صحة جيدة لحياة أفضل

كيف نعوض السكر المضر بالسكر الصحي ؟

حرر : بن طاهر صابرين | محررة
15 مايو 2022
Sucre

1يعد السكر ذوقا ممتعا، و يبلغ معدل استهلاكه لدى الفرد الواحد حوالي 46كغ في السنة، مما يعد كارثيا بلا شك، فالعواقب الوخيمة لإستهلاكه و المختبئة خلف طعمه اللذيذ باتت معروفة لدى الجميع، فهو لا يعد مسؤولا عن داء السكري فحسب، بل عن البدانة و أمراض القلب و الشرايين أيضا، لذا فهو يشكل خطرا على الصحة و يستحسن الإستغناء عنه، و لأن الكلام أسهل من الفعل دعونا نكتشف بأي بدائل يمكننا تعويضه؟

رغم الدور الأساسي الذي يلعبه السكر في جسم الانسان ولكن الاستهلاك المفرط له مضرا بالصحة، ولتفادي هذه المضرة ينبغي علينا تعويضه تدريجيا بمواد أخرى، يعتبر الاستهلاك المفرط له مضرا بالصحة، و لتفادي هذه المضرة ينبغي علينا تعويضه تدريجيا و دون تسرع، و  بعبارة أخرى ينبغي علينا إعطاء أجسامنا مهلة للتعامل مع التغيير، و بخصوص البدائل الأخرى التي بإمكانها تعويضنا عن السكر، فهناك الكثير منها طبيعية كانت أم اصطناعية و أقل خطرا حتى- و على سبيل التناقض – فهذه البدائل أكثر حلاوة من السكر نفسه.

بدائل السكر

العسل:

 

يعد العسل بديلا طبيعيا بنسبة مئة بالمئة، كما يحتوي على سعرات حرارية أقل من السكر، لذا فيمكن لعسل النحل تعويض هذا الأخير بفعالية، زيادة على حلاوته التي تفوق حلاوة السكر الأبيض، و يستخدم العسل في وصفات مختلفة، و ذلك بتعويض كل 100غ من السكر بـ 50غ من العسل، لكن لا ينصح بتسخينه قبل الإستهلاك، لأن ذلك من شأنه أن يفقده كل خصائصه المغذية.

شراب القيقب:

Le sirop d’érable

يستعمل شراب القيقب بكثرة في كندا، و هو بديل طبيعي للسكر؛ حيث يستخلص من أشجار الغابات الكندية، و يتميز هذا الغذاء بتركيبته المتكونة من الفيتامينات، الكالسيوم، مضادات الأكسدة و المغنزيوم، و هو خال تماما من أي ملون أو إضافات، كما يفوق السكر الأبيض حلاوة لذا يمكننا استخدامه في وصفات الكريب و البانكايك و حلويات لذيذة أخرى.

الستيفيا

La stévia

تعد الستيفيا؛ التي تستخلص من نبتة تحمل نفس الاسم؛ محليا طبيعيا أقوى بـ 100 إلى 300 مرة من السكر الأبيض، و رغم احتوائها على هذه الجرعة الكبيرة من السكر، إلا أنها لا تخل بمعدل السكر في الدم كما لا تسبب أي تسوس إطلاقا، و لا تحتوي الستيفيا على الكثير من السعرات الحرارية نظرا لتركيبتها الغنية بالمغذيات، البروتينات، الدهون و المعادن، زيادة على مؤشر سكر معادل للصفر، و كونها خالية من الغلوتين و انزيم الفينيل ألانين، فهي تعد بديلا للتحلية لدى  المرضى المصابين بداء السيلياك و داء البول الفينيل كيتوني، و مع ذلك يبقى الحذر في استهلاكها مطلوبا، نظرا لأن المنتج النهائي يمر على عدة تحولات كيميائية قبل و صوله للمستهلك، لذا فعلى الرغم من كون الستيفيا معروفة بتركيبتها النافعة للصحة، إلا أنه لم يتم إثبات ذلك من طرف أي بحث علمي بعد.

سكر جوز الهند:

Le sucre de coco

ينتج سكر جوز الهند بشكل أساسي في أندونيسيا؛ بإستخدام عصارة أزهار جوز الهند، هذا السكر غير المكرر يمتلك مؤشرا سكريا منخفضا، مما يجعله مثاليا لدى مرضى السكري، و يحتوي خلافا للسكر الأبيض على معادن و فيتامينات مختلفة مثل البوليفينول، البوتاسيوم، المغنزيوم، الزنك و الفيتامين b1 و خاصة الـ b6، لكن مشكلته الوحيدة تتمثل في كونه غنيا بالسعرات الحرارية نظرا لتركيبته المغذية، فهو غني بمضادات الأكسدة و ما قبل الحيويات خاصة الإينولين التي تساهم في ضبط توازن الميكروبيوم المعوي.

الفركتوز:

Le fructose

كما يدل عليه اسمه، فهو سكر متواجد بالفواكه، العسل، شراب الصبار و غيره، و مؤشر السكر لديه منخفض إذا ما قارناه بالسكر الأبيض، كما أن حلاوته تفوق هذا الأخير بمرة و نصف، و يدخل الفركتوز في تركيبة العديد من المواد الصناعية كالصودا و العصائر، و على الرغم من أن الكثيرين كانوا قد نصحوا به لفترة طويلة، إلا أن الإنتقادات بشأن استهلاكه المفرط قد بدأت تتزايد مؤخرا، و تتم عملية استقلابه داخل الكبد على شكل جليكوجين، لاكتات، دهون ثلاثية و أحماض دهنية، مما قد يسبب تراكما على مستوى الأنسجة و خطرا في الإصابة بأمراض أيضية كالبدانة، تشحم الكبد، و داء السكري، إذن فبإمكاننا تعويض السكر الأبيض بالفركتوز شريطة عدم الإفراط في إستهلاك هذا الأخير.

المحليات الاصطناعية:

Les édulcorants artificiels

تنتج هذه البدائل بشكل اصطناعي، و تأتي غير غنية بالسعرات كما تمتلك قدرة تحلية عالية؛ حيث نجدها في المواد المعبئة سلفا أو المواد المخففة، كما يمكن شرائها على حدى أيضا، و على الرغم من الشكوك التي تحوم حولها كونها مواد مضرة بالصحة، إلا أن جميع الإختبارات التي أجريت بشأنها لم تفضي إلى نتائج أكيدة، و من أكثر هذه البدائل الإصطناعية شيوعا نذكر الأسبارتام و السوكرالوز.

الأسبارتام :و يتكون بشكل أساسي من الأحماض الأمينية، و يعتبر محليا أقوى من السكر الأبيض بحوالي 200مرة، و يشار إليه بإسمه السابق ذكره، أو بالرمز e -951 ، و قد تم ضبط الجرعة اليومية الموصى بها بـ 40مغ في الكلغ الواحد من الوزن الكلي للجسم.

السوكرالوز:تزيد حلاوة السوكرالوز على حلاوة السكر الأبيض بحوالي 600 مرة مع خلوه من السعرات الحرارية، لذا فبضع غرامات منه كفيلة بتعويض حوالي 100غ من السكر الأبيض، و يشار إليه بالرمز e-955 ، و يمكننا إيجاده في المنتجات المخففة لدى المخابز، التحليات، مشتقات الحليب و حبوب الإفطار و حتى السكاكر أيضا، و قد تم تحديد الجرعة اليومية بـ 15 مغ في الكلغ الواحد من مجمل وزن الجسم.

سكر التمر .. الوافد الجديد:

le sucre de dattes le nouveau arrivé

يعد سكر التمر بديلا فعالا للسكر العادي، فهو غني بالفيتامينات، الألياف و المعادن، و هو عبارة عن تمر منزوع النوى ومجفف و مطحون ناعما، و هو منتج غير معالج و غير مكرر شبيه بالسكر البني، و يفوق السكر الأبيض حلاوة، كما يمتلك مؤشر سكر مرتفعا قد يصل إلى 68، و من الممكن استخدامه في مختلف الأطباق و المشروبات.

 

 

لذا فلا يسعنا نحن معشر الشرهين و الشرهات سوى أن نبتهج لأنه صار بإمكاننا عدم استهلاك السكر دون حرمان أنفسنا من مذاقه الحلو، فالبدائل صارت متوفرة الآن بحلاوة تفوق حتى حلاوة السكر العادي.

ص.ب

رجوع
التالي

مقالات في نفس الموضوع