
يحظى زيت الزيتون المعروف بفوائده الغذائية والطبية باهتمام كبير نظرا لقدراته على الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني، هذا الأخير الذي يصيب 92% من مرضى السكري، ناتج عن مقاومة الأنسولين أو إنتاج غير كافٍ لهذه الهرمون، في حين تظهر الأبحاث الأخيرة أن زيت الزيتون بفضل مركباته النشطة بيولوجيًا، يمكن أن يساعد في تنظيم مستوى السكر في الدم وحماية الجسم من هذه المرض.
زيت الزيتون وإنتاج الأنسولين.
غالبًا ما يرتبط مرض السكري من النوع الثاني بنقص في إنتاج الأنسولين، وهو هرمون يسمح للسكر بالدخول إلى الخلايا لاستخدامه كمصدر للطاقة، أين أظهرت دراسة أجراها باحثون من “فيرجينيا للتقنية” أن الألويوروبين وهو مركب في زيت الزيتون، يحفز إنتاج الأنسولين، بالإضافة إلى ذلك يقوم زيت الزيتون بحجب جزيء يسمى الأميلين الذي يصبح سامًا عندما يكون الشخص مصابًا بالسكري، مما يسهم في تدهور خلايا إنتاج الأنسولين في البنكرياس.
تحسين التحكم في مستوى السكر في الدم
يلعب زيت الزيتون دورًا حاسمًا في إدارة مرض السكري إلى جانب إنتاج الأنسولين، حيث أظهرت دراسات لا سيما من جامعة روما، أن إضافة 10 غرامات من زيت الزيتون البكر الممتاز إلى وجبة متوسطية تقلل بشكل كبير من مستوى السكر في الدم وتحسن مستوى الكوليسترول الضار ، مقارنة بمجموعة بدون زيت زيتون.
علاوة على ذلك، يعزز هذا الاستهلاك زيادة الأنسولين، وهو أمر أساسي لتنظيم سكر الدم، حيث تؤكد هذه النتائج على الآثار المفيدة لزيت الزيتون في الوقاية من مرض السكري، بفضل خصائصه المضادة للأكسدة.
تقليل دهون الكبد لدى مرضى السكري
يعتبر تراكم الدهون في الكبد أمر شائع لدى مرضى السكري ويمكن أن يزيد من مقاومة الأنسولين، مما يسرع من تقدم المرض.
أجرت جامعة نابولي دراسة حول تأثير نظام غذائي غني بالدهون الأحادية غير المشبعة وخاصة زيت الزيتون، على دهون الكبد لدى مرضى السكري من النوع الثاني، وبعد ثمانية أسابيع لاحظ المشاركون الذين اتبعوا هذا النظام انخفاضًا بنسبة 30% في الدهون في الكبد، ويرجع هذا التأثير إلى عملية أكسدة الدهون التي تسهّلها الأحماض الدهنية الموجودة في زيت الزيتون.
خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات
يرتبط مرض السكري غالبًا بالإجهاد التأكسدي ، حيث تتسبب الجذور الحرة في تلف الخلايا ، إلى جانب الالتهاب المزمن الذي يزيد من تفاقم المضاعفات، وبفضل غناه بالبوليفينولات يحمي زيت الزيتون الخلايا من الجذور الحرة ، في حين أثبتت الأبحاث أنه يقلل من أكسدة الكوليسترول الضار وهو نوع من الكوليسترول المرتبط بتشكل اللويحة الشريانية، ويخفف من مؤشرات الالتهاب، مما يوفر حماية كبيرة ضد مضاعفات السكري، خاصة الأمراض القلبية الوعائية.
حليف النظام الغذائي المتوسطي
يعتبر زيت الزيتون أساسيًا في النظام الغذائي المتوسطي المعروف بفوائده الصحية، لا سيما في الوقاية من الأمراض القلبية الوعائية ومرض السكري، أين يساعد هذا النظام الغني بالدهون الصحية والأطعمة المضادة للأكسدة مثل الخضروات والفواكه والمكسرات، في تقليل المخاطر.
يحسن زيت الزيتون البكر الممتاز من إنتاج الأنسولين، وينظم مستوى السكر في الدم، ويقلل من دهون الكبد، ويكافح الالتهاب، مما يجعله عنصرًا رئيسيًا في النظام الغذائي المتوسطي.