أعلن باحثون من معهد ووهان لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يحمل اسم HKU5-CoV-2 والذي تم العثور عليه لدى الخفافيش، كما ينتمي إلى سلالة مغايرة تمامًا لفيروس كوفيد-19، مما يعني أنه ليس متحورًا من SARS-CoV-2، بل فيروس جديد كليًا، وهو الاكتشاف الذي يطرح سؤالًا جوهريًا: هل يمكن لهذا الفيروس إصابة البشر والتسبب في جائحة جديدة؟
من أين أتى هذا الفيروس الجديد؟
توجد أنواع عديدة من فيروسات كورونا وهي تنتشر في الحيوانات لا سيما في الخفافيش وبعض الثدييات، كما أن معظمها لا يشكل خطرًا على البشر، لكن بعضها تمكن من تجاوز الحاجز بين الأنواع. هذا ما حدث مع فيروس السارس (SARS) عام 2002، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS) عام 2012، وفيروس SARS-CoV-2 المسؤول عن جائحة كوفيد-19.
وحتى يتمكن الفيروس من إصابة الخلية، يجب عليه الالتصاق بمستقبل معين موجود على سطحها، أين يوضح المختصون ذلك بقولهم: “يحتاج الفيروس المغلف إلى بروتين سطحي يتعرف على مستقبل معين في الخلية، تمامًا كما تعمل المفتاح والقفل، وبمجرد حدوث الاندماج، يحقن الفيروس مادته الجينية داخل الخلية ليتكاثر.”
وقد اكتشف الباحثون أن HKU5-CoV-2 قادر على استخدام مستقبل ACE2 البشري، تمامًا مثل كوفيد-19. هذا الأمر يثير القلق، لأنه يعني نظريًا أن الفيروس قد يتكيف ليصبح قادرًا على إصابة البشر.
هل يمكن أن ينتقل إلى الإنسان؟
حتى الآن لم يتم تسجيل أي إصابة بشرية، لكن في المختبر أظهرت التجارب أن HKU5-CoV-2 قادر على إصابة الخلايا البشرية وكذلك العضيات (أنسجة صناعية تحاكي الرئتين والأمعاء البشرية)، أين يشير هذا إلى أن الفيروس قد يكون لديه القدرة على تجاوز الحاجز بين الأنواع والانتقال إلى البشر.
من جهتهم يظل العلماء حذرين، ويؤكدون على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لتقييم إمكانية انتقاله الحقيقي. ومع ذلك فإن هذا الاكتشاف يسلط الضوء على أهمية مراقبة الفيروسات ذات المنشأ الحيواني، حيث أثبت التاريخ أن هذه الفيروسات قادرة على التطور بسرعة والتسبب في أوبئة غير متوقعة.
ما العلاجات المحتملة لهذا الفيروس؟

ردًا على هذا التهديد الجديد، اختبر الباحثون عدة علاجات في المختبر وكانت النتائج كالتالي:
- نجحت أجسام مضادة محددة ومثبط يدعى EK1C4 في منع دخول الفيروس إلى الخلايا.
- تمكنت مضادات فيروسية معروفة مثل نيرماترلفير (nirmatrelvir)، ريمديسيفير (remdesivir)، وGC376 من إيقاف تكاثر الفيروس.
- لم تنجح الأجسام المضادة المطورة ضد كوفيد-19 في مواجهته، مما يعني أن HKU5-CoV-2 يختلف مناعيًا عن SARS-CoV-2.
هل هناك داعٍ للقلق؟
حتى الآن لم يتم رصد أي انتقال للفيروس بين البشر، لكن العلماء يدعون إلى الحذر، فقد علمتنا جائحة كوفيد-19 أن الفيروسات القادمة من الحيوانات يمكن أن تتطور بسرعة وتشكل خطرًا على البشر.
ويؤكد المختصون: “يجب مواصلة مراقبة هذا الفيروس وفهم كيفية عمله فحتى لو لم يتحول إلى تهديد مباشر، فإن دراسته يمكن أن تساعدنا على الاستعداد بشكل أفضل للمستقبل.”
ويعتزم الباحثون مواصلة دراساتهم لمعرفة ما إذا كان الفيروس يمكن أن يتطور ويتكيف مع البشر، في حين تبقى مراقبة الفيروسات الناشئة قضية صحية عالمية، إذ إن كل اكتشاف جديد قد يكون مفتاحًا لتجنب أزمة صحية كبرى.
الكلمات المفتاحية: فيروس كورونا، الصين، HKU5-CoV-2، الأجسام المضادة، مضادات الفيروسات، مثبط