صحة جيدة لحياة أفضل

حملة وطنية للتلقيح من أجل حماية الثروة الحيوانية

حرر : صفاء كوثر بوعريسة | صحفية
22 يونيو 2025

أعلن وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحرييوسف شرفة ” عن إطلاق حملة وطنية جديدة للتلقيح تهدف إلى حماية الثروة الحيوانية في الجزائر من الأمراض الجلدية المعدية، وعلى رأسها التهاب الجلد العقدي dermatose nodulaire ‘’ ”وهو مرض فيروسي يُنقل عن طريق الحشرات ويُعرف بنشاطه الكبير في فصل الصيف.

تجند مصالح وزارة الفلاحة لمكافحة الأمراض الحيوانية

وخلال جلسة علنية بالمجلس الشعبي الوطني يوم الخميس، أوضح الوزير أن هذه الحملة الوقائية ستنطلق خلال الأيام العشرة المقبلة، مشيراً إلى أن اللقاحات اللازمة قد تم استيرادها بالفعل، وتأتي هذه الحملة لتُعزز اجراءات الأمن البيطري والصحي التي تم اتخاذها خلال الأشهر الماضية للتصدي لعدة بؤر وبائية.

وتضاف هذه الحملة الجديدة إلى تلك التي أُطلقت منذ شهر ضد داء الحمى القلاعية، وهو مرض حيواني معدٍ للغاية يمكن أن يتسبب في خسائر كبيرة في قطاع تربية المواشي. وفي هذا السياق تم استيراد وتوزيع أكثر من مليوني جرعة لقاح على الولايات المتضررة أو المعرضة للخطر.

وبحسب الوزير فإن هذه الحملات تُنظَّم بالتنسيق مع المديريات المحلية للمصالح الفلاحية، والأطباء البيطريين الميدانيين، والجماعات المحلية، لضمان تغطية تلقيحية شاملة على مستوى كامل التراب الوطني.

وتتسبب الأمراض الجلدية التي تصيب الماشية، مثل التهاب الجلد العقدي ” dermatose nodulaire  ” في ظهور آفات، وفقدان الوزن، وتراجع إنتاج الحليب، وفي بعض الأحيان تؤدي إلى نفوق الحيوان. وبالتالي فإن انتشارها يُعد تهديداً مباشراً للأمن الغذائي والصحة العامة ومداخيل المربين.

لذلك تدعو وزارة الفلاحة جميع المربين إلى التعاون التام مع المصالح البيطرية، مشددة على أن التلقيح مجاني ومُوصى به بشدة، خاصة في المناطق ذات الكثافة العالية في تربية الماشية.

بالتوازي مع حملات التلقيح كثّفت السلطات عمليات المراقبة الوبائية من خلال عمليات تفتيش بيطرية منتظمة وحملات توعية للمربين، بهدف الكشف المبكر عن أي بؤر جديدة، ومنع انتشار الأمراض، والتدخل الفعال عند الاشتباه في الحالات.

كما أكد الوزير التزام قطاعه بتحديث قدرات التشخيص والتدخل البيطري، من خلال الاعتماد على التكوين المستمر، والدعم اللوجيستي، ورقمنة المتابعة الصحية.

مرض غير معدٍ للإنسان

وللطمأنة فإن مرض التهاب الجلد العقدي ”  dermatose nodulaire ” غير قابل للانتقال إلى الإنسان، ولا توجد أي بيانات علمية تُثبت وجود خطر انتقال من الحيوان إلى الإنسان. وبالتالي لا يشكل أي تهديد على الصحة العمومية البشرية.

التهاب الجلد العقدي هو مرض فيروسي يصيب الأبقار فقط، ويتسبب فيه فيروس ينتمي إلى عائلة Poxvirus. وهو مرض عالي العدوى وشائع في المناطق الحارة والرطبة، ويمثل تهديداً حقيقياً للصحة الحيوانية والاقتصاد الفلاحي.

ينتقل التهاب الجلد العقدي المعدية بشكل أساسي عن طريق الحشرات اللاسعة، خاصة البعوض والذباب والقراد. كما يمكن أن ينتقل الفيروس من خلال الاتصال المباشر بين الحيوانات المصابة والسليمة، أو عن طريق معدات ملوثة مثل الإبر أو أدوات التربية.

ويزداد الانتشار الوبائي عادةً خلال فصل الصيف، حين تكون الحشرات في ذروة تكاثرها.

يسبب التهاب الجلد العقدي مجموعة من الأعراض الظاهرة، والتي قد تكون خطيرة أحيانًا:

  • التهابات جلدية: آفات مستديرة وصلبة ومؤلمة، تظهر غالبًا على الرقبة والظهر والأطراف والرأس.
  • حمى شديدة
  • فقدان الشهية ونقص سريع في الوزن
  • انخفاض إنتاج الحليب
  • عرج عند إصابة المفاصل أو العضلات
  • في الحالات الخطيرة: عدوى ثانوية، إجهاض، أو حتى نفوق الحيوان

يمكن أن تؤدي هذه الأعراض إلى تدهور سريع في الحالة العامة للحيوان، ما يجعله غير صالح للبيع أو التكاثر.

تُسبب هذه المرض خسائر كبيرة للمربين ولقطاع الأبقار عامةً، من بينها:

  • نفوق مباشر للحيوانات
  • تراجع الإنتاج (اللحوم والحليب)
  • قيود على النقل والتجارة بسبب إجراءات الحجر الصحي
  • تكاليف بيطرية وخسارة في القيمة التجارية

وبالتالي يهدد التهاب الجلد العقدي الأمن الغذائي ومداخيل الفلاحين، خصوصًا في المناطق الريفية التي تعتمد بشكل كبير على تربية المواشي.

يُعد التلقيح الوقائي إلى اليوم الوسيلة الأكثر فعالية للسيطرة على المرض، بالإضافة إلى مجموعة من الإجراءات الصحية الضرورية، مثل:

  • تجنب تنقل الحيوانات غير الخاضعة للرقابة
  • القيام بعمليات مكافحة الحشرات بانتظام في الإسطبلات والمراعي
  • تنظيف وتعقيم المعدات
  • الإبلاغ الفوري عن أي حالة مشتبه بها للسلطات البيطرية

لا يوجد علاج مضاد فيروسي خاص بهذا المرض ، في حين تعتمد المعالجة على:

  • دعم الأعراض مثل استخدام مضادات الالتهاب، والمضادات الحيوية للوقاية من العدوى الثانوية
  • عزل الحيوانات المصابة
  • مراقبة صارمة للقطيع

وقد تتطلب الحالات الشديدة الذبح الصحي، خاصة في حال اندلاع وباء.

تُصنَّف الجزائر كمنطقة ذات خطر موسمي بسبب المناخ الملائم لتكاثر الحشرات الناقلة للمرض، ولهذا أطلق وزارة الفلاحة حملة وطنية للتلقيح تهدف إلى حماية الثروة الحيوانية والحد من انتشار الفيروس.

المرضالتهاب الجلد العقدي
العامل المسببفيروس من عائلة Poxvirus
الفصيلة المصابةالأبقار فقط
طريقة الانتقالحشرات لاسعة، اتصال مباشر
الأعراضالتهابات جلدية، حمى، فقدان الوزن
الوقايةالتلقيح، مكافحة الحشرات، الأمن الحيوي
العلاجلا يوجد علاج محدد

الكلمات المفتاحية: الصحة ؛ الحيوانية ؛ التلقيح ؛ الثروة الحيوانية ؛ الفلاحة ؛ الجلدية ؛ عدوى ؛ العقدي ؛ معدية ؛