إنذار صحي كبير في منطقة تشهد حرباً
يعاني نحو 350 ألف فلسطيني يعيشون في قطاع غزة حالياً من أمراض مزمنة، وهي المعلومات التي كشف عنها مسؤول في الجمعية الفلسطينية للإغاثة الطبية لقناة الجزيرة والتي تسلط الضوء على أزمة صحية ذات أبعاد مأساوية، فهؤلاء الأشخاص بحاجة إلى متابعة طبية منتظمة، وأدوية طويلة الأمد، والوصول المستقر إلى الرعاية المتخصصة التي تكاد تكون غير موجودة اليوم في هذه الرقعة الجغرافية المحاصرة .
السكري، السرطان، فشل القلب: أمراض صامتة
وتشمل الأمراض المزمنة الأكثر انتشاراً في المنطقة:
- السكري من النوع الأول والثاني، الذي يتطلب إعطاء الأنسولين يومياً؛
- أمراض القلب والأوعية الدموية مثل ارتفاع ضغط الدم أو فشل القلب؛
- أمراض الكلى التي غالباً ما تحتاج إلى غسيل كلى أسبوعي؛
- السرطانات، التي تعتمد علاجها على العلاج الكيميائي والإشعاعي الذي أصبح من الصعب الحصول عليه؛
- أمراض الجهاز التنفسي المزمنة مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن، والتي تتفاقم بسبب ظروف الحياة والتلوث الناتج عن القصف.
مرض بدون علاج هو حكم بالإعدام
وبحرمانهم من الأدوية والمعدات والأطباء المتخصصين والوصول إلى المستشفيات، يصبح هؤلاء المرضى في خطر فوري، حيث أن فقدان الأنسولين لمريض السكري قد يؤدي إلى غيبوبة خلال 24 ساعة، كما أن شخص يعاني من فشل القلب قد يموت بسبب غياب مراقبة ضغط الدم أو العلاج المنتظم. وبدون العلاج الكيميائي، يصبح سرطان الثدي أو القولون سريعاً غير قابل للشفاء.
بالاضافة الى أن توقف العلاجات الأساسية يسبب مضاعفات خطيرة وأحياناً لا رجعة فيها مثل:
- أزمات قلبية،
- جلطة دماغية،
- عدوى عامة،
- شلل،
- فقدان البصر،
- فشل كلوي نهائي.
وفي العديد من الحالات، تؤدي هذه المضاعفات إلى الوفاة لغياب الرعاية.
نظام صحي يحتضر
أكدت منظمة الصحة العالمية أن نظام الرعاية الصحية في غزة على شفا الانهيار التام. حيث تعمل المستشفيات بلا كهرباء بسبب نقص الوقود، كما أن مخزون الأدوية يكاد ينفد، فيما يقوم الجراحون أحياناً بإجراء العمليات بدون تخدير. والعاملون في القطاع الصحي مرهقون، جرحى أو استشهدوا في القصف.
اتهامات دولية ضد إسرائيل
يدين خبراء الأمم المتحدة والمنظمات الطبية والمهنيون الميدانيون هذه الاستراتيجية المتعمدة، ويتهمون الجيش الإسرائيلي باستهداف سيارات الإسعاف، ومراكز الصحة، والمستشفيات، وحتى الطواقم الطبية. فهذه الهجمات المتكررة والموثقة تهدف إلى تدمير قدرات السكان على البقاء وجعل المنطقة غير صالحة للعيش.
الحصار والحرب: معاناة مزدوجة للمرضى
منذ عام 2007 يعاني قطاع غزة من حصار بري وبحري وجوي. فدخول الأدوية، المعدات الطبية، أو الأطباء الأجانب يخضع لرقابة صارمة أو ممنوع تماماً. ومنذ أكتوبر 2023 زادت الحرب الوضع سوءاً إذ أن كل من الطرق مدمرة، ومراكز الرعاية غير متاحة، والإخلاءات مستحيلة.
هذا الواقع يحوّل كل مرض مزمن إلى حالة طوارئ تهدد الحياة، فمعظم المرضى وهم في الغالب من الأطفال أو كبار السن، يجدون أنفسهم بلا مأوى ولا مأمن. كما أن الرعاية التلطيفية شبه منعدمة، والمرضى يفارقون الحياة في منازل مهدّمة أو على قارعة الطريق دون مسكنات كافية، دون جلسات غسيل كلى، ودون بصيص من الأمل.
طوارئ إنسانية مهملة
في مواجهة هذه الكارثة الإنسانية، تتزايد الدعوات للمساعدة، أين تطالب منظمة الصحة العالمية، أطباء بلا حدود، الصليب الأحمر، وعشرات المنظمات غير الحكومية بفتح ممر إنساني آمن فوراً، ووقف الضربات على المنشآت الطبية، وضمان وصول غير مشروط للرعاية للمرضى المزمنين.
بالنسبة لـ 350,000 غزاوي يعانون من أمراض مزمنة خطيرة، كل يوم بدون علاج هو تهديد مباشر للحياة. بعيداً عن أجواء الحرب هناك شعب كامل يكافح بصمت عدواً غير مرئي وهو انهيار نظامه الصحي.
الكلمات المفتاحية: غزة؛ حصار؛ إبادة جماعية؛ مرضى؛ مزمن؛ منظمات غير حكومية؛ منظمة الصحة العالمية؛ الأمم المتحدة؛ طبيب؛