أعربت منظمة الصحة العالمية يوم الإثنين، عن بالغ قلقها إزاء الوضع الإنساني في غزة، حيث بات مستشفى الأمل شبه خارج الخدمة، في حين أن تصاعد حدة القتال حول المنشأة يُهدد بشكل خطير إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية، مما يعرّض حياة مئات المرضى للخطر الفوري.
منشأة مشلولة بسبب القصف
وبحسب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ”تيدروس أدهانوم غيبرييسوس” فإن القصف المتكرر قرب المستشفى أدى إلى انقطاع الوصول إليه، مما يمنع استقبال المرضى الجدد أو المصابين. وأوضح على منصة X أن هذا الانقطاع يؤدي إلى ارتفاع عدد الوفيات التي كان من الممكن تجنبها بسبب غياب الرعاية الطارئة.
وعلى الأرض فالوضع مأساوي، حيث أن سيارات الإسعاف لم تعد قادرة على الوصول إلى المستشفى، والمداخل مغلقة بالحواجز، والمرضى العالقون بداخله لا يمكن نقلهم إلى أماكن أخرى. وتتعرض مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة منذ أسابيع لتصعيد عسكري مكثف ما أجبر المنشآت الصحية على العمل في ظروف قاسية للغاية.
الطواقم الطبية منهكة تمامًا
ورغم هذه الظروف القاسية لا يزال هناك طاقمان طبيان يواصلان العمل داخل المستشفى أحدهما من الكوادر الصحية المحلية، والآخر من فرق الشركاء الإنسانيين الدوليين. وتعمل هذه الفرق بإمكانات شبه معدومة وتحاول تقديم الحد الأدنى من الرعاية لاسيما في قسم العناية المركزة وسط نفاد شبه كامل للمستلزمات الطبية.
وقال تيدروس غيبرييسوس: “لا يزالون يبذلون كل ما في وسعهم لعلاج المرضى المتبقين باستخدام ما تبقى من معدات”. ومع ذلك فإن صمود الطواقم الطبية لم يعد كافيًا أمام الانهيار السريع للبنية التحتية للمستشفى.
نظام صحي على حافة الانهيار
يعتبر إغلاق مستشفى الأمل أمرا له تأثيرات فورية على مجمل النظام الصحي في غزة، إذ لم يتبقَ سوى مجمع ناصر الطبي في خانيونس كمرفق وحيد يضم وحدة عناية مركزة في الجنوب. إلا أن هذا المجمع بات هو الآخر مكتظًا بالكامل بسبب التدفق الهائل للمصابين، في ظل نقص حاد ومتزايد في الموارد.
وليست هذه التدهورات بالأمر الجديد ففي 5 جوان، أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن كل من مستشفى ناصر والأمل كانا يعملان فوق طاقتهما الطبيعية، وأن الوضع تفاقم نتيجة الحصار الكامل الذي يمنع وصول الأدوية والوقود للمولدات والمستلزمات الجراحية والمواد الحيوية الأخرى، وهو حصار مستمر منذ أكثر من شهرين بحسب السلطات الصحية.
عواقب صحية كارثية
يشكل غياب الرعاية العاجلة سببا مقرونًا بانقطاع سلاسل التوريد الطبية، فيما يؤدي إلى ارتفاع ملحوظ في الوفيات التي كان يمكن تجنبها خصوصًا بين الأطفال وكبار السن والمصابين في الحرب. وكثير من المرضى يعانون من إصابات خطيرة، وعدوى غير معالجة، أو مضاعفات صحية تتطلب تدخلًا متخصصًا وعاجلًا وهو ما أصبح مستحيلًا الآن في جنوب غزة.
وجددت منظمة الصحة العالمية دعوتها لضمان وصول إنساني فوري وآمن ومستدام إلى المنشآت الطبية والعاملين في قطاع الصحة، بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني. وأكدت المنظمة أن استهداف المستشفيات أمر مرفوض تمامًا، ويجب احترام حيادها الكامل في مناطق النزاع كافة.
الكلمات المفتاحية: غزة، منظمة الصحة العالمية، الأمم المتحدة، صحة، مستشفيات، مرضى، إنساني، قانون