صحة جيدة لحياة أفضل

اليوم العالمي لمرض ألزهايمر 2025: فهم، توعية ومرافقة

حرر : صفاء كوثر بوعريسة | صحفية
21 سبتمبر 2025

يشكل 21 سبتمبر من كل عام موعداً عالمياً بارزاً وهو اليوم العالمي لمرض ألزهايمر، اين لا يعتبر مجرد تاريخ رمزي بل لحظة تعبئة جماعية، للتفكير والعمل لمواجهة مرض يغيّر حياة ملايين الأشخاص وعائلاتهم.

هذا الحدث الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية والجمعية الدولية لألزهايمر عام 1994، يهدف إلى كسر حاجز الصمت، توعية الرأي العام، دعم المرضى وأسرهم وتشجيع البحث العلمي.

وتشهد مختلف دول العالم أنشطة متعددة: مؤتمرات طبية، حملات توعية، مبادرات جمعوية، مناقشات عامة، جميعها تسعى إلى هدف واحد: التعريف بالمرض وآثاره، مكافحة الوصمة الاجتماعية والمطالبة بتحسين الرعاية الصحية.

  • توعية الناس بالأعراض وانعكاساتها.
  • مكافحة الأحكام المسبقة والعزلة الاجتماعية.
  • دعم البحث العلمي، خصوصاً المتعلق بالعلاجات المبتكرة.
  • تشجيع السياسات الصحية الملائمة لاحتياجات المرضى.
  • مرافقة مقدمي الرعاية العائلية الذين يضطلعون بدور أساسي.
  • مرض ألزهايمر هو السبب الأول للخرف في العالم إذ يمثل 60 إلى 70٪ من الحالات.
  • في 2020 كان هناك 55 مليون شخص مصاب بالخرف، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم ثلاث مرات بحلول 2050.
  • في الجزائر، يعيش 200 ألف شخص مع ألزهايمر، وعددهم في تزايد مستمر.
  • يتم تشخيص ما يقارب 10 ملايين حالة جديدة سنوياً حول العالم.
  • التكلفة الاقتصادية العالمية للخرف تتجاوز 1,300 مليار دولار سنوياً.

عند ذكر الخرف يتبادر مباشرة مرض ألزهايمر إلى الذهن، لكن واحداً من كل خمسة مرضى خرف لا يعاني منه، ويتحدث الأطباء اليوم عن “الأمراض العصبية المعرفية”، وهو مصطلح يشمل طيفاً واسعاً من الأمراض التي تؤثر تدريجياً على وظائفنا الذهنية: الذاكرة، اللغة، التفكير، التنظيم، الإدراك. كما قد تؤدي هذه الأمراض إلى اضطرابات سلوكية أو صعوبات حركية، أحياناً قبل ظهور مشكلات الذاكرة.

  • التنكسات الجبهية الصدغية التي تتميز غالباً باضطرابات سلوكية.
  • الخرف بأجسام ليوي الذي يتميز بالهلوسة وتقلبات معرفية.
  • الخرف الباركنسوني حيث تسبق الأعراض الحركية الاضطرابات المعرفية.

التعرف على هذا التنوع يتيح تشخيصاً أدق ورعاية أكثر ملاءمة.

مع ما يقارب مليون حالة في فرنسا يبقى ألزهايمر الأكثر انتشاراً. وهو مرتبط بتراكم غير طبيعي لبروتينين في الدماغ: اللويحات النشوانية وبروتين تاو، ما يؤدي إلى موت تدريجي للخلايا العصبية.

أول العلامات غالباً فقدان الذاكرة قصيرة المدى: تكرار النسيان، طرح الأسئلة أكثر من مرة، صعوبة تذكر الأحداث الحديثة، لكن اختزال المرض في مجرد نسيان يعتبر خطأ فقد يشمل أيضاً:

  • صعوبات في الكلام (إيجاد الكلمات).
  • فقدان الإحساس بالمكان (الضياع في أماكن مألوفة).
  • ضعف الحكم على الأمور (اتخاذ قرارات غير مناسبة).
  • اضطرابات سلوكية (قلق، لا مبالاة، عصبية).

ومع مرور الوقت تقل الاستقلالية وتزداد الحاجة إلى المساعدة ما يجعل دور العائلة ومقدمي الرعاية محوريا.

خلف التشخيص هناك وجوه وقصص وحيوات.

”سعيد” 64 عاماً، تم تشخيصه قبل سنوات يقول: “أعيش يومي بشكل شبه طبيعي من يراني في الشارع لا يلاحظ شيئاً.” وبالنسبة له البقاء نشطاً ووضع مشاريع جديدة أمر أساسي. السفر، العزف على الآلات الموسيقية، حل الألغاز، وممارسة الهوايات تساعده على الحفاظ على جودة حياته.

”حكيمة” 60 عاماً، وجدت في الرسم ملاذا: “عندما أرسم أنسى همومي، فالرسم والقراءة والكتابة بوابتي إلى الخيال، وهذا شيء لا يمكن أن يُسرق منا” .

هذه الشهادات تذكّر أن الحياة لا تتوقف مع المرض وأن لكل مريض إمكانيات تساعده على التقدم والمواجهة.

رغم عدم وجود علاج شافٍ حتى الآن إلا أن البحث العلمي يتقدم بسرعة وأهم محاوره:

  • التشخيص المبكر باستخدام التصوير الدماغي والواسمات الحيوية.
  • فهم آليات المرض البيولوجية.
  • تطوير أدوية جديدة مثل العلاجات المناعية.
  • العلاجات غير الدوائية: التحفيز المعرفي، النشاط البدني، العلاج بالفن.
  • الوقاية عبر مكافحة عوامل الخطر (الخمول، العزلة، ارتفاع ضغط الدم، السكري، مشاكل السمع…).

وتدعم منظمات دولية مشاريع بحثية عديدة إيماناً بأن مستقبلاً بلا ألزهايمر ممكن بفضل تلاقي العلم والتضامن والعمل المجتمعي.

وفي الأخير فإن اليوم العالمي لألزهايمر 2025 ليس مجرد حدث علمي بل دعوة للتضامن فهو لا يمس المرضى وحدهم بل يغير حياة العائلات والمجتمع بأسرهن كما أن المعرفة والفهم والعمل تعيد الكرامة للمصابين، وتساعد على بناء مستقبل لا يُعرّف فيه المرضى بخساراتهم بل بقدراتهم الإنسانية المحفوظة.

الكلمات المفتاحية: ألزهايمر؛ دماغ؛ صحة؛ رعاية؛ توعية؛ خرف.

إقرأ أيضاً: