غالبًا ما يُنظر إلى اكتمال القمر على أنه عامل يسبب اضطرابات في النوم مثل ليالٍ مضطربة، صعوبة في النوم، أو الاستيقاظ المتكرر خلال الليل، لكن هل هذا صحيح حقًا؟ أين تناولت العديد من الدراسات والأبحاث العلمية هذه الفرضية، وكانت النتائج مثيرة للاهتمام. تعرّف معنا على ما تقوله العلوم حول تأثير اكتمال القمر على نومنا، وكيف يمكن التعامل مع هذه الفترة لضمان ليالٍ هادئة ومريحة.
دراسات علمية تؤكد تأثير اكتمال القمر
كشفت دراسة بارزة نشرت في مجلة Science Advances عن تأثير اكتمال القمر على النوم، أين قام باحثون من جامعتي ييل (الولايات المتحدة) وكويلمس (الأرجنتين) بتحليل أنماط نوم مجموعة من المتطوعين خلال المراحل القمرية، ولاحظوا ظاهرة متكررة: خلال 3 إلى 5 ليالٍ تسبق اكتمال القمر، كان نوم المشاركين أقصر ووقت خلودهم للنوم متأخرًا.
ويبدو أن ضوء القمر يؤثر على إيقاع النوم الطبيعي، مما يؤدي إلى تأخير وقت النوم وتقليل مدته، ووفقًا للدراسة فإن هذا الاضطراب مرتبط بتأثير ضوء القمر في الساعات الأولى من الليل، حيث يكون النوم أكثر صعوبة، ومع ذلك فإن تأثير القمر على النوم يكون أقل في منتصف الليل، عندما يكون معظم الناس نائمين بالفعل.
هذا وقد قارن الباحثون تأثير ضوء القمر بتأثير الإضاءة الاصطناعية، حيث تعمل كلتاهما على إرباك الساعة البيولوجية للجسم، مما يؤخر وقت النوم ويؤثر سلبًا على جودته.
”القمر” عنصر مؤثر في الأرض والجسم البشري
يؤثر القمر من خلال جاذبيته وضوئه على العديد من الظواهر الطبيعية على الأرض، مثل المد والجزر، نمو النباتات، وحتى بعض الظواهر الجيولوجية كالهزات الأرضيةـ لكن تأثيره لا يقتصر على هذه الجوانب فقط، بل يمتد أيضًا إلى أجسادنا وسلوكنا.
ومن المعروف أن القمر يؤثر على الحالة المزاجية ومستويات الطاقة، الشهية وحتى الدورة الشهرية، ومع ذلك فإن أحد أبرز تأثيراته يتمثل في تأثيره على النوم، فضوء القمر خاصة خلال الساعات الأولى من الليل، يعطل إنتاج الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم دورة النوم، وعلى الرغم من أن هذا التأثير يؤخر وقت النوم، إلا أنه لا يسبب الأرق بشكل مباشر وفقًا للدراسة. ومع ذلك فإنه قد يؤدي إلى نوم أقل عمقًا وأكثر تقطعًا.
كيف يؤثر ضوء القمر على دورة نومنا؟
يمكن أن تتأثر دورة النوم الطبيعية التي تنظمها الساعة البيولوجية الداخلية بضوء القمر، خاصة عندما يكون ساطعًا خلال مرحلة اكتماله. حيث تمنع إضاءة القمر الجسم من إنتاج كمية كافية من الميلاتونين، الهرمون المسؤول عن تعزيز النوم، وهذا الاضطراب قد يؤدي إلى زيادة الوقت اللازم للخلود إلى النوم وتقليل إجمالي مدة النوم.
بالإضافة إلى ذلك، نظرًا لأن ضوء القمر يكون حاضرًا منذ بداية الليل فإنه يتداخل مع عملية النوم الطبيعية، كما يتفاعل جسم الإنسان الذي يعمل وفق دورة الساعة البيولوجية (الإيقاع اليومي) بشكل حساس مع التغيرات في الضوء، ويبدو أن القمر يمثل عاملاً مؤثرًا، خاصة خلال فترة اكتماله.
اكتمال القمر ليس العامل الوحيد المؤثر على جودة النوم، ويمكن التغلب على تأثيره من خلال اتخاذ بعض الاحتياطات البسيطة.
كيف يمكن تحسين النوم خلال فترة اكتمال القمر؟
رغم أن اكتمال القمر قد يؤثر على النوم، إلا أن هناك عدة استراتيجيات يمكن اتباعها للحد من تأثيره وضمان نوم مريح، إليك بعض النصائح العملية:
- النوم مبكرًا: يُنصح بالنوم في وقت أبكر خلال فترة اكتمال القمر لتجنب تأثير ضوء القمر وتمكين الجسم من التكيف.
- ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد التمارين الرياضية على تصريف الطاقة الزائدة وإعداد الجسم لنوم مريح، حيث تحسن من جودة النوم عبر تعزيز الاسترخاء الطبيعي.
- تجنب المنبهات: يمكن أن تؤثر المنبهات مثل الكافيين والتبغ على النوم خاصة في المساء. لذا يُفضل تجنبها قبل بضع ساعات من موعد النوم، خصوصًا خلال ليالي اكتمال القمر.
- تناول شاي عشبة الناردين : تُعرف عشبة الناردين بخصائصها المهدئة والمساعدة على الاسترخاء. تناول كوب من مغلي هذه العشبة قبل النوم قد يساعد في تقليل التوتر وتحسين جودة النوم.
- استخدام زيت اللافندر العطري: تتميز نبتة اللافندر بخصائصها المهدئة، ويمكن أن يساعد نشر بضع قطرات من زيت اللافندر على الوسادة أو في الهواء على تهدئة الأعصاب وتعزيز النوم العميق.
- الالتزام بروتين نوم منتظم: المفتاح لنوم جيد هو الانتظام في مواعيد النوم والاستيقاظ، حتى خلال فترة اكتمال القمر. كما أن بيئة النوم المريحة والمهيأة للاسترخاء تلعب دورًا مهمًا في تحسين جودة النوم.
من الواضح أن اكتمال القمر قد يؤثر على النوم، خاصة من خلال تأخير وقت النوم وتقليل مدته. ومع ذلك يبقى هذا التأثير محدودًا ولا يؤدي بالضرورة إلى الأرق. وللتعامل مع هذه الليالي المضطربة، يمكن اللجوء إلى حلول طبيعية مثل شاي عشبة الناردين، الزيوت العطرية، والالتزام بعادات نوم صحية.
الكلمات المفتاحية: القمر؛ الأرض؛ النوم؛ الأرق؛ الليل.
إقرأ أيضاً: