صحة جيدة لحياة أفضل

الاستحمام بالماء الساخن جدا: عادة يومية قد تضر بصحتك

حرر : د. سعاد إبراهيمي | دكتورة في الطب
18 يونيو 2025

يستمتع الكثير من الأشخاص بالاستحمام بالماء شديد السخونة، خصوصًا في فصل الشتاء أو بعد يوم شاق. ورغم أن هذه اللحظات تُشعر بالاسترخاء، إلا أن لها تأثيرات فسيولوجية عميقة على الجسم. فرغم أن الحرارة تساعد على إرخاء العضلات وتُسهل النوم، إلا أنها قد تخلّ بتوازن بعض الوظائف الأساسية في الجسم، خاصة إذا تجاوزت درجة الحرارة 39 درجة مئوية.

ما الذي يحدث للجسم عند التعرض لماء ساخن جدًا؟

الماء الساخن يسبب توسع الأوعية الدموية (تمددها) وهذا يؤدي إلى عدة نتائج:

  • انخفاض مفاجئ في ضغط الدم،
  • ميل الدم للتجمع في الأطراف السفلية (الساقين)،
  • وصول كمية أقل من الأكسجين مؤقتًا إلى الدماغ.

أعراض يجب الحذر منها:

  • شعور بالدوار عند الخروج من الحمام،
  • دوخة، ضعف أو تعب مفاجئ،
  • رؤية مشوشة،
  • وفي بعض الحالات: فقدان الوعي.

هذه الحالات قد تؤدي إلى سقوط خطير خاصة لدى كبار السن، النساء الحوامل، أو من يعانون من انخفاض مزمن في ضغط الدم.

الدور الحيوي للغشاء المائي الدهني

تحمي بشرتنا بشكل طبيعي بطبقة رقيقة من الماء والدهون تُعرف بـ “الغشاء المائي الدهني”، وهو يعمل كحاجز دفاعي:

  • يمنع جفاف البشرة،
  • يحمي من الميكروبات (بكتيريا، فطريات، فيروسات)،
  • يحافظ على توازن حموضة الجلد (pH).

ما الذي يفعله الماء الساخن؟

الماء شديد السخونة يزيل هذه الدهون الواقية ويضعف الحاجز الجلدي، مما يؤدي إلى :

  • جفاف الجلد المزمن،
  • احمرار، تهيج، أو إكزيما،
  • حكة أو تقشر الجلد،
  • ضعف في فروة الرأس (قشرة، بهتان الشعر، تساقط).

أما على المدى الطويل يزيد ذلك من احتمال الإصابة بالبشرة الحساسة، التحسس الجلدي، أو حتى عدوى بكتيرية ثانوية.

عند ضعف الحاجز الجلدي تزداد نفاذية الجلد، ما يسمح بدخول الميكروبات بشكل أسهل إلى الجسم، وتُعتبر البشرة المتهيجة مكانا مثاليًا للبكتيريا.

وبالنسبة للأطفال، كبار السن، أو أصحاب المناعة الضعيفة، يمكن أن يكون هذا عاملًا مفاقمًا لأمراض جلدية مزمنة، مثل: القوباء أو الفطريات الجلدية.

رغم أن البعض يشيدون بفوائد الاستحمام البارد، إلا أنه لا يناسب جميع الأشخاص:

  • قد يسبب ضغطًا على القلب والأوعية الدموية لدى البعض،
  • وقد يؤدي إلى انخفاض مفاجئ في حرارة الجسم، مما يسبب رجفة أو انزعاجًا مطولًا.

الحل الأمثل: ماء فاتر قريب من حرارة الجسم.

  • بين 35 و38 درجة مئوية: هذا النطاق يحافظ على توازن الجلد والجهاز القلبي الوعائي.

نصيحة صحية: لتحفيز الدورة الدموية وتنشيط الجسم، يمكن إنهاء الحمام برش الماء البارد على الساقين أو الذراعين لمدة 10 إلى 30 ثانية.

  • استخدم صابونًا لطيفًا، خاليًا من الكحول والعطور القوية.
  • حدد مدة الاستحمام بين 5 و10 دقائق فقط.
  • تجنّب فرك الجلد بقوة، خصوصًا باستخدام القفازات الخشنة.
  • رطّب بشرتك فورًا بعد الاستحمام بكريم مرطب.
  • قلل من عدد مرات غسل الشعر، خاصة إذا كنت تستخدم ماءً ساخنًا.
الخطرالسببالنتيجة
انخفاض ضغط الدم            الماء الساخن جدًا          دوخة، شعور بالإغماء، فقدان الوعي
جفاف البشرة                فقدان الغشاء المائي الدهني جفاف، تهيج، التهابات            
ضعف المناعة                تهيج الجلد                 زيادة اختراق الميكروبات للجسم   
مخاطر على الشعر وفروة الرأسالماء الساخن على فروة الرأس  شعر جاف، هش، متقصف، تساقط الشعر 

فضّلوا الماء الفاتر من أجل صحتكم: قد يبدو الاستحمام بالماء الساخن جدًا ممتعًا في اللحظة نفسها، لكن آثاره التراكمية على الجلد، وضغط الدم، والجهاز المناعي قد تكون ضارة، لذا فإن اختيار درجة حرارة فاترة وروتين لطيف يعني حماية صحتكم يوميًا، دون التنازل عن متعة لحظة منعشة تحت الماء.

الكلمات المفتاحية: استحمام؛ فاتر؛ ساخن؛ بارد؛ بشرة؛ القلب؛ الشعر؛

مقالات في نفس الموضوع