“القفازات أحياناً، لكن نظافة اليدين دائماً”
تنبه منظمة الصحة العالمية مرة أخرى هذا العام، من إمكانيات تفادي ملايين الإصابات سنوياً إذا ما تم الالتزام الصحيح بالفعل البسيط المتمثل في غسل اليدين. ويؤكد شعار سنة 2025 على فكرة أساسية: “القفازات أحياناً، لكن نظافة اليدين دائماً” (فالقفازات لا تغني أبداً عن نظافة اليدين).
لماذا لا تزال نظافة اليدين تمثل تحدياً رئيسياً؟
ترتبط العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية بحالات مرَض ووفيات يمكن تجنبها، كما تفرض أعباء مالية كبيرة على أنظمة الصحة. وتحدث هذه العدوى في جميع بيئات الرعاية: المستشفيات، ودور رعاية المسنين، والمراكز الصحية.
وتقدّر دراسة لمنظمة الصحة العالمية أن 7 مرضى من كل 100 في الدول ذات الدخل المرتفع، و15 من كل 100 في الدول ذات الدخل المنخفض، يصابون بعدوى أثناء الاستشفاء. وغالباً ما تنتقل هذه العدوى عبر أيدي الطاقم الطبي عندما لا تُغسل أو تُطهّر في الوقت المناسب.
إجراء بسيط وفعّال وغير مكلف
تُعد نظافة اليدين التدخل الأكثر فعالية لوقف انتقال العوامل الممرضة، إذ تقلل بشكل كبير من انتشار البكتيريا والفيروسات والفطريات المسببة للعدوى داخل المستشفيات، وتحد من الحاجة للمضادات الحيوية، مما يساهم في محاربة مقاومة المضادات الميكروبية.
ويجب غسل اليدين أو تعقيمهما بالكحول وفقاً لـ”اللحظات الخمس الأساسية” التي حددتها منظمة الصحة العالمية:

- 1. قبل لمس المريض
- 2. قبل القيام بإجراء معقم
- 3. بعد التعرض لسوائل جسم المريض
- 4. بعد لمس المريض
- 5. بعد لمس البيئة المحيطة بالمريض
القفازات ونظافة اليدين: تكامل وليس بديل
رغم أن القفازات ضرورية في بعض الإجراءات التي تنطوي على مخاطر (مثل أخذ عينات الدم، تغيير الضمادات، العزل الصحي)، لكنها لا تقي من انتقال العدوى المتبادل أو من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية ما لم تُحترم نظافة اليدين بدقة.
لذلك، يجب تعقيم اليدين قبل ارتداء القفازات وبعد خلعها مباشرة. كما أن استخدام القفازات خارج السياقات الطبية الضرورية يخلق إحساساً زائفاً بالأمان، ويعيق الإحساس الدقيق بالحركة، وقد يزيد من انتشار الجراثيم عند استخدامها لفترات طويلة.
تأثير بيئي لا يُؤخذ بالحسبان بما يكفي
أدى الاستخدام الواسع للقفازات خلال جائحة كوفيد-19، إلى توليد أطنان من النفايات البلاستيكية يومياً، ما ساهم في تلويث التربة والمسطحات المائية. وتدعو منظمة الصحة العالمية اليوم من ضرورة اعتماد نهج مستدام وهو استخدام القفازات فقط عند الضرورة، واعتماد ممارسات للوقاية من العدوى مستندة إلى الأدلة العلمية.
توصيات ملموسة للمؤسسات الصحية

من أجل تعزيز نظافة اليدين وحماية المرضى والعاملين في مجال الصحة، تفرض عدة تدابير نفسها:
- تدريب الفرق الطبية بانتظام على تقنيات وإرشادات نظافة اليدين
- توفير محاليل التعقيم الكحولي في كل نقطة رعاية
- تشجيع عمليات التدقيق والمراجعة العملية والتغذية الراجعة
- دمج نظافة اليدين في البروتوكولات الوطنية المتعلقة بسلامة الرعاية الصحية
- تحسين البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والنظافة (WASH) في جميع مرافق الرعاية الصحية
- الحد من الاستخدام غير الضروري للقفازات من خلال توعية العاملين والجمهور
أهداف 2025: نحو ثقافة مستدامة للنظافة

تسعى حملة عام 2025 إلى:
- تعزيز الالتزام الصارم باللحظات الخمس الأساسية لنظافة اليدين
- توضيح الحالات التي تستدعي ارتداء القفازات أثناء الرعاية
- تشجيع دمج الممارسات الجيدة في السياسات الصحية العامة
- التوعية بالتأثير البيئي الناتج عن هدر معدات الحماية الفردية
إجراء صغير، أثر كبير
يجب ألا يُنظر إلى نظافة اليدين على أنها مجرد إجراء روتيني، بل كجزء أساسي من الرعاية الصحية. فهي تحمي الفئات الأكثر ضعفاً، وتعزز أنظمة الصحة، وتسهم في الحفاظ على البيئة. بالنسبة لكل من المهنيين، المرضى، المسؤولون: كل فرد منكم دور يلعبه، فغسل اليدين هو عناية بالآخرين وبكوكبنا.
الكلمات المفتاحية: النظافة؛ اليدان؛ القفاز؛ الصحة؛ البيئة؛ الرعاية؛ المرض؛ منظمة الصحة العالمية