صحة جيدة لحياة أفضل

الصحة العامة وسلامة الغذاء: طموح من أجل جزائر أكثر صحة 

حرر : د.عيساني محمد طاهر | دكتور في الطب
19 ديسمبر 2024

تدخل الجزائر حقبة جديدة في مجال الصحة العامة بإطلاق خطة خماسية طموحة في ديسمبر 2024 مخصصة لضمان سلامة الأغذية، ويغطي هذا البرنامج الفترة من 2024 إلى 2030، بهدف حماية صحة المواطنين وتعزيز ثقتهم في المنتجات الغذائية. 

ومن خلال نهج شامل، تجعل هذه الخطة من سلامة الأغذية أولوية وطنية، وتعتمد على التعاون بين عدة قطاعات وتستند إلى توصيات منظمة الصحة العالمية، مع إشراك الخبراء والمؤسسات العامة والمدافعين عن حقوق المستهلك. 

تتجاوز سلامة الأغذية مجرد مراقبة المنتجات، حيث يوضح الدكتور ”جمال فورار” مدير الوقاية وترقية الصحة بوزارة الصحة، أن “سلامة الأغذية تشكل جزء أساسياً من الأمن الصحي والصحة العامة”. 

كما تهتم هذه الخطة بجميع مراحل سلسلة الغذاء: من الإنتاج الزراعي إلى الاستهلاك مروراً بعمليات التحويل والتخزين والتوزيع، وقد تم تحديد خمس أولويات رئيسية تشمل: 

  • تعزيز الإطار التنظيمي. 
  •  إنشاء أنظمة لتقييم المخاطر وإطلاق التحذيرات. 
  • تحسين قدرات التفتيش والمراقبة. 
  • توعية الجمهور من خلال حملات موجهة. 
  • تعزيز التربية الغذائية منذ الطفولة المبكرة. 

وتتجاوز أهداف هذه الخطة ضمان سلامة الأغذية لتشمل الوقاية من الأمراض الأيضية، مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض الكبد الدهني .

وتؤكد منظمة الصحة العالمية على الحاجة الملحة للانتقال نحو نظام غذائي صحي ومتوازن، ومن بين التوصيات الرئيسية: 

  • تقليل استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة التي تحتوي على إضافات ضارة. 
  • التركيز على تتبع المنتجات الغذائية. 
  • تشجيع استهلاك معتدل عبر الحد من السكريات المضافة والدهون المشبعة. 

وفي ذات السياق فإن الروابط بين التغذية وأمراض مثل السمنة أو التليف الكبدي لم تعد بحاجة إلى إثبات، كما أن تحسين إدارة نظامنا الغذائي يمكن أن يجنبنا مضاعفات خطيرة ويخفف العبء على الهياكل الصحية. 

وتكمن إحدى نقاط القوة في هذه الخطة في جانبها التعليمي وذلك بهدف تزويد المواطنين بالأدوات اللازمة لاتخاذ قرارات غذائية واعية. 

كما سيتم إطلاق حملات توعية على المستوى الوطني لشرح المخاطر المرتبطة بالممارسات الغذائية السيئة، وبالتوازي مع ذلك تستهدف هذه الأنشطة الأجيال الشابة عبر المدارس والجامعات، حيث ستصبح التربية الغذائية عنصراً رئيسياً في البرامج الدراسية. 

من جهتها ستُوفر أدلة عملية مصممة للعائلات نصائح لإعداد وجبات صحية ومتوازنة، مع مراعاة الخصوصيات الثقافية الجزائرية. 

أكد الرئيس عبد المجيد تبون مؤخراً على الأهمية الاستراتيجية للأمن الغذائي، وقال: “في عالم أصبحت فيه الأغذية أدوات تأثير، يجب على الجزائر ضمان سيادتها الغذائية”. 

وتهدف هذه الخطة الخماسية إلى بناء نظام غذائي مستدام قادر على مواجهة الضغوط الخارجية مع تلبية احتياجات السكان، أين تستثمر الجزائر في مستقبلها وتعزز استقلاليتها من خلال دعم المزارعين والعاملين في قطاع الصناعات الغذائية،. 

بهذا البرنامج الطموح، تضع الجزائر قدماً نحو المستقبل، فالأمر لا يقتصر فقط على مواجهة التحديات الحالية، بل بناء نظام تتقدم فيه الصحة العامة وسلامة الأغذية جنباً إلى جنب. 

ومن خلال التركيز على التعليم والوقاية والتعاون بين القطاعات، تمثل هذه الخطة ثورة حقيقية في مجال الصحة العامة، كما توفر فرصة فريدة لتغيير علاقة الجزائريين بالغذاء وصحتهم. 

وليس هذا البرنامج الطموح مجرد إجراء تقني، بل هو رمز لإرادة جماعية للسير نحو مجتمع أكثر مسؤولية، أكثر استقلالية، وقبل كل شيء أكثر صحة. 

الكلمات المفتاحية: الصحة العامة، سلامة الأغذية، خطة خماسية، منظمة الصحة العالمية، الوقاية، التربية الغذائية، التنظيم، تتبع المنتجات، السيادة الغذائية، التعاون.