صحة جيدة لحياة أفضل

دراسة جديدة تكشف عن علاقة بين قلق الأم وفرط الحساسية الجلدية لدى الرضيع

حرر : د. عماد بوعريسة | دكتور في الطب
6 سبتمبر 2025

تصيب الأكزيما المعروفة أيضًا باسم التهاب الجلد التأتبي، حوالي طفلين من كل عشرة. ولا تزال أسبابها الدقيقة غير مفهومة تمامًا، غير أن دراسة نُشرت في 27 أوت 2025 في مجلة Nature تقدم رؤية جديدة: التوتر الذي تعيشه بعض النساء الحوامل قد يلعب دورًا حاسمًا.

يقترح باحثو المعهد الوطني للصحة والبحث الطبي والمركز الوطني للبحث العلمي وجامعة تولوز فرضية مفادها أن الأكزيما قد تعود جذورها إلى فترة الحمل داخل الرحم، والسبب في ذلك ارتفاع هرمون الكورتيزول، وهو هرمون التوتر خلال الثلث الثاني من الحمل. هذا الاختلال الهرموني يربك جهاز مناعة الجنين، مما يجعل بشرته أكثر هشاشة وحساسية منذ الولادة.

النتيجة: ظهور بقع حمراء، حكة، جفاف جلدي، خاصة في ثنيات المرفقين والركبتين أو في منطقة الحفاض.

لاختبار هذه الفرضية أجرى الباحثون تجارب على الفئران. ففي الفترة ما بين اليوم 13 واليوم 18 من الحمل – وهي مرحلة أساسية يتشكل فيها الجلد والجهاز المناعي والجهاز العصبي – تم تعريض الإناث لإجهاد ضوئي متكرر.

النتيجة المباشرة: ارتفاع ملحوظ في معدل الكورتيزول في دمهن وسائل السائل الأمنيوسي.

وبعد الولادة بدت الفئران الصغيرة طبيعية لكن التحليل الدقيق كشف خللاً في حاجز الجلد: فقدان زائد للماء عبر البشرة، وهو عامل معروف في قابلية الإصابة بالأكزيما.

ولمحاكاة ضغوط الحياة اليومية وضع الباحثون كمّادات رطبة على ظهر صغار الفئران، في تجربة مشابهة لملامسة الحفاضات.

الملاحظة: صغار الفئران المولودة لأمهات تعرضن للتوتر ظهرت لديهم آفات جلدية تشبه الأكزيما لدى البشر، من احمرار وحساسية مفرطة وتهيجات، بينما بقي جلد الفئران الأخرى سليماً وناعماً.

وقال البروفيسور “نيكولا غودينزيو” أحد مؤلفي الدراسة: “هذه النتائج تؤكد أن التوتر الشديد لدى الأم يمكن أن يُضعف بشرة المولود ويزيد من خطر الإصابة بالتهاب الجلد التأتبي”.

هذا الاكتشاف لا يعني أن كل امرأة تعيش التوتر أثناء الحمل سينتهي الأمر بطفلها مصابًا بالأكزيما، لكنه يسلط الضوء على عامل مُهم كان مُستهانًا به.

كما يفتح آفاقًا جديدة من خلال تحسين التكفل بالتوتر النفسي عند الحوامل، توفير متابعات نفسية ملائمة، وتعزيز الوقاية الجلدية منذ الولادة للأطفال المعرضين للخطر.

  •  الأكزيما عند الرضيع قد تبدأ قبل الولادة.
  •  التوتر عند الأم عبر الكورتيزول، يضعف بشرة الطفل.
  •  تحسين الرعاية العاطفية للنساء الحوامل قد يقلل من خطر الإصابة.

الكلمات المفتاحية: أكزيما؛ رضيع؛ أم؛ ولادة؛ طفل؛ بشرة؛ توتر؛ امرأة.

إقرأ أيضاً: