تحقق الجزائر تقدماً لافتاً في مجال الصحة العمومية، لاسيما في خفض معدلات وفيات الأطفال والأمهات، وهو ما يعكس التزاماً فعلياً بتحسين نوعية الحياة وتوفير رعاية صحية أكثر فاعلية وشمولية. أين ساهمت جهود توسيع برامج التلقيح، وتوفير الكوادر الطبية المؤهلة في تقليص المخاطر الصحية المرتبطة بالحمل والولادة، وضمان بداية حياة أكثر أماناً للأطفال، فيما يعزز هذا التقدم مكانة الجزائر ضمن الدول الساعية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويعكس صورة إيجابية عن قدرة النظام الصحي الوطني على التطور والتجاوب مع التحديات.
انخفاض ملحوظ في وفيات الأطفال والأمهات
وخلال ندوة صحفية نظمتها الشركة، كشف البروفيسور ”عشير موسى” طبيب الأطفال المعروف، أن معدل وفيات الأطفال في الجزائر بلغ 16 حالة وفاة لكل 1000 ولادة حية، في حين يتراوح معدل وفيات الأمهات بين 35 و40 وفاة لكل 100,000 ولادة.
وأشار إلى أن الجزائر شهدت تحسناً كبيراً منذ الاستقلال، حيث كانت تسجل أكثر من 350 وفاة لكل 1000 ولادة حية قبل عام 1962، وهو ما يعكس تحولاً جذريًا في قطاع الصحة، مدعومًا بالتزام الدولة بتوفير العلاج المجاني والعادل.
نحو تقليص الفجوة مع الدول المتقدمة
رغم التحسن المسجل شدد البروفيسور ”عشير” على ضرورة مواصلة الجهود لتقليص معدلات الوفيات، والاقتراب من مؤشرات الدول المتقدمة، حيث لا يتجاوز معدل وفيات الأطفال فيها حالتين لكل 1000 ولادة.
كما أبرز أهمية التركيز على الوقاية الصحية، لا سيما في الدقائق الأولى بعد الولادة، والتي يمكن أن تحدد بشكل كبير مستقبل حياة الطفل. إذ أن تأخر التدخل الطبي خلال أول 15 إلى 20 دقيقة بعد الولادة قد يؤدي إلى إعاقات دائمة، حسب ما أكد المتحدث.
برنامج وطني بالتعاون مع الجمعية الجزائرية لطب حديثي الولادة
ضمن مخططها التنفيذي، ستقوم مبادرة “Bond With Love” بتنظيم دورات تدريبية موجهة للقابلات والممرضين والمتخصصين في رعاية الأطفال حديثي الولادة، أين تركز على أحدث الممارسات في طب حديثي الولادة، بالإضافة إلى تنظيم جلسات توعوية للأمهات الحوامل والجدد حول رعاية الرضّع وتعزيز الارتباط العاطفي الآمن.
كما ستعمل المبادرة على تحسين ظروف استقبال الأطفال في المستشفيات وخلق بيئة مناسبة للأمهات في اللحظات الأولى ما بعد الولادة.
رزنامة التنفيذ عبر ولايات الوطن
سيتم تنفيذ المبادرة بدعم من الجمعية الجزائرية لطب حديثي الولادة (SAMEN)، وذلك وفق البرنامج التالي:
- 8 إلى 9 ماي 2025: مستشفى الدويرة، الجزائر العاصمة
- 21 إلى 24 ماي 2025: ولاية قسنطينة
- 15 إلى 18 أكتوبر 2025: ولاية وهران
- 5 إلى 8 نوفمبر 2025: ولاية ورقلة
- 10 إلى 13 ديسمبر 2025: ولاية بشار
أبعاد إنسانية ومجتمعية
من جهتها أكدت البروفيسورة ”حريدي ليلى” طبيبة الأطفال، على البُعد الإنساني للمبادرة، مشيرة إلى أنها تهدف إلى خلق بيئة داعمة ومتماسكة للأسر الجزائرية، وتسهم في تعزيز الصحة النفسية والعاطفية للأمهات والأطفال.
أما ‘’مراد غوناي’‘ المدير العام لشركة Hayat Global، فقد أوضح أن المبادرة تسعى إلى تحقيق أثر اجتماعي مستدام عبر حلول واقعية تُحسن من حياة الأطفال وتدعم الأسر المحتاجة.
التزام اجتماعي طويل الأمد
في ختام الندوة، شددت ”حبيبة دهان” مديرة الإعلان لمجمع حياة في الجزائر، على أهمية هذه المبادرة في تحسين الظروف الصحية وتخفيف معاناة العائلات الجزائرية، مؤكدة التزام الشركة بمسؤوليتها الاجتماعية وبناء مجتمع أكثر صحة ورفاهية.
الكلمات المفتاحية : أمهات ، أطفال، وفيات ، معاناة، صحة، تحسين رعاية