كلنا سبق وأن شعرنا بألم في الرأس، لكن هل كنتم تعلمون أن في الغالبية العظمى من الحالات، يكون التوتر هو السبب الرئيسي؟ التعب، التوتر، القلق… فأعصابنا غالبًا ما تكون مسؤولة عن هذه الآلام، ورغم ذلك هناك حلول بسيطة لتهدئتها.
نوعان رئيسيان من آلام الرأس
عندما نتحدث عن آلام الرأس، يميز الأطباء نوعين رئيسيين:
- صداع التوتر: الأكثر شيوعًا هو النوع الأكثر انتشارًا، حيث يعاني منه حوالي 30 إلى 70% من الناس مرة واحدة على الأقل في السنة. يكون هذا الصداع غالبًا معتدلًا وقد يستمر لبضع ساعات أو أيام. نشعر بضغط مستمر حول الرأس، كأن هناك رباطًا ضيقًا يضغط عليها.
- الشقيقة (الصداع النصفي): أكثر حدة وتعطيلًا ، اين تؤثر الشقيقة على حوالي 12 إلى 15% من السكان، وخاصة النساء. والألم يكون أقوى غالبًا في جانب واحد من الرأس، مصحوبًا بالغثيان والقيء وحساسية للضوء أو الصوت. وغالبًا ما يكون هناك تاريخ عائلي للإصابة.
لماذا يسبب التوتر هذه الآلام؟
عندما نكون متوترين تحدث عدة تغييرات في أجسامنا:
- يصبح الجهاز العصبي أكثر حساسية للألم.
- تتوتر عضلات الرقبة، الكتفين، وفروة الرأس تحت الضغط.
- تتضيق الأوعية الدموية في الدماغ، مما يقلل الأكسجة ويزيد الألم.
- يزيد التوتر من إفراز هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر) ويقلل من هرمونات الشعور بالراحة مثل السيروتونين والإندورفين.
وهذه دائرة مفرغة فكلما ازداد التوتر، زاد الصداع، وزاد الألم من التوتر.
هل يمكن للتوتر أن يسبب نوبة شقيقة حقيقية؟
لا التوتر ليس سببًا للشقيقة لكنه يمكن أن يحفز نوباتها عند الأشخاص المصابين بها. فعوامل أخرى مثل قلة النوم، الضوء الساطع، الضوضاء، بعض الأطعمة (الشوكولاتة، الكحول)، التغيرات الهرمونية أو المناخية تلعب دورًا أيضًا.
كيف نعرف أن الصداع سببه التوتر؟
- الألم معتدل لكنه مستمر.
- يشعر الشخص وكأن هناك رباطًا ضيقًا حول رأسه.
- يستمر من ساعات قليلة إلى عدة أيام.
- لا يصاحبه غثيان أو دوار.
- لا يتفاقم بسبب الضوضاء أو الضوء.
نصائح لتهدئة صداع التوتر
الأولوية هي إدارة التوتر، وهذه بعض الحلول الفعالة:
- الاسترخاء: مثل التأمل، التنفس العميق، السيوفولوجيا.
- الحركة: ممارسة الرياضة بانتظام تساعد على تخفيف التوتر.
- التدليك: تدليك الرقبة، الصدغين وفروة الرأس يخفف من توتر العضلات.
- استخدام الحرارة أو البرودة: الحرارة تساعد على استرخاء العضلات، والبرودة تخدر الألم.
- الاعتناء بالوضعية: خاصة إذا قضيت وقتًا طويلًا أمام الشاشة.
أما الشقيقة فتتطلب العزل في مكان هادئ ومظلم عند أول علامات النوبة.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
إذا أصبح الصداع غير معتاد، استمر رغم الراحة والأدوية التقليدية، أو صاحبته أعراض مقلقة، يجب استشارة الطبيب. قد يُطلب إجراء فحوصات (تحليل دم، تصوير بالرنين المغناطيسي، الأشعة المقطعية) للتأكد من عدم وجود سبب خطير مثل مشكلة في الدماغ، ارتفاع ضغط الدم أو مرض عام.
ماذا عن الأدوية؟
عند الحاجة يكون الباراسيتامول هو العلاج الأول الموصى به. يمكن لمضادات الالتهاب (مثل الإيبوبروفين) أن تساعد أيضًا، ولكن بعد استشارة طبية ودون الإفراط في الاستخدام.
الكلمات المفتاحية: توتر؛ صداع رأس؛ شقيقة؛ صحة؛ أعصاب؛ دواء؛ قلق؛