صحة جيدة لحياة أفضل

الورم النقوي المتعدد: غذاء قد يبطئ تطور هذا السرطان الدموي

حرر : صفاء كوثر بوعريسة | صحفية
14 أغسطس 2025

كشفت دراسة علمية حديثة أن النظام الغذائي الغني بالألياف والمعتمد على النباتات قد يساهم في تأخير تطور الورم النقوي المتعدد، وهو أحد أنواع سرطانات الدم، أين لاحظ الباحثون أن هذا النمط الغذائي يحمل الأمل في إبطاء تطور المرض. 

وتم تقديم الدراسة خلال المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية لأمراض الدم، حيث شملت 20 شخصًا يعانون من اضطراب دموي ما قبل السرطان ويملكون مؤشر كتلة جسم مرتفع، وكان هؤلاء المشاركون معرضين لخطر الإصابة بالورم النقوي المتعدد، وخضعوا لنظام غذائي نباتي غني بالألياف لمدة 12 أسبوعًا، مصحوبًا بمتابعة غذائية لمدة 24 أسبوعًا، أين أظهر اثنان منهم تحسنًا ملحوظًا في تطور المرض، وبعد مرور عام على الدراسة، لم يُصب أي من المشاركين بالورم النقوي المتعدد. 

أكد الدكتور ”أورفي شاه” المؤلف الرئيسي للدراسة على أهمية التغذية، خاصة اتباع نظام غذائي نباتي غني بالألياف. ووفقًا له فإن هذا النظام الغذائي يعزز صحة النبيت الجرثومي المعوي ويحسن عملية الأيض، مما يقوي جهاز المناعة. كما أوضح أن الأطباء يمكنهم الآن التوصية بتعديلات غذائية للحد من مخاطر الإصابة بالسرطان، لا سيما لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات ما قبل سرطانية. 

تناول المشاركون في الدراسة كميات غير محدودة من الفواكه، الخضروات، المكسرات، البذور، والبقوليات، مما ساهم في تحسين صحة النبيت الجرثومي المعوي لديهم وتقليل الالتهابات. كما فقدوا في المتوسط 8٪ من وزنهم بعد 12 أسبوعًا من اتباع النظام النباتي، رغم معاناتهم من زيادة الوزن في البداية.

يشير النبيت الجرثومي المعوي إلى مجموعة الكائنات الحية الدقيقة (البكتيريا، الفيروسات، الفطريات، وغيرها) التي تعيش في أمعائنا. تلعب هذه الكائنات دورًا حيويًا في عملية الهضم، والتمثيل الغذائي، وتنظيم جهاز المناعة، وهي ضرورية للحفاظ على توازن الجسم. 

تساعد البكتيريا الموجودة في النبيت الجرثومي المعوي على تفكيك الأطعمة التي نتناولها، لا سيما الألياف التي لا يستطيع الجسم هضمها بمفرده. إضافةً إلى ذلك تنتج هذه الكائنات الدقيقة مواد مفيدة، مثل الفيتامينات (كفيتامين K وبعض فيتامينات مجموعة B)، كما تؤثر على مستوى الالتهابات في الجسم. 

يرتبط التوازن الصحي للنبيت الجرثومي المعوي بحالة صحية جيدة، في حين أن اختلاله المعروف باسم خلل التوازن الجرثومي (Dysbiose) ، قد يؤدي إلى مشكلات صحية مختلفة، مثل العدوى، والأمراض الالتهابية المزمنة، واضطرابات الجهاز الهضمي، بل وحتى الأمراض الأيضية والمناعية الذاتية. كما توجد علاقة بين اضطراب النبيت الجرثومي المعوي وأمراض مثل السمنة، والسكري، وبعض الأمراض التنكسية العصبية. 

تلعب التغذية دورًا محوريًا في تكوين النبيت الجرثومي المعوي. فالنظام الغذائي الغني بالألياف، والفواكه، والخضروات، والأطعمة المخمرة يعزز نمو البكتيريا النافعة. وعلى العكس فإن اتباع نظام غذائي غني بالدهون المشبعة، والسكريات المكررة، والأطعمة فائقة المعالجة قد يخلّ بتوازن النبيت الجرثومي المعوي ، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض. لذلك يمكن للنظام النباتي الغني بالألياف أن يكون له تأثير إيجابي على تنوع وصحة النبيت الجرثومي المعوي ، مما يساهم في الوقاية من العديد من الأمراض، بما في ذلك السرطان.

يقوم الباحثون حاليًا بتجنيد 150 شخصًا لإجراء دراسة أكثر شمولًا بهدف تأكيد هذه النتائج. كما لاحظوا تأثيرات مماثلة لدى فئران المختبر المصابة بالورم النقوي ، حيث لم تُصب 44٪ من الفئران التي تغذت على نظام غذائي غني بالألياف بالورم النقوي، مقارنةً بـ 100٪ من الفئران التي تلقت نظامًا غذائيًا قياسيًا. 

أظهرت أبحاث سابقة أن النظام الغذائي الفقير بالأطعمة النباتية وزيادة الوزن يرفعان خطر الإصابة بالورم النقوي المتعدد. وتدعم هذه النتائج الجديدة أهمية تبني نمط غذائي صحي للوقاية من هذا المرض. 

الكلمات المفتاحية: التغذية؛ الألياف؛ الميكروبيوتا؛ الأمعاء؛ البكتيريا؛ الورم النقوي المتعدد؛ السرطان؛ الدم.

إقرأ أيضاً: