صحة جيدة لحياة أفضل

أوليوماد 2025 : مسابقة وطنية غير مسبوقة لتتويج زيت الزيتون الجزائري وفتح آفاق التميز العالمي

حرر : صفاء كوثر بوعريسة | صحفية
29 مايو 2025

في خطوة فريدة من نوعها تشهد الجزائر تنظيم أول مسابقة وطنية لزيت الزيتون البكر الممتاز تحت اسم “أوليوماد“، بمشاركة قياسية لمنتجين من مختلف ولايات الوطن ، اين يشكل هذا الحدث رهانا استراتيجيًا لترقية جودة المنتوج الوطني وتعزيز مكانته على الساحة الدولية، وذلك تحت إشراف خبراء ومختصين، فيما يجمع هذا الموعد بين التكوين، التذوق، وتقييم علمي صارم، وسط آمال كبيرة بأن يشكل انطلاقة جديدة لصناعة زيت الزيتون الجزائري.

وتعتبر مسابقة “أوليوماد” الوطنية لزيت الزيتون البكر الممتاز حدثًا غير مسبوق في الجزائر، باعتبارها المبادرة الأولى من نوعها التي تُنظم على المستوى الوطني. وتمثل هذه الخطوة محطة محورية في مسار تطوير هذا المنتوج الفلاحي الاستراتيجي، حيث تهدف إلى تعزيز ثقافة التذوق وتقييم الجودة، ضمن فضاء علمي وتكويني يجمع خبراء ومختصين، كما يشرف على التذوق لجنة علمية تحت قيادة البروفيسور ”مختار قيسوس” الذي شدّد على الطابع التكويني والتنافسي للمسابقة، باعتبارها وسيلة للارتقاء بمعايير الجودة إلى المستويات العالمية، وتحفيز المنتجين على السعي نحو التميز.

وشهدت الطبعة الأولى من مسابقة “أوليوماد” الوطنية لزيت الزيتون البكر الممتاز مشاركة كبيرة لعلامات جزائرية على غرار ” إيثري ” ، ” أوليال ” ، ” نوى ” ، حيث بلغ عدد المتنافسين 145 منتِجًا يمثلون مختلف ولايات الجزائر، من الشمال الساحلي إلى أقصى الجنوب الصحراوي، مرورًا بشرق البلاد وغربها. وقد استقبلت لجنة التنظيم أكثر من 150 عينة زيت زيتون، خضعت لتحاليل فيزوكيميائية دقيقة داخل مخابر معتمدة من المجلس الدولي للزيتون، قبل تقييمها من قبل لجنة تذوق علمية ، كما تمثل هذه المشاركة الواسعة مؤشرا مشجعا على وعي المنتجين بأهمية الجودة، ورغبتهم في التميز، في انتظار تتويج الفائزين في احتفالية مبرمجة لاحقًا تجمع بين الجوائز والتكوين العلمي.

في تصريح حصري لـ “صحتي حياتي“، أوضح البروفيسور مختار قيسوس أن مسابقة “أوليوماد” تمثّل محطة مفصلية في مسار ترقية زيت الزيتون الجزائري. وأكد أن المبادرة تهدف إلى تعزيز ثقافة التذوق، والرفع من جودة الإنتاج عبر تقييم علمي دقيق يُشرف عليه خبراء مختصون. كما شدّد على أن “أوليوماد” تمثل فرصة للارتقاء نحو معايير الجودة الدولية، وترسيخ تنافسية المنتوج الجزائري في الأسواق العالمية.وكشف البروفيسور أن الطبعة الأولى من المسابقة الوطنية شهدت مشاركة قياسية بلغت 145 متسابقًا من مختلف الولايات، مشيرًا إلى أن جلسات التذوق تمت يوم 28 ماي وفق معايير علمية معتمدة. وأضاف أن النتائج الرسمية ستُعلن في مساء اليوم نفسه، بينما ستُكرّم الأسماء الثلاثة المتصدّرة في حفل رسمي يوم 29 ماي.

وفي ذات السياق أكد البروفيسور أن التتويج لن يقتصر على إعلان النتائج فحسب، بل سيتوّج بحفل وطني كبير يُنظم يوم 21 جوان المقبل بأولاد فايت، يجمع كافة المشاركين، ويتخلله توزيع الجوائز والشهادات، إضافة إلى جلسة تذوق ثانية تُمنح للمشاركين أنفسهم. كما أوضح أن هذا اليوم سيحمل طابعًا بيداغوجيًا مميزًا، بفضل برنامج علمي غني بمحاضرات متخصصة حول تذوق وجودة زيت الزيتون.

أكد السيد ”أرزقي” رئيس لجنة تنظيم مسابقة “أوليوماد”، أن الهدف الجوهري من هذه المبادرة هو تعزيز مكانة زيت الزيتون الجزائري، وتحفيز الفلاحين على تحسين الجودة، وحماية المستهلك من المنتجات المغشوشة. وأوضح أن المسابقة استقبلت أكثر من 150 عينة تمثل مختلف ربوع الوطن، من الشمال إلى الجنوب، ومن أقصى الشرق إلى عمق الصحراء.

كما صرّح السيد ”أرزقي” أن لجنة التذوق تحت إشراف البروفيسور ”قيسوس” بدأت عملها يوم 28 ماي بتقييم العينات التي خضعت لتحاليل فيزوكيميائية دقيقة، في مخابر معتمدة من طرف المجلس الدولي للزيتون. وأعرب عن أمله في أن تسهم هذه المبادرة في خلق ديناميكية وطنية ترقى بزيت الزيتون الجزائري إلى مصاف الأفضل عالميًا.

وفي مشهد صناعة زيت الزيتون الجزائري التي تزخر بالعديد من العلامات المميزة، تبرز “إيثري أوليف” أحد المشاركين في مسابقة ” أوليوماد 2025 ”  كإحدى العلامات الرائدة التي تجمع بين التقاليد العريقة والابتكار العصري في آنٍ واحد، وهي العلامة التي لم تكتفِ بتحقيق النجاح التجاري فقط، بل رسخت مكانتها كرمز للتفاني والتميز من خلال التزامها الصارم بأعلى معايير الجودة ونقاء الإنتاج. وتُعتبر “إيثري أوليف” أكثر من مجرد مشروع فلاحي أو منتج للاستهلاك المحلي، فهي قصة شغف متوارثة عبر الأجيال تنبع من جذور عائلية ضاربة في عمق الأرض الجزائرية بالتحديد ولاية البويرة، كما أن كل قطرة من زيت الزيتون الذي تنتجه هذه العلامة تحمل في طياتها إرثًا ثقافيًا غنيًا، وارتباطًا حقيقيًا بالفلاحة وحب الأرض، مما يمنحها طابعًا فريدًا ومميزًا يعكس جودة الزيت الطبيعي وأصالته.

ويتميز زيت “إيثري أوليف” بنقاء عالي وخصائص حسية متفردة، تجعله قادرا على المنافسة في الأسواق العالمية، حيث يجمع بين النكهة العطرية المميزة والقيمة الغذائية العالية. كما أن العلامة تسعى باستمرار إلى تحديث طرق الإنتاج واتباع أساليب مستدامة تحافظ على البيئة وتدعم الاقتصاد المحلي، ما يجعلها نموذجًا يُحتذى به في قطاع الزراعة الفلاحية بالجزائر.

هذا وقد تحدث السيد ”سعودي بوبكر” صاحب علامة “إيثري أوليف” المعروفة في السوق بجودتها العالية، عن قصة نجاح مستوحاة من الجذور العائلية التي تعود إلى الأجداد. وأكد أن مشروعه يجسّد شغفًا متوارثًا بالفلاحة وحب الأرض، ويهدف إلى رفع راية زيت الزيتون الجزائري عالي الجودة في الأسواق العالمية. وأشار إلى أن منتوجه يجمع بين الأصالة والتجديد، ويتميز بنقاء ونكهة استثنائية تؤهله للمنافسة الدولية.

ورغم الطموح الكبير أشار السيد ”بوبكر” إلى وجود تحديات حقيقية، أبرزها مشاكل التصدير، ونقص التزود بالكهرباء والماء في بعض المناطق الفلاحية ما يؤثر سلبًا على سلسلة الإنتاج. ودعا إلى اتخاذ إجراءات فعلية لرفع العراقيل، وتمكين زيت الزيتون الجزائري من احتلال المكانة التي يستحقها عالميًا.

ويُعد زيت الزيتون الجزائري واحدا من الكنوز الطبيعية التي تختزنها أرض الجزائر، بخصائص استثنائية تجمع بين النكهة الرفيعة والنقاء النادر، أين يعتبر مرآة تعكس تراثًا عريقا يتوارثه الفلاحون جيلًا بعد جيل، ويجسد ارتباطًا عضويا بالأرض، المناخ، وطبيعة التربة التي تمنحه طابعه الفريد، كما أنه غني بمضادات الأكسدة، ومفعم بالروائح العطرية التي تنبع من أشجار الزيتون الممتدة عبر ربوع الوطن، فيما يبقى هذا الزيت رمزا للجودة الأصيلة التي تستحق التقدير والاعتراف العالمي، ومع مبادرات نوعية مثل مسابقة “أوليوماد”، يبدأ هذا “الذهب الأخضر” رحلته نحو العالمية بثقة واعتزاز.

تجسّد مسابقة “أوليوماد” لعام 2025 نقلة نوعية في قطاع زيت الزيتون الجزائري، بتوحيد جهود المنتجين، الخبراء، والمستهلكين نحو ثقافة الجودة والتذوق العلمي، ومن قلب التقاليد إلى بوابة التنافس العالمي، يمضي الزيت الجزائري نحو التميز… وطريق النجاح بدأ من هنا.

الكلمات المفتاحية : زيت الزيتون ، أوليوماد 2025، زيت الزيتون البكر، التذوق، الجودة ، مختار قيسوس، إيثري أوليف.