
هل يمكن لمكون بسيط أن ينافس غسولات الفم الكيميائية في مجال صحة الفم؟ وفقًا لدراسة حديثة، قد يكون الثوم المعروف بخصائصه المضادة للالتهابات والمضادة للميكروبات، أكثر فعالية من بعض غسولات الفم التقليدية مثل تلك المحتوية على الكلورهيكسيدين.
عندما تتفوق الطبيعة على الصيدلية
نشر باحثون من جامعة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة أعمالهم في Journal of Herbal Medicine. وأشاروا إلى أن الكلورهيكسيدين، المستخدم على نطاق واسع كغسول فم مرجعي، يمكن أن يسبب آثارًا جانبية ويساهم في مشكلات تتعلق بمقاومة مضادات الميكروبات.
وقال الباحثون: «يُعد الثوم المعروف بخصائصه الطبيعية المضادة للميكروبات بديلاً واعدًا».
فعالية تختلف حسب الاستخدام

حلّلت الدراسة خمس منشورات علمية، شملت تجارب سريرية ودراسات مُحكمة. وكانت النتيجة أن الفعالية تعتمد على تركيز غسول الفم المصنوع من الثوم وعلى مدة استعماله. وأظهرت بعض الدراسات أن الكلورهيكسيدين يُظهر فعالية أكبر في التأثير على درجة حموضة اللعاب وعلى اللويحة السنية.
في المقابل وجدت دراسات أخرى أن مستخلص الثوم يمكن أن يتفوق على الكلورهيكسيدين في تراكيز معينة، ومع ذلك قد يسبب الثوم بعض الانزعاج، وهو ما يفسر تفضيل بعض المرضى لغسولات الفم التقليدية.
الطبيعي لا يعني خاليًا من الآثار الجانبية
حتى وإن كان طبيعيًا فإن غسول الفم بالثوم لا يخلو من بعض الإزعاج:
- إحساس خفيف بالحرقة داخل الفم.
- رائحة قوية قد تكون منفّرة لبعض المستخدمين.
ومع ذلك تبقى هذه الآثار أقل حدة مقارنة ببعض الآثار المرتبطة بالكلورهيكسيدين، مثل ظهور تصبغات على الأسنان أو تهيّج الغشاء المخاطي الفموي.
بديل عملي ولكن يجب استخدامه بحذر
يمكن أن يكون غسول الفم بالثوم مفيدًا عندما لا تتوفر المنتجات الكيميائية: أثناء السفر، أو في غياب صيدلية، أو لمن يفضلون البدائل الطبيعية.
لكن يجب الحذر: الاستخدام اليومي غير مُستحسن، فغسولات الفم المطهّرة سواء كانت بالثوم أو بالكلورهيكسيدين ينبغي أن تُستخدم في حالات محدّدة وبناء على نصيحة طبيب الأسنان مثل:
- تسوّس الأسنان
- التهاب اللثة أو أمراض دواعم السن
- رائحة الفم الكريهة المزمنة
توصيات عملية:
- لا تستبدلوا التفريش واستعمال الخيط بغسول الفم.
- حدّوا من استعمال غسول الثوم إلى مرة أو مرتين أسبوعيًا، أو وفق إرشادات طبيب الأسنان.
- في حال الشعور بانزعاج أو حرقة، يجب المضمضة جيدًا بالماء.
- للحصول على أفضل نتائج، يُنصح بدمج غسول الفم مع تفريش منتظم واستعمال خيط الأسنان.
يمكن للثوم أن يمثل بديلًا طبيعيًا مثيرًا للاهتمام لغسولات الفم الكيميائية، بفعالية قد تضاهيها في مكافحة البكتيريا الفموية. لكن كما هو الحال مع أي علاج، يجب استخدامه باعتدال وباستشارة مختص.
الكلمات المفتاحية: ثوم؛ صحة؛ كلورهيكسيدين؛ نظافة؛ فم.