أصدر برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية (الأونوسيدا) هذا الثلاثاء، تقريره العالمي لعام 2025 من جنوب إفريقيا تحت عنوان “الإيدز، أزمة وقوة التغيير”، اين يقدم هذا التقرير المرجعي صورة محدثة عن وضع وباء فيروس نقص المناعة البشرية، والوصول إلى العلاج، والجهود العالمية للقضاء على المرض. لكنه يترافق خصوصاً مع تحذير شديد وهو أنه من دون تمويل إضافي، فإن المكاسب المحققة خلال العقود الماضية مهددة بشكل خطير.
تقرير نقدي في خضم أزمة تمويل
ووفقاً للتقرير تم تسجيل 6 ملايين إصابة جديدة بفيروس نقص المناعة البشرية و4 ملايين حالة وفاة ، وهي حالات كان من الممكن تجنبها بسبب الإيدز بحلول عام 2029 إذا لم تُعزز الأسرة الدولية التزاماتها المالية بشكل عاجل.
تراجع مفاجئ رغم التقدم اللافت
وأسفرت جهود مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية عن تقدم تاريخي:
- انخفاض معدل الإصابات الجديدة بنسبة 40% منذ عام 2010.
- إنقاذ أكثر من 26 مليون حياة بفضل توسيع الوصول إلى مضادات الفيروسات.
- 4.4 ملايين طفل وُلدوا دون انتقال العدوى إليهم، بفضل برامج الوقاية من انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل.
لكن هذه الإنجازات مهددة بالزوال بسبب موجة من التخفيضات الكبيرة في الميزانيات، أقرّتها عدة دول مانحة نتيجة للأزمات الاقتصادية، وتوجهات الانغلاق القومي، أو تحول الأولويات نحو قضايا جيوسياسية أخرى مثل أوكرانيا أو الشرق الأوسط.
أنظمة صحية هشّة وأرواح في خطر
وتتجلى الآثار على أرض الواقع بالفعل ففي العديد من البلدان ذات الدخل المنخفض تسجَّل انقطاعات في توفير الأدوية، وتُغلق العيادات، وتُوقف حملات التوعية، وتعود الفئات الأكثر عرضة للخطر – مثل الشباب، النساء، المهاجرين، ومجتمع الميم – إلى دائرة التهميش.
المديرة التنفيذية للأونو-سيدا” ويني بيانيما” تحذر: “يجب ألا نعيش مجدداً الأيام المظلمة من وباء الإيدز، فالتقاعس سيكلف ملايين الأرواح.”
دعوة للتضامن والتحرك
هذا ويشير التقرير إلى أن بعض الدول قدمت استجابات إيجابية رغم الأزمة، من خلال تعزيز أنظمتها الوطنية في الوقاية والكشف والعلاج، بالاعتماد على مبادرات التمويل التشاركي، والشراكات بين القطاعين العام والخاص، وحتى إصلاحات تشريعية تسهّل الوصول إلى العلاج.
لكن الأونوسيدا تؤكد أن حجم الاستجابة المطلوبة يفوق قدرات الدول بشكل منفرد، وهناك حاجة إلى:
- استثمار واسع في الأنظمة الصحية العمومية؛
- تعزيز دور المجتمعات المحلية في الوقاية ومرافقة المرضى؛
- تعبئة تمويلات مستدامة وعادلة، بعيدة عن منطق التبعية والإحسان.
2030: الهدف في خطر
تذكّر المنظمة بأن الاستجابة العالمية للإيدز تأسست على المرونة، والابتكار الاجتماعي، والتضامن العالمي، وهي مقومات أنقذت أرواحاً وكسرت التابوهات وأسست لحوكمة صحية عامة رائدة.
لكن الهدف الأممي المتمثل في القضاء على الإيدز كتهديد للصحة العامة بحلول 2030 أصبح مهدداً، ولن يتحقق دون التزام فوري وجماعي ومستدام، أين كشف الأونوسيدا أن : “العالم يمتلك الأدوات العلمية، والعلاجات، والحلول، لكن ما ينقصه هو الإرادة السياسية والاستثمار طويل الأمد”
الكلمات المفتاحية: الإيدز؛ الأمم المتحدة؛ الأونوسيدا؛ تقرير؛ فيروس نقص المناعة البشرية
إقرأ أيضاً: