صحة جيدة لحياة أفضل

الصيام المتقطع وارتفاع ضغط الدم: ما هي الفوائد؟

حرر : شعبان بوعريسة | صحفي
10 مايو 2024

يعتبر الصيام المتقطع أمرا مفيداً في خفض مستويات ضغط الدم لدى الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم ، ولهذا تستعرض لكم “صحتي، حياتي” مع الدكتور حمزة بن شيخ ، طبيب القلب بعض التوصيات الهامة للأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم الذين يرغبون في ممارسة هذا النوم من الصيام.

الدكتور حمزة بن شيخ : يمكن أن يكون للصيام المتقطع أو حتى صيام الإثنين والخميس، بالإضافة إلى تأثيراته الروحية، فوائد على صحة القلب والأوعية الدموية، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم ، حيث يمكن أن يجنّب التحول التدريجي إلى نظام غذائي طبيعي بعد رمضان ارتفاعات ضغط الدم المفاجئة والمضاعفات القلبية الوعائية المرتبطة بها، ومن خلال مراقبة هذا النوع من الصيام المتقطع ، يمكن للأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم الحفاظ على انتظام معين في نظامهم الغذائي، مما قد يساهم في استقرار ضغط الدم لديهم، كما أنه ومن خلال تجنب التغيرات المفاجئة في العادات الغذائية، يمكن تقليل خطر التقلبات المفاجئة في ضغط الدم، والتي قد تعرض صحة القلب والأوعية الدموية للخط، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يوفر الصيام أيضًا فوائد غير مباشرة لصحة القلب والأوعية الدموية، مثل فقدان الوزن، وتقليل الالتهابات، وتحسين حساسية الأنسولين، وتنظيم مستويات الكوليسترول، فيما تساهم جميع هذه العوامل في تقليل خطر الأمراض القلبية وتحسين صحة القلب بشكل عام.

ومع ذلك، من المهم أن يتحدث الأشخاص المصابون بارتفاع ضغط الدم مع طبيبهم قبل الشروع في الصيام المتقطع، لتقييم المخاطر المحتملة وتحديد ما إذا كانت هذه الممارسة مناسبة لحالتهم الطبية الخاصة، وقد يكون من الضروري أيضًا المتابعة الطبية المنتظمة وتعديل الأدوية الخافضة للضغط خلال هذه الفترة.

ارتفاع ضغط الدم هو حالة طبية تتميز بارتفاع ضغط الدم، ويُعرف ارتفاع ضغط الدم بأنه زيادة مطولة في ضغط الدم عند الراحة، حيث يكون الضغط الانقباضي (PAS) ⩾ 14 سم زئبق و/أو الضغط الانبساطي (PAD) ⩾ 90 ملم زئبق، أو تناول أدوية لارتفاع ضغط الدم، كما أنها حالة مرضية شائعة تصيب نحو نصف البالغين وتعتبر مرضًا خطيرًا لأنها تبقى في حالة ركود لفترة طويلة، وفي 30٪ من الحالات لا تستجيب بشكل جيد للعلاجات.

بالرغم من أن ارتفاع ضغط الدم يكون أكثر شيوعًا لدى الرجال في سن الإنجاب، إلا أنه بسبب الحماية التي توفرها بعض الهرمونات الجنسية مثل البروجسترون لدى النساء، يصبح خطر الإصابة بهذا المرض متساويًا بين الجنسين بعد انقطاع الطمث.

وتتعدد العوامل المرتبطة بظهور أعراض ارتفاع ضغط الدم بما في ذلك : الوراثة، التقدم في العمر، التوتر المزمن، قلة النشاط البدني، التدخين المفرط والسمنة وعوامل أخرى، ومع ذلك يشير الأطباء إلى أن زيادة استهلاك الملح في النظام الغذائي هي السبب الرئيسي المساهم في ضغط الدم وذلك بسبب التأثيرات الضارة على الجسم وزيادة خطر الإصابة بهذا المرض بشكل مباشر.

وقد تظهر أعراض ارتفاع ضغط الدم بطرق مختلفة مثل: الصداع والدوخة، طنين الأذن واضطرابات الرؤية ، وفي العديد من الحالات، يمكن أن يكون ارتفاع ضغط الدم بدون أعراض ويتم اكتشافه خلال استشارة طبية لأسباب أخرى أو عند حدوث مضاعفات.

المضاعفات المرتبطة بارتفاع ضغط الدم عديدة ويمكن أن تكون لها عواقب لا رجعة فيها، بل قد تكون قاتلة، إذ يمكن أن تؤثر على مختلف أعضاء الجسم وتترك آثارًا خطيرة على غرار :

  • السكتات الدماغية : التي قد تؤدي إلى شلل نصفي.
  • النوبات القلبية : التي قد تسبب فشل القلب أو توقف القلب.
  • تلف الكلى : الذي يمكن أن يؤدي إلى الفشل الكلوي.
  • تلف شبكية العين : الذي يمكن أن يصل إلى فقدان الرؤية.

من المهم التأكيد على أن ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يرتبط مباشرة بجودة النظام الغذائي والعادات الغذائية، حيث يؤدي الإفراط في استهلاك الملح في النظام الغذائي إلى ظهور هذا المرض بشكل كبير، وذلك من خلال تناول كميات كبيرة من الملح التي تؤدي إلى خروج الماء الموجود في الخلايا والأنسجة والتي بدورها تتدفق إلى الدم، مما يزيد الضغط داخل جدران الأوعية الدموية.

ولفهم هذه العملية بشكل أكثر تفصيلًا، من الضروري فهم دور الصوديوم، أحد مكونات الملح، مع الكلوريد، وفي حين أن الكلوريد الموجود في الملح ليس له تأثير ملحوظ على الصحة حتى مع الاستهلاك المفرط للملح، فإن الصوديوم يؤثر مباشرة على الجسم بسبب دوره في تنظيم والحفاظ على التوازن الكهرليتي وكذا السوائل في الجسم، أي حركة الماء بين أجزاء الجسم، ومن المهم  أن يحافظ الصوديوم على تركيز ثابت في الوسط الخارجي للخلية، ويتطلب ذلك تدخل عدة أعضاء مثل الكلى، الدماغ والقلب وبالتالي أي تناول مفرط للملح سيؤدي بالضرورة إلى اضطراب هذا التوازن.

يجب أن يكون نمط الحياة الصحي أولوية لأولئك الذين يرغبون في تقليل خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم ، وكذلك لأولئك الذين يعانون منه بالفعل، حيث يمكن للعادات البسيطة اليومية أن تلعب دورًا حاسمًا في الوقاية وإدارة هذا المرض، فإليك بعض هذه العادات دون الادعاء بالإحاطة الكاملة:

  • تجنب التدخين بسبب عواقبه العديدة الضارة على الصحة.
  • الحفاظ على نشاط بدني منتظم، والذي يكون ذو فائدة كبيرة لتقليل المخاطر القلبية ، في حين يمكن أن يشمل ذلك المشي، الجري، السباحة وركوب الدراجات وغيرها.
  • إدارة التوتر والقلق والحفاظ على هدوء العقل في مواجهة المواقف المعقدة.
  • مراقبة الوزن لتجنب السمنة.
  • اتباع نظام غذائي صحي منخفض الملح.

يعتبر النظام الغذائي الصحي عنصرا هاما لإدارة جيدة لارتفاع ضغط الدم ، ومن المهم ملاحظة أن كمية كبيرة من الصوديوم موجودة بالفعل في الأطعمة التي نستهلكها يوميًا، كما أن الملح وما يسمى بـ”محسن النكهة”، هو مادة تضاف لتحسين طعم الطعام وتعمل أيضًا كمواد حافظة من خلال الحد من التكاثر البكتيري ، في حين يتم استخدامه على نطاق واسع في صناعة الأغذية.

وفي محاولة للحد من كمية الصوديوم في نظامنا الغذائي، من الحِكمة مراقبة تناول الملح من بعض الأطعمة التي نستهلكها بانتظام، مثل اللحوم المصنعة ومكعبات المرق بالاضافة الى كل من الخبز والأجبان ، الأطعمة الصناعية والوجبات السريعة وكذا الوجبات الخفيفة والأطباق المجمدة وغيرها .

نظرًا لأن ارتفاع ضغط الدم مرتبط بشكل وثيق بالنظام الغذائي، يمكن أن يكون الصيام وسيلة مفيدة للتخلص من السموم، مما يسمح بالتخلص من العناصر الضارة الزائدة في الجسم، إذ يوفر الصيام خلال شهر رمضان أو بعده (الصيام المتقطع أو الاثنين والخميس) فرصة مثالية لتجنب الإفراط في الأكل وإعادة تعلم اتباع نظام غذائي صحي وآمن باتباع عادات بسيطة ولكنها ذات أهمية كبيرة ويمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا وتترك أثرًا ملموسًا، ومن بين العادات الجيدة التي يجب مراعاتها أثناء الصيام وخاصة بعده:

  • تجنب الأطعمة الغنية بالملح أو استهلاكها باعتدال: مثل الخبز المملح، مكعبات المرق، اللحوم المصنعة، الأجبان، الأطعمة المعلبة، المنتجات المدخنة، إلخ.
  • تقليل كمية الملح في ماء الطهي إلى النصف.
  • تجنب إضافة الملح بشكل تلقائي.
  • استبدال الملح بتوابل وأعشاب عطرية أخرى.
  • اختيار طرق الطهي التي تتطلب كمية أقل من الملح، مثل الطهي بالبخار أو في ورق القصدير.
  • تجنب تناول الأطعمة الغنية بالدهون.
  • تناول المزيد من الخضروات والفواكه الموسمية لطعمها ونكهتها وفوائدها الصحية.
  • شرب الكثير من الماء: بالإضافة إلى أنه يساهم في در البول، يساعد الماء على التخلص من فائض الملح في الجسم ويعطي شعورًا بالشبع، مما قد يقلل من تناول الوجبات الخفيفة والأطعمة المالحة.
  • تفضيل تناول الأسماك والخضروات والفواكه.

وقد يستغرق تقليل كمية الملح تدريجيًا حوالي شهرين لتغيير العادات الغذائية، ولكن بتقليل الجرعات تدريجيًا، سيكون نقص الملح أقل وضوحًا.

من جهته ، يوفر نمط الصيام أيضًا فرصة لتعديل بعض العادات المتعلقة بنمط حياتنا، مثل:

  • اختيار المشي لفترات أطول.
  • ممارسة بعض التمارين الرياضية.
  • الاستفادة من هذه الفترة من الروحانية العميقة لتعزيز حالتنا الذهنية من خلال تنمية قدرة أفضل على ضبط النفس، والبقاء هادئين واتباع نهج جيد .

يمكن أن يسبب الصيام اضطرابًا طفيفًا في تنظيم تناول الأدوية لأولئك الذين يتبعون علاجًا لخفض ضغط الدم، ونظرًا لأن بعض الأدوية يجب تناولها في وجبة الإفطار وأخرى في العشاء، يمكن أن تتغير هذه الروتينات خلال شهر الصيام، ولا يؤثر ذلك على فعالية الأدوية التي يجب ببساطة تناولها في أوقات مختلفة دون تغيير تأثيرها، حيث يمكن تناول الأدوية التي تُؤخذ عادة في وجبة الإفطار أثناء “السحور”، بينما يجب تناول أدوية العشاء أثناء “الإفطار”.

يوصى أيضًا بمراقبة ضغط الدم بانتظام خلال فترة الصيام لاكتشاف أي تغييرات محتملة واتخاذ التدابير اللازمة عند الحاجة، مع العلم أنه من الطبيعي ملاحظة زيادة طفيفة في الضغط بعد “الإفطار” وأن ارتفاع ضغط الدم خلال النهار قد يتطلب أحيانًا تعديل العلاجات.

ش.ب

الكلمات المفتاحية: الصيام ، القلب،  ارتفاع ضغط الدم، رمضان، شوال.

مقالات في نفس الموضوع