صحة جيدة لحياة أفضل

دواء أوزمبك : تحول مقلق لفقدان الوزن على حساب مرضى السكري

حرر : د. سعاد ابراهيمي | دكتورة في الطب
5 مايو 2025

اتجاه شائع على وسائل التواصل الاجتماعي

يُستخدم دواء أوزمبك الذي هو بالأساس مخصص لعلاج مرض السكري من النوع 2، حاليًا لأغراض فقدان الوزن. وقد أصبح هذا القلم القابل للحقن موضوعًا للعديد من مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي التي تُظهر كيفية استخدامه لإنقاص الوزن. هذه الممارسات التي انتشرت بشكل واسع في الولايات المتحدة، وأستراليا، وأوروبا، وأصبحت الآن تصل إلى الجزائر، أدت إلى استخدامه من قبل أشخاص غير مصابين بالسكري دون إشراف طبي، مما يعرض صحتهم للمخاطر.

يُحفز السيماغلوتيد، وهو المكون النشط في أوزمبك ، إفراز الأنسولين والجلوكاجون حسب احتياجات الجسم. كما يعمل على الشبع ويقلل من الرغبة في تناول الأطعمة الدهنية. لكن ما لا تعرضه المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي هو الآثار الجانبية التي قد تكون خطيرة أحيانًا: اضطرابات هضمية، جفاف، التهاب البنكرياس الحاد، اضطرابات في المرارة، التهاب المرارة، بل وأحيانًا انسداد معوي كاذب. كما أن هذا الدواء يبطئ من إفراغ المعدة، مما قد يتداخل مع امتصاص الأدوية الأخرى.

على عكس الوعود بجسم رشيق، فإن فقدان الوزن الناتج عن أوزمبك هو فقدان مؤقت. فبدون تغييرات دائمة في نمط الحياة (التغذية، النشاط البدني)، فإن الفقدان يُعوَّض بمجرد التوقف عن العلاج. لذلك فإن استخدامه خارج الإطار الطبي ليس فعالًا على المدى الطويل، ولا يخلو من المخاطر. ويُحذر متخصصو علم الأدوية والطب من أن “استخدامه غير المناسب يعرض للأخطار الصحية الكبرى”.

إن تحويل الأدوية إلى أغراض لتخفيف الوزن ليس أمرًا جديدًا. فقد تم وصف دواء “ميدياتور Mediator ” الذي كان مخصصًا لمرضى السكري، بشكل واسع لفقدان الوزن، مما أدى إلى العديد من الوفيات. ومنذ ذلك الحين تم الإبلاغ عن العديد من الأدوية التي تم استخدامها خارج نطاق تخصصها، مثل التوبيراميت (مضاد للصرع)، والليفوثيروكسين (علاج قصور الغدة الدرقية)، و الفلوكسيتين (مضاد للاكتئاب)، وحتى المدرات.

إن البحث عن الجسم المثالي يعكس ضغطًا اجتماعيًا هائلًا على الوزن، فهؤلاء الأشخاص كانوا يظنون أنهم يعانون من الوزن الزائد رغم أن مؤشر كتلة الجسم لديهم طبيعي. من بينهم كان البعض منهم يسعى لفقدان الوزن، أحيانًا على حساب صحتهم.

ويسبب الإقبال العالمي على أوزمبك توترًا في الإمدادات، مما يؤثر سلبًا على المرضى المعنيين، ويعرض مرضى السكري لخطر نقص الدواء.

في الجزائر يتم صرف أوزمبك فقط بوصفة طبية. ومع ذلك تم الإبلاغ عن حالات وصفات طبية مفرطة من قبل بعض الأطباء. لذا يُنصح الصيادلة برفض صرف الدواء خارج النطاق الطبي والإبلاغ عن أي شكوك بشأن سوء استخدامه.

تدرس الوكالة الأوروبية للأدوية (EMA) حاليًا 150 حالة من السلوكيات الانتحارية أو العدوانية الذاتية المرتبطة باستخدام السيماغلوتيد (أوزمبك ، Wegovy) أو الليراجلوتايد (Saxenda)، في حين تجري المملكة المتحدة تحقيقًا مشابهًا، أما في الولايات المتحدة، يتم الإبلاغ عن هذه الآثار فقط بالنسبة للنسخ المخصصة لفقدان الوزن.

يظل أوزمبك أداة علاجية فعالة لمرض السكري من النوع 2، لكن استخدامه لأغراض تجميلية هو تحول غير مناسب، محفوف بالمخاطر وغير فعال على المدى الطويل، حيث أنه يعرض صحة المستخدمين غير المعنيين للخطر، ويعرقل وصول العلاج لأولئك الذين يحتاجون إليه حقًا، لأجل ذلك يجب أن يكون استخدامه محاطًا بإشراف صارم من قبل المتخصصين في الرعاية الصحية.

الكلمات المفتاحية: أوزمبك ؛ السكري؛ السمنة؛ الاستخدام؛ الصحة

مقالات في نفس الموضوع