صحة جيدة لحياة أفضل

شراهة ابني غيرت من ملامحه الجسدية و النفسية

حرر : يعقوبي جنات | طبيبة نفسية
18 يناير 2022

إن أبنائنا هم أغلى ما نملك، و لهذا السبب دائما ما نرغب بتقديم الأفضل لهم، ففي سبيل إسعادهم عادة ما نحاول تدليلهم، وذلك بإعطائهم كل ما يرغبون به خاصة إذا كانت هذه الرغبات بسيطة كأكل الحلويات أو الوجبات الخفيفة، و عند بعض الأولياء تكون هذه الأخيرة عبارة عن جائزة يتحصل عليها الطفل عند قيامه بأمور جيدة كالبقاء هادئا و مطيعا. أما البعض الأخر، فيضعفون أمام أبناءهم ولا يستطيعون مقاومة بكائهم، فيرضخون أمامهم، وهذا ما يجعل الطفل يتعود على أسلوب التعويض، أي أنه كلما شعر بالملل، الضيق أو الإحباط سيتوجه إلى الأكل للتخفيف من حالته ليشعر بعدها بالراحة، فهو هنا يعوض ما يشعر به من أحاسيس بالأكل، ولهذا الأسلوب العديد من العواقب، فهذه الأطعمة غير الصحية قد تسبب السمنة عند أكل كميات كثيرة منها خاصة مع قلة الحركة.

ولكن ما هي السمنة و ما مخاطرها؟ و ما هي الخطوات التي تساهم في تقليل السمنة لدى الأطفال؟

السمنة و مخاطرها:

تنتج السمنة عندما تتفوق كمية السعرات الحرارية التي تدخل إلى الجسم على السعرات الحرارية التي يحتاجها، ولهذا السبب يقوم الجسم بتحويل ذلك الفائض من السعرات الحرارية إلى دهون تخزن في أنحاءه، كما تعرفها منظمة الصحة العالمية (بأنها تراكم غير طبيعي أو مفرط للدهون قد يلحق بالضرر للصحة) 2016.

وقد تسبب السمنة العديد من المخاطر كأمراض القلب و الشرايين و ضغط الدم، بالإضافة إلى داء السكري من النوع الثاني، و قد تكون السبب أيضا في اضطرابات التنفس المتكررة أثناء النوم وأمراض المفاصل، كما أنها قد تؤثر كذلك على الجانب النفسي، فلا تنحصر أضرار السمنة على الجانب العضوي، بل تؤثر كذلك على الجانب النفسي، فقد تؤدي السمنة إلى الاكتئاب، فالزيادة الكبيرة في الوزن تجعل الشخص يشعر بالعجز، والفشل في إنقاص هذا الوزن قد يشعر الشخص باليأس والإحباط، بالإضافة إلى أنه يعرضه للنقد و السخرية، خاصة إذا كان من يعاني من هذه السمنة طفل، فهم معرضون للتنمر من قبل أقرانهم ومعارفهم، وقد يشعر الطفل المعرض لكل هذا في عمر حساس بأنه غير مرغوب و غير محبوب، مما يولد عنده الشعور بالدونية و عدم الرضى عن الذات.

 كما أن السمنة قد تفقده ثقته بنفسه مما يؤثر على التحصيل الدراسي، فينتج عن ذلك الغضب و العدوانية بالإضافة للميل للوحدة واعتزال الآخرين.

الخطوات التي تساهم في تقليل السمنة لدى الطفل:
  1. استشارة الطبيب: يجب على الوالدين استشارة طبيب إذا لاحظا على طفلهم زيادة في الوزن، فليس كل من يعاني من الوزن الزائد لديه شراهة في الأكل، فالبعض يعاني منها لأسباب جينية أوقد تكون نتيجة لأمراض مختلفة.
  2. التعامل الأسري الايجابي: فكلما كان التعامل الأسري إيجابيا مع الطفل البدين، كلما كان تفكيره ايجابيا ومعتدلا و يظهر ذلك على مشاعره وتصرفاته المختلفة، فلا يجب ذمّه والتقليل من شأنه لكونه يعاني من الوزن الزائد بل يجب مساندته والوقوف إلى جانبه.
  3. عدم مكافئة الطفل بالأطعمة غير الصحية و الحلويات: لا يجب على الأولياء استخدام الطعام غير الصحي كمكافأة، وإنما عند الضرورة يجب عليهم مكافأة طفلهم بالكلام المشجع والقبلات، بالإضافة للأحضان و المدح أمام الغير أو تقديم الهدايا.
  4. التوعية المدرسية: يجب تنظيم أيام دراسية في مختلف المؤسسات المدرسية للاهتمام بهذه المسألة، بالإضافة إلى التطرق في المدرسة لموضوع الأكل الصحي، وحث التلاميذ للتقليل من الوجبات السريعة والسكريات والمياه الغازية، والإكثار من تناول الخضر و الفواكه و البروتينات، مع الدعوة إلى ممارسة النشاط البدني.
  5. استشارة إخصائي نفساني: من الضروري زيارة إخصائي نفساني؛ وذلك لمساعدة الطفل على تجاوز مخاوفه، بالإضافة إلى مساعدته على تقبل ذاته  كيفما كانت وحثه على الخروج من عزلته و التأقلم مع المجتمع.

إن السمنة مشكلة يعاني منها الكبار والصغار، إلا أن الصغار أكثر حساسية لكل ما تسبب من أضرار لكونهم في مرحلة عمرية حساسة، فإذا كان طفلكم يعاني من السمنة يجب عليكم القيام ببعض الخطوات للمساهمة في التقليل من السمنة لديه. فيجب أولا زيارة الطبيب، فقد لا يكون الأكل هو السبب وراء السمنة بل قد تكون أحد أعراض مرض ما، كما يجب على الأولياء أن لا يجعلوا من الوجبات غير الصحية  جائزة لأطفالهم فهم بهذه الطريقة يشجعونهم على تناول هذا النوع من الطعام، ويجب أيضا أن يسود التعامل الإيجابي في الأسرة من أجل المحافظة على الصحة النفسية لطفلهمن فطفلكم أمانة لديكم والمحافظة عليه من واجبكم. 

ي.ج.

مقالات في نفس الموضوع