صحة جيدة لحياة أفضل

الصحة: نحو آفاق جديدة لعام 2025..

حرر : د. عيساني محمد الطاهر | دكتور في الطب
1 يناير 2025

بينما يقترب عام 2024 من نهايته، يفرض القيام بتقييم حول التطورات البارزة والتحديات في مجال الصحة، سواء في الجزائر أو في جميع أنحاء العالم. إنها تأملات أساسية للنظر في الآفاق الواعدة لعام 2025.

شهد عام 2024 زيادة ملحوظة في الاستثمارات في قطاع الصحة، ومع ميزانية قدرها 850 مليار دينار، بزيادة قدرها 19% مقارنة بعام 2023، ركزت الحكومة الجزائرية على تحديث البنية التحتية للمستشفيات وتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية، ومن بين المبادرات البارزة، تم إطلاق النسخة الجديدة من خطة العمل الخاصة بالمرضى (PAM) بهدف تقليص الفجوة بين خدمات الصحة والمواطنين، مع تعزيز رعاية الأمراض المزمنة.

ولا تزال إدارة الأمراض المزمنة مثل السكري أولوية، فمع إصابة 15% من البالغين شهد عام 2024 حملات وقائية مكثفة، في حين يجب مواصلة هذه الجهود في عام 2025، لا سيما من خلال تحسين التنسيق بين الرعاية وزيادة الوعي خاصة في المناطق الريفية.

أما على المستوى العالمي فأكد عام 2024 على التأثيرات المتزايدة للتغير المناخي على الصحة البشرية، أين سلطت جمعية الصحة العامة السابعة والسبعون الضوء على هذه التحديات، واعتمدت قرارًا يدعو الحكومات إلى دمج الصحة في سياساتها المناخية، كما أدت موجات الحر والكوارث الطبيعية إلى تفاقم الأمراض التنفسية والمعدية، مما شكل تحديات لوجستية ومالية للأنظمة الصحية.

وفي الوقت نفسه، أصبح فيروس كورونا تحت السيطرة بفضل حملات التلقيح، لكن ظهرت أزمات صحية أخرى، فقد شهدت الأمراض المعدية مثل السعال الديكي و التهاب القصيبات انتكاسة مقلقة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى انخفاض معدلات التلقيح في عدة دول.

ويعد عام 2025 فترة محورية للصحة العامة، سواء في الجزائر أو على الصعيد الدولي، وفي الجزائر ستكون الأولوية لتعزيز مكاسب عام 2024 على غرار تحديث المعدات الطبية، تعزيز التدريب للمهنيين الصحيين، وتوسيع الخدمات في المناطق الريفية، كما تخطط وزارة الصحة لمراجعة السياسات الوقائية، مع التركيز على الأمراض الناشئة والمخاطر المناخية.

أما على الصعيد الدولي، من المتوقع أن تتحقق النقاشات التي بدأت في عام 2024 بشأن آثار الاحتباس الحراري من خلال إجراءات معززة، حيث تشجع منظمة الصحة العالمية البلدان على الاستثمار بشكل أكبر في أنظمة صحية مرنة قادرة على الاستجابة للأزمات الصحية والبيئية في الوقت نفسه.

وبينما يختتم عام 2024 مزيج من النجاحات والتحديات، ذكر العام الماضي بأهمية التعاون الدولي، والابتكار التكنولوجي، والتوعية المجتمعية لضمان مستقبل صحي أفضل، ومع أن الطريق لا يزال طويلاً، لكن الجهود المشتركة لجميع الأطراف المعنية من المستوى المحلي إلى المستوى العالمي، ستمكننا من مواجهة عام 2025 بالأمل والعزم.

يدعو هذا التقييم الذي يتسم بالواقعية، إلى مواصلة التحفيز لمواجهة تحديات الصحة العامة بالمرونة والالتزام.

الكلمات المفتاحية: الصحة العامة؛ تحديث البنية التحتية؛ الوقاية والتوعية؛ سياسة الصحة؛ الاستثمارات الطبية؛ المرونة الصحية؛ آفاق 2025.