف المرض في مرحلة متقدمة عند ظهور الأعراض مثل:

  • صعوبة التبول أو الحاجة المتكررة للتبول، خاصة أثناء الليل؛
  • آلام في الحوض أو أسفل الظهر؛
  • وجود دم في البول أو السائل المنوي؛
  • ضعف قوة تدفق البول.

ومع ذلك فإن الكشف المبكر يجعل المرض قابلًا للعلاج بشكل كبير، حيث تتجاوز فرص الشفاء 90% إذا تم اكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة ومعالجته سريعًا.

ستكون الحملة تحت إشراف الأستاذ “رياض سعيود ” رئيس قسم المسالك البولية بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة ورئيس نادي جراحي المسالك البولية «سيرتا». كما سيشارك في العملية عدة أخصائيين في الأورام، والتصوير الطبي، والبيولوجيا السريرية من مؤسسات استشفائية أخرى في المنطقة.

كما ستُنظم جلسات توعية وتثقيف صحي يوميًا وستتناول:

  • عوامل الخطر (العمر، الوراثة، التغذية، التدخين، الخمول البدني)؛
  • أساليب الوقاية (الفحص الدوري، نمط حياة صحي، متابعة طبية)؛
  • التطورات العلاجية في معالجة سرطان البروستات (الجراحة قليلة التدخل، الإشعاع المستهدف، العلاجات الهرمونية والمناعية).

ويؤكد الدكتور “مهدي مصطفى ساكر” الأمين العام للنادي وأستاذ جامعي بمستشفى: «دورنا أيضًا تثقيف المرضى وطمأنتهم، فالفحص ليس مؤلمًا ولا خطيرًا وهو ينقذ الأرواح».

يستمر نجاح «نوفمبر الأزرق» في قسنطينة عامًا بعد عام. ففي 2023 تم فحص 371 رجلًا خلال الحملة، ووصل هذا العدد في 2024 إلى 529 مريضًا، ويزيد عدد المستفيدين السنوي الآن عن 800 شخص.

وتعكس هذه الأرقام تحسنًا في وعي المجتمع بأهمية الكشف المبكر والوقاية، ويُعرب الدكتور “ساكر” عن ارتياحه قائلاً: «لم يعد سرطان البروستات موضوعًا من المحرمات، أين أصبح الرجال الآن يجرؤون على الاستشارة وطرح الأسئلة والحديث عن صحتهم».

يُذكّر الأخصائيون ببعض الإجراءات البسيطة لكنها ضرورية لتقليل المخاطر:

  • إجراء فحص PSA سنويًا ابتداءً من سن 50، أو من 45 في حال وجود تاريخ عائلي؛
  • استشارة طبيب مسالك بولية عند ظهور أي أعراض بولية أو الشك في وجود مشكلة؛
  • اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات والألياف، وقليل الدهون الحيوانية والسكريات المكررة؛
  • ممارسة النشاط البدني بانتظام، على الأقل 30 دقيقة يوميًا؛
  • تجنب التدخين والكحول؛
  • الحفاظ على وزن صحي، إذ أن السمنة عامل يفاقم خطر العديد من السرطانات.

تتجاوز حملة «نوفمبر الأزرق» مجرد الفحص فهي دعوة لتحمل المسؤولية والاهتمام بالنفس، فسرطان البروستات الذي غالبًا ما يُنظر إليه كمرض بعيد، يمكن أن يصيب أي رجل بغض النظر عن نمط حياته، كما أن فحص بسيط يمكن أن يصنع فرقًا كبيرًا بين علاج وقائي خفيف ومرض متقدم.

يختتم الخبراء بالقول: «أفضل سلاح ضد سرطان البروستات هو اليقظة والفحص الدوري».

الكلمات المفتاحية: السرطان؛ الصحة؛ البروستات؛ الكشف المبكر؛ نوفمبر الأزرق.

إقرأ أيضاً: