صحة جيدة لحياة أفضل

الجلفة: تكوين جهوي لتعزيز مكافحة داء الليشمانيا

حرر : صفاء كوثر بوعريسة | صحفية
31 أكتوبر 2025

في مواجهة تزايد الأمراض التي تنقلها الحشرات، انطلقت دورة تكوينية جهوية مخصصة لعلم الحشرات والتشخيص المجهري لداء الليشمانيا، وذلك بالمعهد الجهوي للتكوين شبه الطبي “بحرارة 2” بولاية الجلفة.

وتنظم هذه الدورة من طرف المعهد الوطني للصحة العمومية (INSP) بالتنسيق مع مديرية الصحة بالولاية وتستمر أربعة أيام بمشاركة أطباء وتقنيين من ست عشرة ولاية، في إطار تعزيز الكفاءات وتوحيد طرق العمل الميداني.

أكد مدير المعهد الوطني للصحة العمومية ”عبد الرزاق بوعمرة” أن هذه المبادرة تندرج ضمن الجهود الوطنية للوقاية والمراقبة الوبائية، موضحًا أن الهدف منها هو تعزيز القدرات التقنية لفرق الصحة المكلفة بالمراقبة والتشخيص ومكافحة الأمراض المتنقلة عن طريق الحشرات، وعلى رأسها داء الليشمانيا الذي لا يزال من بين أكثر الأمراض إثارة للقلق.

ويرتكز البرنامج على محورين أساسيين:

  • التشخيص المجهري لداء الليشمانيا الجلدي، لتحسين الكشف المبكر عن الحالات،
  • والتكوين في علم الحشرات الطبية، مع التركيز على تحديد ومراقبة نواقل المرض، وخاصة حشرة “الفليبوتوم” الصغيرة المسؤولة عن نقله.

وأشار ”بوعمرة” إلى أن هذا التكوين يكتسي أهمية خاصة في ظل تزايد الأمراض المتنقلة نتيجة التغيرات المناخية، والتوسع العمراني غير المنظم، وحركة السكان، مضيفًا أن المزج بين الجانب النظري والتطبيقي سيسمح للمشاركين باكتساب خبرة قابلة للتطبيق مباشرة في ولاياتهم.

من جهته أشاد مدير الصحة بولاية الجلفة “عبد الله بورقعة” بالمشاركة الواسعة لممثلي 16 ولاية من بينهم بيولوجيون ومديرو صحة ومسؤولو نظافة ومنتخبون محليون، معتبرًا أن ذلك يعكس تجانسًا وتعاونًا إقليميًا حول قضية صحية وطنية كبرى. وأوضح أن هذا اللقاء سيسمح بوضع توصيات عملية لتعزيز التنسيق بين مصالح الصحة والجماعات المحلية والفاعلين الميدانيين، في سبيل تحسين الوقاية وإدارة البؤر الوبائية وتوعية سكان المناطق الريفية الأكثر عرضة.

كما أبرزت أشغال الملتقى جهود الدولة في تحديث مختبرات التشخيص وتزويدها بالمعدات المتخصصة، إلى جانب تكوين الفرق الطبية بانتظام، وهي عوامل أساسية لدعم المراقبة الوبائية.

وخلال افتتاح الدورة هنأ والي الجلفة ” جهيد موس” المنظمين والمشاركين، مؤكدًا الدور الحيوي للجماعات المحلية ومكاتب النظافة البلدية في الوقاية من الأمراض المتنقلة. وقال في كلمته: «الوقاية تظل درعنا الأول في مواجهة انتشار هذه الأمراض، وهي تقوم على الصرامة العلمية واليقظة والمشاركة المجتمعية».

ودعا الوالي المشاركين إلى نقل ونشر المعارف المكتسبة خلال هذه الدورة في ولاياتهم، من أجل تعزيز الجهود الوطنية في مكافحة داء الليشمانيا .

وفي الختام شدد المنظمون على ضرورة استمرار مثل هذه المبادرات الجهوية، وتعزيز التعاون بين معاهد الصحة والمخابر الجامعية والجماعات المحلية. فمكافحة داء الليشمانيا وهو مرض جلدي متوطن في عدة مناطق جافة من البلاد لا تقتصر على العلاج فقط، بل تتطلب مقاربة متكاملة تجمع بين المراقبة الحشرية، وإدارة البيئة، والتثقيف الصحي للسكان.

الكلمات المفتاحية: الجلفة، داء الليشمانيا ، الصحة، التكوين الطبي، الأمراض المتنقلة، الوقاية، المعهد الوطني للصحة العمومية.

إقرأ أيضاً: