
، B، AB أو O: هذه الحروف التي نحملها على بطاقة فصيلة دمنا لا تقتصر فائدتها على حالات النقل الدموي فقط، بل قد تؤثر أيضًا بطريقة دقيقة لكنها حقيقية على مدى تعرضنا لبعض الأمراض المعدية أو أمراض القلب والأوعية الدموية. وقد ألقى باحثون مؤخرًا الضوء على العلاقة بين فصيلة الدم والمناعة، مؤكدين وجود اختلافات في المقاومة بحسب نوع الدم.
علامة جينية تؤثر أكثر مما نعتقد
تعتمد فصيلة الدم على علامات جينية موجودة على سطح كريات الدم الحمراء. وتسمى هذه العلامات بالمستضدات، وهي تتفاعل مع جهازنا المناعي وقد تؤثر على طريقة استجابة الجسم للميكروبات أو الالتهابات. ويشير أخصائيو الدم إلى أنه “توجد اختلافات في القابلية للإصابة ببعض الأمراض حسب فصائل الدم”.
فعلى سبيل المثال يبدو أن الأشخاص من فصيلة O محميون بشكل أفضل ضد بعض العدوى، خاصة الفيروسية، لكنهم أكثر عرضة لمشكلات تخثر الدم. أما الأفراد من فصائل A وB وAB فيواجهون خطرًا متزايدًا قليلًا للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والجلطات.
فصيلة A أكثر عرضة للعدوى الفيروسية
أظهرت عدة دراسات، بما في ذلك منشورات في مجلة Frontiers in Immunology، أن الأشخاص من فصيلة A لديهم احتمال أعلى للإصابة بالعدوى التنفسية، بما في ذلك كوفيد-19، أو لتطوير أشكال أكثر شدة منها. ويرجع هذا الاختلاف إلى استجابة مناعية أقل فعالية تجاه بعض العوامل الممرضة، مرتبطة ببنية المستضدات نفسها الموجودة على سطح الخلايا.
بالمقابل يبدو أن فصيلة O تتمتع بتأثير وقائي معتدل، ربما بفضل الأجسام المضادة الطبيعية (anti-A وanti-B) التي قد تحد من تثبيت بعض الفيروسات على الخلايا.
تفاوت حسب مناطق العالم
لا يجب تفسير هذه الفروقات على أنها حقائق عالمية، إذ أنها تمثل توجهات وبائية، وليست يقينيات فردية، كما تختلف نسبة فصائل الدم بحسب القارات: فصيلة O هي الأكثر شيوعًا في أفريقيا وأمريكا الجنوبية، بينما تهيمن فصيلة A في شمال أوروبا، في حين تؤثر البيئة والمناخ ونمط الحياة والتغذية أيضًا على الصحة والمناعة.
بمعنى آخر ما يمثل ميزة في منطقة معينة قد يصبح ضعفًا في منطقة أخرى.
عامل ريسوس (Rh) بدون تأثير على المناعة
عامل ريسوس (Rh) سواء كان موجبًا أو سالبًا، لا يلعب دورًا مباشرًا في الدفاع المناعي. وتكمن أهميته أساسًا في الوقاية من مرض تحلل الدم عند المواليد، الذي قد يحدث عندما تكون الأم Rh سالبًا وتحمل جنينًا Rh موجبًا. لحسن الحظ وبفضل الفحص الوقائي والإجراءات النظامية أثناء الحمل، أصبح هذا الخطر شبه منعدم اليوم.
السلوك ونمط الحياة والنظافة: الركائز الحقيقية للمناعة
إذا كانت هناك فروق بيولوجية بين فصائل الدم، فإنها لا تحدد وحدها قوة الجهاز المناعي، فلا فصيلة دم محكوم عليها بالإصابة أكثر من غيرها ، خاصة وأن المناعة تعتمد قبل كل شيء على عادات حياتنا:
- تغذية متوازنة، غنية بالألياف والفيتامينات ومضادات الأكسدة؛
- نوم كافٍ ومنتظم؛
- نشاط بدني معتدل ومستمر؛
- إدارة فعالة للتوتر؛
- والأهم التلقيحات المحدثة.
ملخص الفروقات:
- فصيلة O: ميزة طفيفة ضد بعض العدوى، لكنها أكثر عرضة لمشكلات التخثر.
- فصائل A، B، AB: خطر أعلى لأمراض القلب والأوعية الدموية.
- فصيلة A: أكثر عرضة للفيروسات التنفسية.
- عامل ريسوس Rh: لا تأثير له على المناعة.
- نمط الحياة: العامل الحاسم في قوة المناعة.
لا توجد فصيلة دم “ضعيفة” أو “قوية” بالمعنى المطلق، فكل فصيلة هي نتيجة لتكيف تطوري ولها ميزاتها البيولوجية الخاصة. والمفتاح الحقيقي لجهاز مناعي قوي لا يكمن في جيناتنا، بل في نمط حياتنا وبيئتنا وقدرتنا على العناية بأنفسنا.
بمعنى آخر: دمنا يميزنا لكن خياراتنا تحمينا.
الكلمات المفتاحية: دم؛ فصيلة؛ عامل ريسوس؛ تغذية؛ نظافة؛ القلب والأوعية الدموية؛ مناعة.
إقرأ أيضاً: